الكنيسة تفتح أبوابها للجميع وأيادى الغدر طالت عائلات مسيحية بأكملها
تحتل مدينة القدس مكانة متميزة فى قلوب المسيحيين واليهود والمسلمين، حيث يتحدث التاريخ عن قرون من التعايش فى هذه المدينة، وهى واحدة من أقدم مدن العالم، وقد تعرضت للغزو والتدمير وإعادة البناء مرات عدة، فكل طبقة من أرضها تكشف عن قطعة من ذلك التاريخ، وفيما يتناول أغلب القصص عن المدينة الصراع بين أصحاب ديانات مختلفة، فإنهم جميعا يوحدهم تقديس وتبجيل هذه الأرض المقدسة، وفى قلب المدينة الذى يضم أزقة ضيقة توجد أربعة أحياء: المسيحى والمسلم واليهودى والأرمني، وهى تضم بعضا من أقدس الأماكن فى العالم وما تتعرض له القدس اليوم هو إرهاب وعدوان واحتلال.. حول المدينة وتاريخها ومكانتها أجرت «البوابة نيوز» حوارًا عبر الهاتف مع المطران يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركى على النيابة البطريركية فى القدس والأراضى المقدسة والأردن، والمطران أفرام سمعان من مواليد العاصمة اللبنانية بيروت، في١٩٨٠، وسيم كاهنا فى 2006 وخدم فى العديد من المواقع من ضمنها أمانة سر البطريركية، وعضوًا فى اللجنة الليتروجية البطريركية، وقيما لدار البطريركية وأمينا لصندوق أوقاف البطريركية، إضافة إلى خدمته الراعوية والإرشادية وإلى نص الحوار..
■ ما أهمية مدينة القدس لدى أتباع الديانة المسيحية؟
- فى داخل الحى المسيحى توجد كنيسة القيامة التى تتمتع بأهمية خاصة لدى المسيحيين فى كل أنحاء العالم، فهى تقع فى المكان الذى شهد موت السيد المسيح وصلبه وبعثه فوفقا للتقاليد المسيحية فإن المسيح صلب فى غولغوثا، وقبره فى الكنيسة وهى أيضا الموقع التى بعث منه
شعارك الأسقفى «لا تقل إنى صغير، حيثما أرسلك تذهب» كيف ترى هذا الشعار فى تلك الأحداث؟
بدأ العدوان على شعب فلسطين فى السابع من أكتوبر الجاري، مما أدى إلى نزوح عدد من المواطنين المسيحيين إلى كنيسة العائلة المقدسة والمدرسة التابعة لها، بعد أن دمرت منازل عدد منهم جراء القصف، وبحثا عن ملجأ أكثر أمنا وعلى مدار الأيام الماضية، أقيمت القداديس ورفعت الصلوات فى الكنيستين، لوقف العدوان المتواصل على القطاع، أنا رأيت تلك الأحداث أمام عينى وهى الوقاىع الأشد قهرًا وظلمًا للأطفال والنساء والأهل بشكل عام شعارى هذا أرفعه بقلبى وصلواتى أينما أرسلت أنا أخدم الرعية ولم أخف يوما من الحياة بالقدس وسط تلك الأحداث بالعكس أقدم أعمالًا أكثر لوجود حياة فيها سلام ورحمة.
■ كيف ترى قتل المدنيين داخل كنيسة؟
- كنيسة القديس برفيريوس هى أقدم كنيسة فى قطاع غزة وللعلم هى لا تزال مفتوحة، وهى تقع بجانب مسجد فى البلدة القديمة فى غزة القديمة، وقد بنيت فوق ضريح القديس برفيريوس، وهو ناسك وأسقف غزّى من القرن الخامس وتقع الكنيسة على مقربة من المستشفى الأهلى العربى المعمدانى الذى تعرّض لقصف أوقع وفقًا لسلطات حماس ٤٧١ قتيلًا ولم تقتصر الكنيسه لفتح ابوابها للمسيحين فقط هنا جميعا اولاد الله كلنا واحد وبالفعل ايادى الغدر طالت عائلات مسيحيه باكملها وهذا منتهى الغدر
■ هل قام البابا فرنسيس خلال فترة حبريته بزيارة القدس؟
- نعم.. البابا فرنسيس قام بـ٤٠ زيارة، ومن بينها زيارته للأرض المقدسة سنة ٢٠١٤، واللقاء مع البطريرك المسكونى برثلماوس الأول فى الذكرى الخمسين للقاء بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس فى القدس وعكست الرحلات الرسولية التى قام بها البابا فرنسيس التزامه بالحوار المسكونى وبين الأديان وكانت زيارته للقدس شىء عظيم.
■ ماذا عن المساعدات التى وصلت للقدس من مصر؟
- للأسف إسرائيل استهدفت المعبر مرتين من أجل منع إدخال السولار والمواد الغذائية وإيقاف حركة المسافرين وهذا أمر غاية فى الأسف، غزه تعانى منذ ١٧ عامًا ويرون تلك المساعدات هى تضامن وإحياء لهم، وهذا يجعلهم مستمرين نحو قضيتهم والهدف من تلك العمليات الإسرائيلية تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني، لكن العدو واهم، ويعتقد أنه من خلال تلك العمليات الممنهجة أنه يستطيع أن يكسر المقاومة ومصر لها دور كبير، كما لديها أوراق استطاعت أن تلعب من خلالها باتجاه مساعدة أهلنا والإيفاء بالتزاماتها الوطنية والأخلاقية والقومية، ونحن نثق فى الموقف المصري.
