الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رموز نسائية متميزة على ساحة الفن التشكيلي في مملكة البحرين

الفنانة عائشة حافظ
الفنانة عائشة حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعتبر الفن التشكيلي مرآة حقيقية للمجتمعات الإنسانية من خلاله نتعرف على عادات وثقافات الشعوب عبر التاريخ ومن خلال الرموز والعناصر الفنية نستطيع التمييز بين مختلف الفنون والحضارات فلقد کان الفنان يقوم بالعديد من عمليات تمهيدية يتأمل ويتحسس أشکاله من جميع الجهات والزوايا حتى يصل بعد جهد کبير إلى خلق رموزه، کان يخوض عمليات تجميع وطرح ثم ترکيب وتفكيك ثم تحوير وتحليل حتى يصل إلى رمز مدروس يحمل معاني الأصالة الفنية والأصالة تعني أن يکون هو المبتکر الأول لهذا الرمز، وأن لرمزه مراحل تخليق وصياغة وجذور تمس حقيقته ومعناه، واستخدام الرمز في الفنون التشکيلية موغل في القدم منذ أن بدأ الإنسان البدائي يخط رسومه الأولى على جدران الکهوف، والمدرسة الرمزية هي تلک النزعة التي لا تهتم بالموضوع الجمالي کما هو في الخارج، بل تحاول أن تستبطن مشاعر الوجدان، وتعبر عن الرؤى الجمالية دون إلتزام بحقيقة الشکل الخارجي والرمزية بمثابة إشارات أو رموز موحية معبرة دون أن تکون لها دلالات مطابقة للواقع الذي يمثل المنظور الطبيعي لعالم الأشياء الخارجية کما يتميز الرمز الفني عن الرموز العادية في أنه من نوعية تبدو ذات معاني فريدة ومستحدثة، بل وترتبط بالخبرات الجمالية وهو ينتقى المعاني الجزئية فيتحول إلى تمثيل يتضمن الخبرة ذاتها کجزء من مکوناتها الأصلية.

الفنانة عائشة حافظ

عائشة حافظ نحاتة وفنانة تشكيلية من مواليد المحرق، تنتمي للمدرسة التجريدية الرمزية، وقد استطاعت أن تثبت موهبتها وشغفها على الساحة الفنية البحرينية . وعما تأثرت به الفنانة خلال رحلتها تحدثت قائلة " أنا أنتمي لعائلة متنوعة فى الأفكار والاهتمامات، عائلة ثرية بدمج مختلف الثقافات متكونة من سبعة من الإخوة وأخت كبيرة وأنا الصغري" . وتكمل بأنها نشأت فى منزل مليء بالمثقفين والفنانين، حيث كان أخيها يرسم على جدران البيت وقد تأثرت به كثيراً . كما أن لديها أخ خطاط تتلمذ على يد الفنان على المحميد ، وصرحت الفنانة أن أسرتها الجميلة هي الداعم الدائم لها وخاصة زوجها له الفضل الأكبر فى مسيرتها الفنية؛حيث شجعها على الإستمرارية بقوة ،وقام بخلق جواً فنياً ساعدها على بناء أفكار متطورة فى أعمالها .

محطة الدراسة

تقول الفنانة أثناء لقائي بها أنها كنت متفوقة في مرحلة الدراسة، وتحب الفن والمواد الفنية تاريخ الفنون بل وتذهب إلي جميع الجولات الفنية، وبما أن الحركة الفنية كانت نشيطة والمدارس تهتم بالفن ثم تخرجت الفنانة من كلية الفلسفة وعلم الإجتماع بدأت تنظر للعمران فى سوريا وهو مكان دراستها الجامعية وبدأت تُطالع الأبعاد الثلاثية فى البنايات وتضاريس التلال والجبال والأنهار من طبيعة سوريا الخلابة واستمدت منها طاقتها الإبداعية فى أعمالها إلى الآن .

وتحكى أن تخصص دراستها وصلها للإحساس الدقيق والدفين بداخل نفسها وإكتشفت أن بداخلها فنانة تحب التجريب والتجديد وتستفيد من زيارتها للمتاحف العالمية ، وحبها الشديد للقراءة خاصة عن الفنون وتاريخ وتراث الشعوب المختلفة شكًل لها خيالاً خصباً للفن والإبداع ؛ فهى درست الفلسفة وعلم الاجتماع لكنها وُلدت فنانة وأثبتت نفسها فى رحلة لمعرفة ( هويتها ) لتكتشف دواخل نفسها الفنية والنفسية ، وكما صرحت "أحياناً يأخذ الإنسان عمرٌ كامل ليكتشف درجات إنسانيته ". 

محطة العودة للوطن  

تحكى أن من شجعها على الإشتراك فى جمعية البحرين للفنون التشكيلية هما الفنانان عدنان الأحمد وعلى المحميد؛ فقد كان الأستاذ علي المحميد رئيس الجمعية فى تلك الفترة وهى تعتبره بمثابة أباً لجميع النحاتين في مملكة البحرين وتعلمت منه كثيراً ؛ فهو رجل أكاديمي له عطاء فى مجال التدريس والنحت والطباعة .

