الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

فتاة تشادية في حوارها لـ«البوابة نيوز»: زيارة مصر كانت حلمى.. اخطتاف العروس أغرب عادات الزواج فى بلادنا.. والأخ لا يدعو الناس إلى حفل الزفاف

سيدات من تشاد
سيدات من تشاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«كنت أحلم بزياة مصر ولكن الظروف لن تتهيأ لأكثر من 20 عامًا»؛ بهذه الجملة بدأت الشابة زهرة إسماعيل، والتي تُقيم في دولة تشاد بوسط القارة الأفريقية حديثها لـ«البوابة» عن زياتها لـ«أُم الدنيا».

وتقول «زهرة»: «لم تكن زيارتي لمصر عادية؛ فهي أُم الدنيا والكنانة حقًا كما تُسمى؛ ففي عام 2020؛ تمكنت أنا وأخي من زيارة أهلنا الذين يقيمون في مصر مُنذ عدة أعوام بعد سنوات من عدم اللقاء إلا أن مصر جمعت شمل العائلة التي لم يلتق أفرادها منذ عقد تقريبًا من الزمان؛ وكان حي فيصل بالجيزة هو مُلتقى العائلة حيث يقيم أهلنا».

وتُضيف «زهرة»: «أكثر الأشياء التي جعلتني أعشق مصر وأتمنى أن أقضي بقية حياتي في مصر هي شموخ الأهرامات وبراعة بنائها؛ وطيبة أهلها وبشاشة وجوهم؛ فهي البلد الوحيد التي لم تشعر فيها بأنك غريب عن أهلها؛ فكان الناس يتحدثون معنا بطيب وهدوء يستمعوننا جيدًا ويُحاولون مساعدتنا دون أي ضجر».

 الشابة زهرة إسماعيل

وتتذكر الفتاة التشادية أكثر المواقف التي لا تنساها في مصر، قائلة: «رغم أن أهلي في تشاد يعملون في تجارة الجمال ورؤيتهم شيء عادي بالنسبة لي؛ إلا أن خلال زيارتي لمصر والتي امتدت لنحو عامٍ ونصف؛ وخلال زيارتي للأهرامات اعتليت ظهر الحصان وهذا شيء كان مخيفًا جدًا جدًا بالنسبة لي وكاد قلبي أن يقف؛ إلا أنها كانت لحظات سعيدة وحلوة للغاية لم ولن أنساها طيلة حياتى».

وتضيف «زهرة»: «ورغم عودتي إلى بلادي؛ إلا أن الأيام التي أقمتها في مصر كانت من أجمل أيام حياتي سواء كانت في حي فيصل بالجيزة؛ أو زيارتي للسياحة في مدينة السلام شرم الشيخ؛ فحقًا مصر أم الدنيا؛ لافتة إلى أن أكثر الأكلات التي عشقتها في مصر ما يُطلق عليه الكشري ذات السخوة والحرارة الشديدة مُتمنية أن تعود مصر مرة أخرى».

وحول العادات والتقاليد في الحياة اليومية في تشاد؛ تقول زهرة إسماعيل، إن أغلب فئات الشعب في تشاد يحرصون على الاستيقاظ مُبكرًا ويكون ذلك قبل شروق الشمس استعدادًا لاستقبال أعمالهم اليومية؛ يبدأ اليوم بأداء صلاة الفجر ثم تناول شاي الصباح وهو أمر مُقدس لدى كافة الشعب قبل الذهاب إلى الأعمال.

وبين الثامنة والعاشرة من صباح كل يوم؛ يحتسى الناس الشاي باللبن ويُعد أول الفطور؛ وممكن أن يُستبدل الشاي باللبن بالشاي الأخضر أو المكرونة العادية أو اسباكتي  بالصلصة أو اللوبياء أو الكروكان المقرمش؛ أما في الغداء ويكون بعد أداء صلاة العصر فتكون الأكلات الرسمية المكرونة والأرز وهو الأكثر شعبية في تشاد؛ وفي العشاء يكون أحيانًا ما يشبه الخبز بالملح أو الخبز بالتقلية ونسميه «عيش بملح شرموط.. أو عيش بملح روابه» وفي بعض الأحيان يكون العيش بالملوخية.

