قال الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد، خبير علوم نظم الأرض بجامعة شميدت بالولايات المتحدة الأمريكية، أن درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو ما كان متوقعا حدوثه بعد عدة سنوات بحلول 2030، مشيرا إلى ارتفاع تركيز الكربون في الجو بمؤشرات توضح تجاوز ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية.
وقال العسكري، خلال الجلسة الرئيسية "تعزيز نظام الإنذار المبكر بالظواهر الجوية الحادة والجفاف الممتد"، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات اليوم الرابع من أسبوع القاهرة السادس للمياه، إنه منذ بضع سنوات كان الناس لا يؤمنون بتغير المناخ، وكانت هذه السنوات رحلة للعلماء لإقناع الناس بأنها حقيقة.
وأضاف أنه منذ بضع سنوات أشار بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، خلال مؤتمر المناخ (COP26) إلى تغير سلوك البحر المتوسط بسبب تأثير التغيرات المناخية، ومؤكدا أن هذه التغيرات سنلاحظها خلال بضع سنوات.
وتابع أن إعصار درنة الليبية كان جرس إنذار، فكان من الطبيعي مشاهدة الأعاصير في المحيطات وبالقرب من خط الاستواء، ولكنه كان من الغريب مشاهدة الأعاصير بعيدا عن خط الاستواء، مثل درنة الليبية، لافتا إلى أنه سقط على درنة الليبية 240 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة فقط، منوها إلى أن الإسكندرية يسقط عليها نحو 200 ملم خلال كامل العام.
وأشار إلى أن هذه التغيرات الجامحة في منطقة درنة الليبية أدت إلى انهيار سدود، وفشل في إدارة المياه، لافتا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في انهيارات ثلجية في القارة القطبية.
وقال العسكري إن 93% من هذه الحرارة تذهب إلى المحيطات، و3 % تذهب إلى الجبال الثلجية، و3% الباقية تذهب إلى الجو، وهذا ما يؤدي إلى تغير سلوك البحار والمحيطات.
ونوه إلى أنه منذ الثمانينيات ارتفعت درجة حرارة البحر المتوسط بين درجة واحدة إلى درجتين، مشددا على ضرورة الوعي بمتابعة الظواهر الجوية، ومتابعة درجات الحرارة، ووجود نظام إنذار مبكر جيد، حيث زادت درجة حرارة البحر في شرق المتوسط بمعدلات كبيرة، أصبح معها البحر المتوسط بيئة مناسبة لحدوث الظواهر المناخية المتطرفة.
ولفت خبير علوم نظم الأرض بجامعة شميدت إلى تراجع نسبة ومعدلات هطول الأمطار، وهو ما يجب الاستعداد له، خاصة فيما يتعلق بالإسكندرية، وتوقع المستقبل لإمكانية التكيف معه.
وشدد على ضرورة وجود نظام مراقبة عال الدقة، يسمح باستخدام بياناته وتحويلها إلى منتجات، تمكن صنّاع القرار من اتخاذ قراراتهم في وقت مناسب، مؤكدا أنه إذا لم يكن لدينا بيانات كافية، لن توجد مجتمعات لديها مرونة التكيف مع التغيرات المناخية.
وإنطلق الأحد الماضى، إسبوع القاهرة السادس للمياه المنعقد تحت عنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الإستدامة"، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وذلك خلال الفترة من ٢٩ أكتوبر الى ٢ نوفمبر ٢٠٢٣، وحضور عدد كبير من الوزراء والوفود الرسمية وكبار المسئولين في قطاع المياه والعلماء والمنظمات والمعاهد الدولية ومنظمات المجتمع المدني والسيدات والمزارعين والقانونيين من مختلف دول العالم.