سيناء كانت ولم تزل مسرحًا واسعًا للمواقف العظيمة الشريفة وللأحداث الفريدة والتي فيها ربطت الأرض بالسماء فتنزلت عليها الرحمات وحلت بها البركات في كل شيء ، ترابها يحمل آثار أقدام أنبياء الله ورسله، وبين كثبانها أماكن مقدسة، تحمل لنا حكايات مباركة.. إنها سيناء. ولما لا؟! وهي الأرض الوحيدة في الكون التي تجلى فيها المولى الكريم لنبيه موسى "عليه السلام" الذي خر صعقًا، ويكفي هذا فخرًا لسيناء ولمصر.
يقول الله سبحانه وتعالى: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" (الأعراف: 143).
وهي الأرض التي كلم فيها المولى سيدنا موسى، ووصفها الله سبحانه وتعالى بالأرض المقدسة يقول تعالى: "وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" (طه: 12:9).
وهي الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالبقعة المباركة. يقول تعالى: " "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (القصص30)، وهي الأرض التي أقسم الله سبحانه وتعالى فيها "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ"، وهي الأرض التي مر بها العديد من الأنبياء من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب إلى سيدنا موسى إلى سيدنا المسيح إلى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
مقام النبي صالح
وفي مدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، تقع منطقة النبي صالح على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة سانت كاترين وذلك بعد التقاطع الموصل إلى مدينتي نويبع وطابا، وتضم هذه المنطقة أطلالًا أثرية لمجموعة من النواميس النبطية القديمة (الناموس هو بيت الراهب)، والتي أعيد استخدامها كقلايات للرهبان والنساك والتي تهدمت ولم تبق منها سوى أطلال، ويوجد بالمنطقة أٌيضًا ضريح صغير طول ضلعه 2ونصف المتر تعلوه قمة ضحلة.
أما عن قصة تسمية المكان بالنبي صالح يقول حسام صبحي محمود، مدير آثار سانت كاترين وفيران لـ"البوابة نيوز": "هناك الكثير من أسماء الأماكن بسيناء تحمل اسماء رجال ومشايخ من البدو الصالحين وأصحاب الكرامات ويتم تعظيم أضرحتهم مثل ضريح الشيخ عليان بقرية وادي فيران وضريح الشيخ محسن بكاترين وضريح الشيخ صالح والمدفون فى هذا المكان او كما يطلق عليه عن طريق الخطأ من قبل بدو المنطقة مقام النبي صالح بكاترين فلا يوجد لدينا أي نص ديني أو حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم او مصدر من المصادر تتحدث عن مجيء النبي صالح عليه السلام إلى هذا المكان."، لافتًا إلى أن النبي صالح عليه السلام أرسله الله – سبحانه وتعالي- إلى قبيلة ثمود، وهي من قبائل العرب، وكان صالح واحداً منها، وكانت مساكنها بـ (الحِجْر)، وهو مكان يقع الآن بين الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية وشرق المملكة الأردنية.
المقام يحمل مجازًا اسم النبي هارون
وأضاف: مدير آثار سانت كاترين وفيران: كما توجد بالجهة الغربية لدير سانت كاترين داخل حرم الدير، وهي منطقة توجد بها أطلال أثرية قديمة وشواهد أثرية ومقابر للبدو ويوجد بها مقام النبي هارون وهو على تبةٍ عالية أما عن قصة مقام النبي هارون فمن خلال مراجعة الكتب التاريخية فيقال ان هذه المنطقة والتي تسمى بوادي الراحة وهى المنطقة التي استراح بها بني إسرائيل انتظارًا للنبي موسى عليه السلام الذى قضى اربعين ليلة على جبل موسى واستلام ألواح الشريعة وهو من الأحداث العظيمة التي حدثت فى هذا المكان المقدس وهذا المكان أيضًا الذى عبد فيه بني إسرائيل العجل الذهبي والذى صنعه السامري كما ذكر فى القرآن الكريم وهذا المقام هو يحمل مجازًا اسم النبي هارون (الشقيق الأكبر لنبي الله موسى)، ولكنه لم يدفن به، ويوجد بجانب المقام كنيسة تخص دير سانت كاترين.
العجل الذهبي
وأشار مدير آثار سانت كاترين وفيران إلى أن منطقة العجل الذهبي أو نقش البقرة كما يذكره بدو المنطقة وهى تقع فى الجهة المقابلة لمقام النبي هارون حيث يوجد نقش على هيئة عجل أو بقرة على الجبل ، فعندما استلم النبي موسى عليه السلام ألواح الشريعة بعد قضاء أربعين ليلة على الجبل، فنزل من على الجبل وجد قومه بني إسرائيل يعبدون العجل الذهبي الذى صنعه لهم السامري وغضب غضًا شديدًا وتم نسف العجل نسفًا كما ذكر فى القرآن الكرٌم فيقال عندما تم نسف العجل طبع على الجبل وليس لدينا أي دليل مادي على صدق هذه المعلومة .