أقريقيا التي لا نعرفها 

وتشير «زهرة» إلى أن «سبا» و«قذفا» هما أحد أنواع الطعام الذي يوضع على مائدة الشعب التشادي؛ وتوضح أن «سبا» يتم صناعته من الأشجار ويسمونه «عصيدة» أما «قذفا» وهي طريقة لتصنيع اللحوم وتكون مجففة ورغم ذلك تحتفظ بخواصها لعدة أيام وتقدم على كل موائد الطعام.

أما عن عادات وتقاليد الزواج في تشاد؛ فتقول «زهرة» أنها تختلف كثيرًا بين قبيلة وأخرى ففي كثير من الأحيان يكون الزواج مُبسطًا يظهر هذا كثيرًا في زواج الأقارب حتى في المهر المقدم للعروسة ويختلف ذلك من قبيلة لأخرى ففي بعض الأحيان يصل المهر إلى 4 ملايين فرانك وسط أفريقي وهو أمر غالٍ جدًا؛ مُؤكدة أن الطعام في الأفراح يكون شيئًا أساسيًا فلا تخلو الموائد من الطعام في ليلة العرس ويكون أبرزها اللحم من «الضأن أو البقر أو الإبل» بالإضافة إلى الأرز والخبز الشرموط.

وعن أغرب عادات الزواج في تشاد، تقول «زهرة» لـ«البوابة»، إن عادة خطف الزوجة وهي عادة مُتوارثة بين الشعب التشادي؛ إذ يكفي أن يُعجب الشخص بفتاة فيقوم الشاب بخطفها للزواج منها، وهي عادة وليست مُشكلة ولا تعود الزوجة إلى بيت أهلها إلا إذا كانت تحمل في طفلها ويُمكن أن تحمل مرتين وبعد ذلك تعُود، ويتم الزواج بين الرجل والمرأة.

وتؤكد أن هذه العادة تكون بين طوائف تُعرف بـ«السارة»؛ أما بين المسلمين فلا يحدث أن تحمل المرأة دون زواج؛ ولكن عادة «خطف الزوجة» منتشرة أيضًا في القبائل التشادية ومنها قبيلتا الزغاوة والقرعان؛ إذ يتم خطف الفتاة وبعد ذلك يتم تزويجها للعريس الذي قام بخطفها.

وتشير «زهرة» إلى أن من بين العادات الغربية في تشاد، أن الأخ لا يُخبر الناس بأن أخته سوف تتزوج ويعزم الأصدقاء على حفل عرس شقيقته؛ فهذا يُعد من الأمور التي لا تدعو للتفاخر؛ لكن الأهل يقومون بدعوة الأصدقاء والناس للعرس وإشهار الزواج.

ورغم أن المُجتمع التشادي مُتعدد الثقافات والعرقيات والعقائد واللهجات إلا أن المودة تسود أغلب أطياف المُجتمع حسبما أكدت الشابة «زهرة» ويظهر ذلك بقوة في الأعياد والمُناسبات؛ وينتشر الدين الإسلامي في تشاد بنسبة تزيد على 60% وهو الأمر الذي يجعل أعياد المسلمين ظاهرة بشكل كبير في البلاد وتكون كثيرة جدًا في العيدين والمولد النبوي وأكثر الأشياء التي تميز الشعب التشادي في العيد هو الملابس الكتاني لأنه يُوصف بأن الشخص يتميز بالعادات والتقاليد.

وتتابع: «بالإضافة إلى مجالس الخلاوى القرآنية ويكون ذلك كتير جدًا في المساجد؛ ويطلق على تشاد بلد المليون حافظ لكتاب الله؛ مؤكدة أن المحبة والترابط  وكرم الضيافة وإستضافة الغرباء أكثر الصفات التي تميز الشعب التشادي».