■ ما هو موقف الكنيسة المصرية تجاه فلسطين وقضيتهم؟
- أعربت الكنيسة القبطية بحبرية قداسة البابا تواضروس الثاني، عن رفضها واستنكارها الأحداث الجارية حاليًا بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي، والتى أدت وتؤدي- بكل أسف- إلى إزهاق مئات الأرواح وإصابة الآلاف، من بينهم كثير من المدنيين الأبرياء.
■ ما هى الإغاثات التى وصلت من الكنيسة فى مصر؟
- تضامنا مع غزة وبتوجيهات من قداسة البابا قامت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بأرسال مساعدات شملت أدوية وإسعافات طبية ومواد غذائية وملابس وبطاطين وأرسلت إلى قطاع غزة.
■ كيف ترى مشاهد القتل والعنف الإسرائيلي؟
- للاسف كمسئول عن كاريتاس فى القدس فكاريتاس توقفت عن العمل لأنها تضررت وفقدنا شهيده تعمل بكاريتاس هى وعائلتها، فالمؤسسات الكنسية تقدم شهداء فى هذه الحرب، ولكن مشهد وفاتها أدمى قلوبنا جدًا وما نمتلكه هو أبواب وبيوت كنائسنا حتى نحمى أهل غزة من الاحتلال وأيضا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس فى القدس فتح أبواب الكنيسة والدير المجاور والقاعات والمرافق من أجل إيواء أهلنا فى غزة الأبية التى تتعرض لعدوان غاشم نتمنى أن يتوقف بأسرع ما يمكن حقنا للدماء ووقفا للدمار والخراب.
■ وماذا عن دوركم ككنائس بالقدس؟
- فى القدس نقف إلى جانب كل مبادرة وكل جهد يبذل من أجل وقف الحرب فمن حق أهلنا فى غزة أن يعيشوا فى هدوء وطمأنينة وليس فى حالة حرب وخوف كما هم اليوم وكما كانوا أيضا فى الحروب الماضية ونصلى معا وسويا من أجل غزة وأهلها المشردين ونترحم على أرواح شهدائنا ونصلى من أجل كل الجرحى ومن أجل كل أولئك المتضررين بسبب هذا العدوان.
■ كيف ترى إنهاء تلك الحروب؟
- حل القضية من وجهة نظرى الضعيفة أنه واضح بالنسبة للكنيسة إعطاء الشعب الفلسطينى دولته وممنوع تماما أن يتدخل أحد فى شئونها، فكيف لنا لم نعترف بدولة القدس؟ كيف لنا إن لم يعترف بشعب كامل ولا له سيادة ولا له اقتصاده وحقوقه ولا مطار له كيف نعيش هكذا فى هذا الوضع والأراضى المحتلة لابد من تفاهم بين الشعبين.
■ ما رأى الفاتكيان حول تلك الأحداث؟
- صرح البابا فرنسيس رأس الكنيسة قائلا وقف إطلاق النار نقول «وقف إطلاق النار، وقف إطلاق النار» فالحرب دائمًا هزيمة، دائمًا وصرح أيضًا بأن الوضع الخطير فى فلسطين وإسرائيل ففى غزة على وجه الخصوص، يجب أن يكون هناك مجال لضمان المساعدات الإنسانية، وربما يُطلق سراح الرهائن فورًا وكان يتحدث عن الإسرائيليين الذين احتجزهم مسلحو حماس فى السابع من أكتوبر وتصريحات البابا فرنسيس كانت فى وقت تشن فيه القوات الإسرائيلية عمليات برية ضد حماس فى غزة، بينما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ ٣ أسابيع، والتى تهدف إلى القضاء على الحركة، وما يحزن العالم هو وصول عدد القتلى فى غزة إلى ٨٠٠٥ بينهم ٣٣٤٢ طفلًا و٢٠٦٢ سيدة و٤٦٠ مسنًا وفق اخر احصائيات توصلت لنا
■ ما الذى تود قوله عن أطفال غزة؟
- سقوط الأطفال والرضع الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلى على القطاع المحاصر، بلغ معدلا غير مسبوق فى تاريخ الحروب، جراء استهدافه المبانى والتجمعات السكنية ومع مأساوية مشاهد قتل الأطفال، انتشرت على الإنترنت مقاطع مصورة تظهر أطفالا فى قطاع غزة يكتبون أسماءهم على أذرعهم، وذلك لتسهيل التعرف على هوياتهم فى حال قضوا بالقصف الإسرائيلى مع أفراد عائلاتهم أى من الإنسانية يرحم هؤلاء الذين يقتلون بدم بارد النساء تحمل وتلد وهى تدرك أنها مودعة أطفالها فى أى وقت، ولكن نصرخ ونقول كفاكم قتلا فى أبناء غزة كفاكم.