عانى أهالى السويس منذ سنوت طويلة من تواضع الخدمات الطبية المقدمة ونقص التخصصات العلاجية وخصوصا فى التعامل مع الحالات الحرجة ومصابى الحوادث، وكان يلجأ أهالى السويس إلى السفر للقاهرة والمحافظات المجاورة من أجل تحويل ذويهم الذين كانوا يحتاجون إلى مستشفيات مجهزة وأطباء ذى خبرة لتعامل مع الحالات الخطرة.
منذ 5 سنوات الوضع تغير بوضع الحكومة محافظة السويس ضمن محافظات المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل من أجل تطوير المنظومة الصحية داخل المحافظة وتنفيذ خطة تطوير واسعة لتطوير المنشآت الصحية القائمة، وزيادة عدد المنشآت الطبية وإنشاء مجمع السويس الطبى.
وكانت الدولة حريصة فى السنوات الماضية على العمل على استكمال إنشاء المجمع وتطوير الوحدات الطبية بالرغم من الأزمات المتلاحقة من فيروس كورونا وتداعيات الحرب الروسية على الاقتصاد المصرى وتراجع قيمة العملة.
مجمع السويس الطبى
منذ 5 سنوات مع بداية وضع حجر الأساس كان بالنسبة لأهالى السويس إنشاء المجمع الطبى على هذه المساحة حلما، مع انتهاء إنشاء المجمع وبدء التشغيل التجريبى أدرك أهالى المدينة الباسلة أن الحلم أصبح حقيقة، فالمجمع الطبى يضم 427 سريرا، بينها 110 أسرة للعناية المركزة و70 سريرا لغسيل الكلى و54 حضانة للأطفال و64 عيادة خارجية.
ويمثل المجمع الطبى مركز الخدمات الطبية لمشروع التأمين الصحى الشامل، وهو الأكبر فى قطاع القناة وسيناء، وبلغت تكلفته 4 مليارات جنيه، ومقام على مساحة 35 ألف متر مربع فى وسط مدينة السويس.
مستشفيات منظومة الرعاية الصحية بالسويس
خلال 5 سنوات حرصت الدولة على تطوير كافة مستشفيات لتكون ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، وقامت بتطوير مستشفى التأمين الصحى القديم بمنطقة حوض الدرس وتحويله إلى مستشفى لجراحات الدقيقة، فضلا عن التطوير الكامل لمستشفى الصدر وتحويله لمستشفى الجهاز التنفسى والرعاية الرئوية.
شمل التطوير أيضا تطوير مركز مناظير الجهاز الهضمى بصورة كاملة بتكلفة 42 مليون جنيه، وشمل التطوير والتجهيز لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل تطوير المستشفى العام بتكلفة 64.4 مليون جنيه ليزداد عدد الأسرة من 60 إلى 127 سريرا بالإضافة إلى توفير 50 جهاز تنفس صناعيا مع تضاعف عدد أسرة العناية المركزة.
محافظ السويس
قال اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، إن إنشاء المجمع الطبى يأتى ضمن استراتيجية الدولة 2030 للتحول الرقمى وتحسين أداء الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، مع المضى قدما فى أعمال الإنشاءات للمبانى الجديدة، والمجمع الطبى كانت هناك فعاليات تسجيل وفتح ملفات للأسر المستفيدة من منظومة التأمين الصحى الشامل من خلال فرق متنقلة فى أحياء السويس وأماكن التجمعات والشركات والمصانع والمواقع العمالية والهيئات بالإضافة إلى الدفع بفرق مبادرة الأمراض المزمنة والاعتلال القرى وصحة المرأة وذلك فى إطار انتشار المبادرات الرئاسية داخل المنشآت الطبية وخارجها من أجل الاطمئنان على صحة المواطنين.
قال الدكتور عبد الله رمضان، نائب محافظ السويس، إن المبنى الرئيسى للمجمع الطبى يقع بإجمالى مسطح يصل إلى 47000 متر، ويضم الطابق الأرضى أقسام الطوارئ، والأشعة والتعقيم والمطابخ والمغاسل والمشرحة، بينما يحتوى الدور الأول على المكاتب الإدارية، وأقسام الحروق والمناظير والمعامل والصيدلية والعلاج الطبيعى والمسالك البولية والغسيل الكلوى، والنساء والتوليد والحضانات، ويضم الدور الثانى أجنحة الإقامة الداخلية وعددها 8 أجنحة يشمل كل منها 29 سريرا.
أما الطابق الثالث فيشمل غرف الرعاية المركزة وغرف العمليات والعنايات المركزة للعمليات وقسم القلب شامل رعاية القلب إلى جانب مبانى العيادات وسكن التمريض والأطباء.
أما المبانى الخدمية وتشمل محطة الكهرباء والمحولات وموزع الجهد المتوسط ومحطة التبريد والخزان الأرضى ومبانى الحراسة ويضم المجمع الطبى بالسويس عدة مراكز متخصصة تتمثل فى مركز أمراض الكلى والمسالك ويضم 70 سريرا ومركز طب وجراحة العيون ومركز أمراض القلب والقسطرة بالإضافة إلى مركز الحروق.
ولتكامل الخدمة الطبية ضم المجمع الطبى بالسويس بنك دم تجميعى ومعامل متخصصة مثل الكيمياء والدم والمناعة والأنسجة ومعامل أخرى للطفيليات والميكروبيولوجى كما يقدم المجمع خدمات الأشعة التشخيصية مثل الأشعة السينية وفلوروسكوبى والموجات الصوتية والرنين المغناطيسى والأشعة المقطعية، وهشاشة العظام ماموغرافى وبانوراما ويوجد مبنى سكنى للتمريض به 109 أسرة بالإضافة إلى 6 استراحات منفصلة مخصصة للأطباء وملعب خماسى.
