ضربت إسرائيل بالمطالب الأمريكية والدولية عرض الحائط، وواصلت اليوم السبت، قصف أنحاء قطاع غزة بريًا وبحريًا وجويًا، في اليوم التاسع والعشرين من العدوان على القطاع المنكوب، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة "حماس" في السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن قد قال لدى زيارته إسرائيل أمس "إن الولايات المتحدة تعمل على صياغة آلية مُعينة بالتعاون مع إسرائيل من أجل فترات من "وقف إطلاق النار" من أجل تسهيل إدخال المُساعدات الإنسانية، وسط تزايد غضب الرأي العام العالمي واستياء حكومات ومنظمات غربية من سقوط ضحايا مدنيين أبرياء شهداء وجرحى جراء القصف الذي استهدف المُستشفيات والمنازل والمنشآت التابعة لوكالة الأونروا، والتي لجأ إليها النازحون تصورًا منهم أنها ستوفر لهم ملاذا آمنًا".
ورغم المحاولات الأمريكية للوصول إلى "هدنة"، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن أن إسرائيل أبلغت وزير الخارجية الأمريكي الزائر بلينكن بأنه لن تكون هناك هدنة ما لم يُطلق سراح المحتجزين والأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. وأبلغ الوزير الأمريكي المسؤولين الإسرايليين الذين التقى بهم أن هدنة إنسانية من شأنها أن تساعد الولايات المتحدة في مواجهة ضغوط بسبب دعم عملياتها.
وأمس، طالبت فرنسا إسرائيل بتوضيحات بعد قصفها المعهد الفرنسي، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إن عمليات إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية لا تبرر التضحية بالمدنيين"، على حد قوله.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في أحدث تقرير لها، ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان إلى 9488، بينهم 3900 طفل و2509 من النساء، موضحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية 10 مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدًا.
وأضافت: أن مُستشفيات القطاع مُتكدسة بالجرحى من الحالات الحرجة والخطرة، مناشدة جميع الأطراف الدولية بتوفير ممر آمن لتدفق المساعدات الطبية والوقود للمستشفيات وخروج الجرحى.
وبدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "إن طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف عصر أمس موكب إسعاف خرج من مجمع "الشفاء" الطبي لنقل مصابين إلى معبر رفح مرتين، الأولى على بعد كيلو متر واحد من مستشفى "الشفاء"، والثانية على بوابة المجمع".
وفي هذا الصدد، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "فزعه إزاء الهجوم" على قافلة إسعاف بالقرب من مُستشفى "الشفاء" في قطاع غزة.. وقال في بيان صحفي "إن صور الجثث المُتناثرة في الشارع خارج المُستشفى مروعة".
ومن جهته، أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عن صدمته الشديدة إزاء التقارير التي أفادت بوقوع هجمات على سيارات إسعاف تقوم بإجلاء المرضى بالقرب من مُستشفى الشفاء في غزة، ما أدى إلى حدوث وفيات وإصابات وأضرار".
وصباح اليوم، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "الفاخورة" في مُخيم "جباليا" الواقع شمال قطاع غزة، وهي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكان بها آلاف من الأشخاص الذين نزحوا إليها هربًا من جحيم القصف الإسرائيلي للمنازل والمربعات السكنية، وقدرت المصادر سقوط نحو 150 ما بين شهيد وجريح جراء القصف.
وتعد المجازر المرتكبة أمس واليوم، امتدادًا للمجازر التي ارتكبت خلال الفترة الماضية، وشملت قصف مُستشفى "المعمداني" يوم 17 أكتوبر الماضي، وقصف كنيسة القديس "برفيريوس" في 19 من الشهر ذاته، وهو ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.
ولا تفرق إسرائيل في قصفها بين الكنائس والمساجد، فحسب مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة فقد دمّر جيش الاحتلال اليوم /السبت/ مسجدين في حيَّي الزيتون والصبرة جنوبي مدينة غزة، لترتفع حصيلة المساجد المستهدفة في القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 166 مسجدًا.. وقال المكتب "إن 54 مسجدًا تعرضوا للدمار الكامل، فيما تم استهداف 3 كنائس".
ولم يقتصر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فحسب، بل شمل الجنوب اللبناني، إذ تجددت الغارات الإسرائيلية على منطقة "اللبونة" و"عيتا الشعب"، وأطراف بلدة "رامية"، وبين بلدتي كفر حمام والهبارية، ومحيط جل العلام بين بلدتي "علما الشعب" و"الناقورة".
كما قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بلدات "الضهيرة، ورامية، وعيتا الشعب، ووطى الخيام، وكفر كلا، والعديسة، وتلة العويضة بين كفر كلا والعديسة، ودير ميماس، وبلدة حولا"، كما استهدف القصف مركبة ومنزلا خاليا وسط كفر كلا دون وقوع إصابات.
تقارير وتحقيقات
إسرائيل تضرب بالمطالب الأمريكية والدولية عرض الحائط وتواصل عدوانها على قطاع غزة وجنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق