مع تصاعد الضغط الشعبى الرافض لممارسات الصهاينة الإجرامية ضد الفلسطينيين، بدأت حكومات الدول الغربية تمَّل من رعونة، وعجرفة الحكومة المتطرفة التى يرأسها نتنياهو.
لكن من يملك أوراق ضغط غير الممول، والداعم الرئيسى للكيان الصهيونى.
مع إقتراب فشل مخطط مجنون تل أبيب لترحيل فلسطينى غزة إلى مصر، وبعدها أهل الضفة الغربية إلى الأردن، بدأت الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق من الأضرار التى قد تلحق بمصالحها فى المنطقة، وقررت البحث عن طريق آخر.
ولكن، هل تنجح فى مسعاها؟ نتنياهو مراوغ، لزج، متعطش للسلطة ويخشى من مواجهة ما بعد الخروج من السلطة، فهل لديه مساحة للمناورة والمراوغة؟
نتنياهو يحتقر أمريكا وينظر إليها كحيوان ضخم الجثة، وإسرائيل تمسك بالحلقة المعدنية المغروسة فى فتحتى أنفها؛ السيطرة المالية، الإعلامية، والسياسية التى يملكها اللوبى اليهودى، هذا بالإضافة لإدراكه لأهمية الدور الذى يلعبه الكيان الصهيونى فى المنطقة، لصالح أمريكا، جعله يتصرف بمنطق سأفعل ماأريد، وعلى من لايعجبه هذا، فليبحث عن الحائط الذى يختاره ويرطم راسه كما يشاء.
رعونة وعجرفة نتنياهو، بدأت أيضًا تهدد مصالح ونفوذ اللوبى الصهيونى فى واشنطن نفسها، والإدارة السياسية مقبلة على إنتخابات أقل مايمكن أن توصف به إنها "تكسير عظام."
أمريكا، تواجه أزمات عديدة، داخليًا وخارجيًا، ومصالحها المباشرة، والغير مباشرة، سيصيبها الكثير من الضرر، خاصة إذا إتسع نطاق الحرب!
وعامل آخر يدفع الغرب إلى البحث عن مخرج؛ فعلى الرغم من سيطرة الرواية الإسرائيلية على جميع وسائل الإعلام، وإنصياع شركات التواصل الإجتماعى لفرض الرقابة والضغط على الصفحات والمواقع التى تفند الرواية الصهيونية؛ إلا إن مشاهد القتل والدمار التى تمكنت من الإفلات (بشكل رئيسى من خلال منصتى تيك توك وإكس/تويتر) أثارت غضب ومشاعر الشعوب فى أنحاء العالم، مما أدى إلى بعض التغيير فى التغطية الإعلامية التى حافظت على تحيزها للرواية الإسرائيلية لأربعة أسابيع متصلة.
أما المظاهرات، التى إنطلقت فى معظم عواصم العالم، هى أيضًا تشكل عامل ضغط على الحكومات الداعمة لإسرائيل وتسبب صداعًا لقواها السياسية التى باتت تخشى على مواقعها السياسية ومدى تضررها فى أى إنتخابات قادمة، إن لم يحدث تغيير على الأرض لوقف حملة التدمير والتقتيل التى يقودها الأرعن نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة.
على سبيل المثال، المسيرات والتظاهرات، التى لم تخل منها مدينة، وحتى فى لندن التى شهدت أكثر من مسيرة فى أماكن متعددة فى ذات الوقت، كلها تدين العدوان والمجازر التى ترتكبها دولة الإحتلال، أبرزت الرفض الشعبى المتزايد لتواطؤ الحكومة البريطانية وتخاذل السياسيين وأعضاء البرلمان وأصبحت تهدد فرص إعادة إنتخابهم؛ وهناك العديد منهم بالفعل تلقى تهديدات مباشرة، وغير مباشرة، بأنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا فى أى إنتخابات قادمة، حتى أن بعض النواب - اليساريين فى معظمهم - من أعضاء حزب العمال الذين يرفضون موقف حزبهم المؤيد بشكل أعمى للكيان الصهيونى، قرروا إستخدام كل الوسائل البرلمانية، بدءًا من الأسبوع المقبل، لفرض طرح تصويت على قرار وقف عاجل لإطلاق النار.
الأيام والأسبوع القادمة حبلى بكل الاحتمالات.