واستطرد نائب المحافظ أن قطاع الصحة بدأ تفعيل دورات تدريب للعاملين بالوحدات والمراكز التى يتم تجهيزها للدخول فى منظومة التأمين الصحى الشامل وتقديم خدمات للمواطنين بناء على الملفات الأسرية التى جرى إعدادها على مدى العامين الماضيين تحت إشرافه وإشراف المنسق التنفيذى لمشروع التأمين الصحى الشامل.
وسعيا لتأسيس قواعد البيانات الخاصة بالمشروع القومى للتغطية الصحية الشاملة ورفع كفاءة الخدمات الطبية بالمحافظة فقد قطع القائمون على مشروع التأمين الصحى الشامل شوطا كبيرا فى تجهيزات تفعيل منظومة التسجيل الإلكترونى لمنتفعى مشروع التأمين الصحى الشامل بمحافظة السويس، حيث تم تنظيم تدريب عملى بقيادة المهندس مصطفى صادق مدير محور التحول الرقمى بإدارة مشروع التأمين الصحى الشامل.
وقال الدكتور إسماعيل الحفناوى مدير عام فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية بالسويس، إنه وجه برفع حالة الاستنفار والطوارئ بمنشآت الرعاية الصحية وذلك استعدادا لإطلاق التشغيل الرسمى لمنظومة التأمين الصحى الشامل بمحافظة السويس بما يحقق خدمة طبية تليق بأهالى السويس.
وأكد أن أعمال الاستعداد لإطلاق التشغيل الرسمى للمنظومة بلغت مراحلها الأخيرة، موضحا أنه سيتم تقديم الخدمات الصحية والعلاجية من خلال ثلاثة مستويات للخدمة، موزعة ما بين وحدات ومراكز لطب الأسرة والمستشفيات، مشيرا إلى أن أعمال التجهيز لافتتاح مجمع السويس الطبى مستمرة على مدار الساعة.
وفى إطار الاستعدادات النهائية للتشغيل الرسمى للمنظومة، قامت الهيئة العامة للرعاية الصحية مؤخرا باستلام 25 وحدة ومركز لطب الأسرة من مديرية الصحة بالسويس، تنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء بنقل تبعيتها، فيما نجحت الهيئة فى تسجيل 7 وحدات ومراكز طب الأسرة وفقا لمعايير التسجيل والاعتماد القومية، لدى الهيئة العامة للرقابة الصحية والاعتماد، وجار الانتهاء من تسجيل جميع المنشآت التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية تباعا.
فى السياق ذاته، أوضح الحفناوى مدير هيئة الرعاية الصحية بالسويس، أن تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، يرتكز على 34 منشأة صحية منها 6 مستشفيات وهى مجمع السويس الطبى، ومستشفى السويس للجراحات الدقيقة "التأمين الصحى سابقا"، مركز الأورام بالسويس، مركز الكبد والجهاز الهضمى، مستشفى الجهاز التنفسى والرعاية الرئوية "صدر السويس سابقا"، ومستشفى طوارئ العين السخنة، إضافة إلى 27 مركزا ووحدة طب أسرة لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة لأبناء المحافظة.
وانتهت الرعاية الصحية من تسجيل أكثر من نصف مليون مواطن بالمنظومة من أبناء محافظة السويس، بما يمثل أكثر من 65% من أبناء المحافظة، إلى جانب الانتهاء من استلام 26 منشأة صحية تم تشغيلها لتقديم خدمات المنظومة بالمحافظة.
أهالى السويس يشيدون بمنظومة التأمين الصحى الشامل
" كان فين من بدرى الكلام ده".. هذه الكلمات الأولى التى خرجت من محمد حسين فور خروجه من العيادات الخارجية بمجمع السويس الطبى، بمجرد سؤاله عن رأيه بالمجمع الطبى الجديد.
وقال: إنه توجه إلى الوحدة الطبية القريبة بمنزله بمنطقة فيصل من أجل الكشف على والدته وأبلغه الطبيب بضروة الانتقال إلى العيادات الخارجية بالمجمع، مشيرا إلى أنه لم يستغرق وقتا كثيرا فى الدخول إلى الطبيب المعالج فضلا على وجود نظام لدخول ونظافة غير مسبوقة ولم يشاهدها من قبل.
تقول فوزية السيد، ربة منزل 49 عاما، إنها توجهت إلى أقرب وحدة طبية لها بمنطقة الهويس وسجلت فى منظومة التأمين الصحى الشامل وتم عمل فحص شامل لها من أجل الاطمئان على صحتها، لافتة إلى أن التسجيل لم يستغرق وقتا ولم تشاهد أى أمور تعقيدية من الموظفين من أجل قبول الورق الخاص بها وأسرتها.
يشير خالد الطيب، موظف 50 عاما، إلى أنه يعانى من مرض السكر ويتكبد مبالغ مالية من أجل شراء العلاج، لافتا إلى أن أحد زملائه فى العمل أبلغه أن التسجيل فى منظومة الجديدة يساعده فى صرف العلاج مجانا بعد عمل الفحص الشامل له.
وتابع: «وبالفعل توجهت إلى أقرب وحدة طبية فى منطقة الجناين وتم عمل فحص شامل وتأكدوا من إصابتى بمرض السكر والضغط وتم صرف لى العلاج وإبلاغى بالتوجه إلى المركز بشكل شهرى لصرف العلاج».