قُتل أكثر من ١١٠ أشخاص، وأصيب المئات فى الهجوم الجوى الإسرائيلى على مخيم جباليا للاجئين فى غزة، فيما بدا أنه واحدًا من أكثر الهجمات دموية من قبل إسرائيل منذ بدء الحرب، وقال مسئولون فلسطينيون إن العدد النهائي ما زال غير واضح؛ لأن الضحايا ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، وفقًا لتقرير صحيفة واشنطن بوست.
وأضافت الصحيفة، أن الغارة على جباليا تقدم لمحة عن الدمار الذى أحدثته الحرب الجوية الإسرائيلية التى لا هوادة فيها فى جميع أنحاء غزة، والمخاطر الجسيمة التى تواجه المدنيين مع توغل القوات البرية الإسرائيلية فى عمق القطاع، وقُتل ما لا يقل عن ٨.٧٩٦ من سكان غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، وأصيب ٢٢.٢١٩ آخرون.
ومن خلال تحديد الموقع الجغرافي لحواف الدمار ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية، توصلت صحيفة واشنطن بوست إلى أن حجم الضرر امتد إلى ما يقرب من ٥٠ ألف قدم مربع – أى ما يقرب من حجم ملعب كرة قدم– وأن الضربة أطاحت أو أحدثت ندوبًا لأكثر من اثنى عشر مبنى، ويبدو أن الحطام الناتج عن الانفجار قد أدى إلى اسوداد أسطح المنازل فى اتجاهات متعددة.
وقال الجيش الإسرائيلى إن الغارة- وهى الأولى من بين ثلاث غارات ضربت المخيم المكتظ بالسكان خلال ٢٤ ساعة- استهدفت وقتلت قائدا كبيرا فى حماس، إبراهيم بيارى، الذى شارك فى تنسيق هجوم الجماعة على جنوب إسرائيل فى ٧ أكتوبر، عندما قتل المسلحون، أكثر من ١٤٠٠ شخص واحتجزت أكثر من ٢٣٠ رهينة.
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية الأدميرال دانييل هاجارى، إن مسلحين آخرين قتلوا إلى جانب بيارى، مضيفًا «نحن نعمل وفقا للقانون الدولى»، بينما أكد المتحدث بإسم حماس على بركة للصحيفة، إن بيارى «بخير» ولم يكن فى موقع الهجوم.
وقالت واشنطن بوست، أن هاجارى لم يتمكن من تقديم إحصاء لعدد المدنيين الذين قتلوا، قائلا إن التقييم لا يزال جاريا، وعندما سأله وولف بليتزر، من سى إن إن، حول سبب قيام الجيش بالهجوم فى مثل هذه المنطقة المأهولة بالسكان، أجاب متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلى، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، إنها كانت «ساحة معركة معقدة للغاية».
وسأل بليتزر هيشت «لكنك تعلم أن هناك الكثير من اللاجئين، والكثير من المدنيين الأبرياء- رجال ونساء وأطفال- فى مخيم اللاجئين هذا أيضًا، أليس كذلك؟»، أجاب هيشت: «هذه هى مأساة الحرب».
وأضافت الصحيفة، أن القتلى والجرحى من جباليا قد غمروا المستشفيات التى كانت على وشك الإغلاق، وفرق الإنقاذ تكافح بالفعل مع اتساع نطاق الدمار.
وفى المساء، حاول السكان انتشال الضحايا من بين أكوام الأسمنت المنهارة وحديد التسليح والخشب، وفى المستشفيات، كانت الجثث الملطخة بالدماء، التى تم إحضارها على مراتب ونقالات مرتجلة، تملأ أى مساحة متاحة على الأرض، كانت الأسرة ممتلئة بالفعل، وتراكمت أمامهم صفوف من الجثث ملفوفة بأكفان بيضاء.
وقال مارك جارلاسكو، المستشار العسكرى فى منظمة باكس من أجل السلام الهولندية والمحقق السابق فى جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة، إن الحفر التى حللها فى الصور اللاحقة للموقع من المحتمل أن تكون ناجمة عن ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو قنابل JDAM، باستخدام فتيل مؤجل.
وفى الساعات التى تلت غارة مخيم جباليا للاجئين، يوم الثلاثاء الماضى، حاولت العائلات يائسة الوصول إلى أقاربها فى جباليا –غير متأكدين مما إذا كانت المكالمات لم تصل بسبب نفاد بطاريات الهواتف، أو بسبب نفاد أحبائهم.
وفى وقت لاحق من تلك الليلة، أصابت غارة إسرائيلية أخرى جزءًا مختلفًا من المخيم، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٢٠ شخصًا من عائلة واحدة.