ما أشبه اليوم بالبارحة يمنح الرئيس الأمريكي جون بايدن جيش الاحتلال الإسرائيلي الحق في إبادة الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة ولم يكتفي بذلك بل يقدم الدعم المادي والعسكري للاحتلال ليذكرنا بالوعد المشؤوم وعد بلفور الذي منح من لا يملك ما لا يستحق عام 1917م.
في 1917 أصدر وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور اعلان إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وكان نص الاعلان “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الإنتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي وهو ما منح الاحتلال حق في قتل مئات الالاف من الشعب الفلسطيني علي مدار ما يقرب من 106 عام، ليعيد التاريخ نفسه مع الادارة الامريكية الحالية برئاسة جون بايدن الذي يحاول تبرير القتل وسفك الدماء ويحاول إيجاد مخرج من أجل تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة”.
وبرغم النفي الرسمي الامريكي لمشاركة قوات أمريكية على الأرض في غزة، جنباً إلى جنب مع القوات الإسرائيلية، إلا أن بعض المواقع الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية نشرت تقارير تتحدث فيها عن سقوط قتلى من القوات الأمريكية، خلال التوغل البري الإسرائيلي في غزة.
ونقل بايدن حاملة طائرات أمريكية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ووعد بارسال المزيد من المقاتلات إلى تلك المنطقة، محذراً كل الأطراف التي تحاول التدخل لايقاف النزاع.
وقال جون سنواصل العمل مع شركائنا في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم لضمان أن لدى إسرائيل ما يلزم للدفاع عن مواطنيها ومدنها والردّ على هذه الهجمات".
كما أمر بايدن بتقديم "مساعدة إضافية لإسرائيل لمواجهة الهجوم من المقاومة الفلسطينية غير مسبوق ".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي شامل، أسفر عن ارتقاء أكثر من 8485 شهيدا، وإصابة أكثر من 21 ألفا في حصيلة غير نهائية، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل والمباني والمنشآت، وقطع الكهرباء والمياه والوقود، في ظل قصف متواصل من طيران الاحتلال ومدفعيته وزوارقه الحربية.
وبرغم كل هذه الوعد الغير مستحقة يقف الشعب الفلسطيني صامداً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ضارباً بكل الوعود المشؤومة عرض الحائط مؤكداً علي أن صاحب الأرض قوي العزيمة متمسك بتراب بلاده.