يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ29 على التوالي قصف الأخضر واليابس في قطاع غزة؛ ردًا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من أكتوبر الماضي؛ مُنفذًا أكثر من 1006 مجزرة استشهد خلالها أكثر من 9 آلاف مواطن فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 24 ألفا.
يأتي ذلك وسط استغاثات بضرورة فك الحصار القاتل عن غزة وإدخال الوقود والمستلزمات الطبية لإنقاذ الآلاف من مصابى قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يرحم مرضى المستشفيات ولا حتى قوافل الجرحى من الاستهداف الغاشم.
"البوابة نيوز" حوارت عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للوقوف على آخر المستجدات بشأن الأوضاع المأساوية التي يشهدها قطاع غزة على مدار شهرٍ منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وقال "أبو حسنة" إن التصعيد الأخير في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى تدهور 50% من مباني الأونروا من بينها عشرات المدارس التي تأوي ما يزيد عن 674 ألف نازح فلسطيني مُتواجدون في حوالي 149 مدرسة تابعة لـ "الأونروا"؛ مشيرًا إلى أن العديد من العيادات الصحية التابعة للمنظمة تضررت جراء القصف الإسرائيلي.
وأضاف أن القصف الإسرائلي طال العديد من المقرات الإدارية من بينها مقر رئاسة الأونروا ومقر المفوض العام فيليب لازريني، مُشيرًا إلى أن هذا المقر يشرف على عمليات الأونروا في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وغزة؛ وخرج عن الخدمة جراء القصف.
وأكد مسؤول الأونروا لـ"البوابة نيوز"، أن غزة تشهد أوضاعًا مأساوية سيئة للغاية؛ فالأوضاع الإنسانية تتدهور بصورة غير مسبوقة؛ والمواد الغذائية تنفذ سريعًا من أسواق غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي؛ بالإضافة إلى النقص الشديد جدًا التي تشهده المستشفيات بخوصو الأدوية والمستلزمات الطبية.
اقرأ أيضًا: خاص| الدفاع المدني في غزة: ننحت في الصخر لاستخراج آلاف الشهداء من تحت الأنقاض.. ولا نملك وقودا
وحول كميات الوقوت التي لا تزال متوفرة لدى المنظمة الأممية، أوضح "أبو حسنة" أن "الأونروا"هي الجهة المنوطة بتزويد الوقود للمشافي والمخابز في قطاع غزة ومحطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي، لكن بعد 29 يومًا من حرب غزة فإن الوقود يُشارف على النفاد.
وأشار إلى أن الوقود الموجود لدى "الأونروا" قد يكفي يومين أو 3 أيام فقط؛ وهو ما يُهدد بتوقف كل القطاعات الحيوية التي تعتمد كليًا في التشغيل على الوقود؛ مشيرًا إلى أنه من الـ 7 من أكتوبر الماضي لم يدخل الوقود غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأكد مسؤول الأونروا لـ"البوابة نيوز" أن مخزون المواد الغذائية وخاصة الدقيق والطحين قد ينفد خلال 5 أيام بحد أقصى؛ أما المستهلكات الطبية قد نفدت تمامًا من مخازن الأونروا جراء القصف الإسرائيلي على غزة.
وأضاف: منذ بدء الحرب في غزة دخل حوالي 370 شاحة إغاثة فقط إلى غزة بسبب الحصار؛ بينما سابقًا غزة كانت تستقبل يوميًا من 500 إلى 600 شاحنة إغاثة؛ مشيرًا إلى أن شاحنات الإغاثة التي وصلت غزة بعد العدوان الإسرائيلي "نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة".
ودق المسؤول الأممي ناقوس الخطر بشأن ضرورة زيادة أعداد شاحنات الإغاثة إلى غزة؛ بالإضافة إلى تنوعها، خاصة "الوقود والأدوية والمواد الغذائية"؛ حتى تتمكن "الأونروا" من مواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية الطاحنة التي تشهدها غزة؛ مشيرًا إلى أن 674 ألف نازح فلسطيني في مدارس "الأونروا" قابلين للتصاعد بسبب القصف المستمر على شتى أيام قطاع غزة؛ إضافة إلى ما يزيد عن نصف مليون نازح في المدارس الحكومية والكنائس والأندية بغزة.
في السياق ذاته؛ كشف الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة؛ عن آخر الإحصائيات بشأن العدوان على غزة لـ 29 يومًا على التوالي؛ استشهد خلالها 9488 مواطنا فلسطينيا منهم 3900 طفل و2509 سيدة وإصابة 24158 شخصًا.
وأوضح البيان الصادر اليوم؛ أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء والمُسنين؛ بالإضافة إلى تلقي وزارة الصحة، 2000 بلاغا عن مفقودين منهم 1250 طفلاً لا زالوا تحت الأنقاض.
وأضاف أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 150 كادر صحي وتدمير 27 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة؛ إلى جانب تعمد استهداف 105 مؤسسة صحية وإخراج 16 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود.
اقرأ أيضًا: خاص| اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون كابوسًا طويلا.. أرقام الضحايا مخيفة جدًا ولن تمر مرور الكرام.. شاهد
وأكد القدرة، أن مستشفيات قطاع غزة متكدسة بالحالات الحرجة والخطيرة وبدأنا نفقد حياة العديد منهم يوميًا نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية لعلاجهم ومنع الاحتلال لخروجهم من شمال القطاع إلى معبر رفح؛ كما أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إرهاب الطواقم الطبية والجرحى بقصف مركز لمحيط وبوابات مستشفيات غزة وشمال غزة.
خاص لـ البوابة نيوز| قصف إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أمام مستشفى الشفاء