وقالت الفنانة: "بدأت علاقتي بالمجسمات الخشبية علاقة جاذبية واستهواء لصنعها "؛ فبدأت أن ألتقط الأخشاب خاصة من السفن القديمة وبقايا الأشجار ومن البحر وأجمعهم لأصنع مجسم أبث فيه الروح والأمل فينطق أمامى ويحاورنى، وهذا ما أشعر به عندما ألتقي قطعة خشبية مهملة ليس لها ذنب فى هذا الإهمال.

بدأت "عائشة حافظ" معرضها المشترك "معرض الفنانين الشامل للفنون التشكيلية " برعاية جمعية البحرين للفنون التشكيلية وأٌقيم في متحف البحرين الوطنى عام 2004 وقد إقتنى أعمالها السفير الكويتى ذلك الحين ، وأعمالها موجودة في (بيت القرآن ) برعاية الأستاذ نبيل الحمر ، وأيضاً لها جداريات فرح الطيور ودلمونيات بفندق فريزر.

وقالت: إن خليل الهاشمي رحمه الله كان له دور فى تعليمي كيف أنهى عملى هو خريج جامعة موسكو لم يبخل على بعمله وهو رجل أكاديمي وله باع طويل فى الفن ساعدنى فى تطوير أعمالي.

 

معرض ( أرى الموسيقى ) من أهم محطات حياتي الفنية

وأشارت إلى أن معرض «أرى الموسيقي» وأسمع الألوان أول معرض تحت رعاية سمو الأمير خليفة بن راشد آل خليفة ، هذا المعرض أعطاني دافع قوى بحضور الشيخ راشد آل خليفة .

العاشقان – ذاكرة الأنثى – نافذة – إنطلاقة – حياة الروح من المعارض المُحببة لقلبي .

المعرض الثاني 2009 ( كأنه الحب ) مزيج من الأخشاب والحجر، كنت آخذ أحجار من البحار وأشتغل عليها أعالجها وأخرج منها العمل.

خشبيات غابة الجميلات تحت رعاية الشيخ راشد آل خليفة بالجمعية – أنا عاشقة للخشب وعلاقتي أنني أحوله إلي روح  تحاورني .

المعرض الثالث في الكويت 2012 أري الموسيقي 2 ( مزج الحجر الأبيض والخشبيات ) أهدوني شهادة تقدير واقتنوا سبع أعمال موجودة إلي الآن فى متحف الفن الحديث بالكويت .أيضاً معرض الجميلات هن الجميلات الكويت .

معرض البحرين للحدائق تحت رعاية الشيخة سبيكة كان محطة هامة بالنسبة لي.

قبل أن أصبح فنانة أنا إنسانة أتعامل مع الحياة بلطف وأجد الجمال فى كل شيء. 

موسيقى البحر بصالة البستان من المعارض المميزة بالنسبة لي.

دلمونيات عن فرح الطيور تَعرض إلى الآن فى فندق الأجنحة في المنطقة الدبلوماسية بالبحرين .

وتابعت: «حالتك النفسية ومصادر الإلهام متعددة وأنا أتأثر بالإنسان، المرأة، الطبيعة وتجارب الفنانين العالميين مثل بيكاسو.

المدرسة التجريدية لا تُسقط الموضوع فأنا أنتمي للرمزية، وأري أن الأبيض هو الواجهة المضيئة للقمر والحياة المتجددة بياض السلام " أنا شخص أحيا بسلام مع نفسى ومع العالم وأتصالح مع نفسى كونى مختلفة ولا أحب المقارنات فكل فنان له طابع وسمة تمثل جزء من روحه» .

وأشارت إلى أن رسالتها تكمن في أن "كل شيء عفوي وإنساني والقادم أجمل شعارى العفوية وحب الطبيعة والإنسانية". 

وأضافت: قلب الحب هو معرض يشمل كل شيء جداريات ومنحوتات من مختلف أعمالى. المرأة دائما وأبداً ملهمتي وموضوع للجمال والعطاء ومصدر مؤثر فى نفسى وفى الفن والأدب . محاولة لتفتيت أصالة مشاعر المرأة أنا موضوعى هو إبراز المرأة بكل حالاتها .

وأكملت: أعمال التجريد التعبيرية للجميلات (غاية الجميلات) كانت محاولة لتفتيت الحواجز على المرأة للتعبير الحر عن ذاتها وأصالة مشاعرها، أما غابة الجميلات فكان بمثابة نقلة مميزة لمسيرتي الفنية فيه إبراز لدور المرأة.

وأضافت: جميع منحوتاتي سواء الخشبية أو الحجرية تبدأ صامتة صعبة عصية وصعبة التطويع ثم مع مناجاتي كأنها تبدأ ولادة جديدة لهذه المنحوتة .أتحدث استمتع بالفن والموسيقى.اللوحات التي تستهويني هي اللوحات التي بها عمق وأبعاد وإحساس .أتابع جميع معارض الفنانين داخل وخارج البحرين .أهم شيء يشغلنى في سفرى هو تحديد المتاحف والمعارض الفنية وأذهب إليها على الفور .

وقالت الفنانة عائشة حافظ لـ«البوابة نيوز»: "أنا أخطط لإقامة معرض قريبًا تحت رعاية الشيخ راشد آل خليفة راعي الفن فى المملكة وسوف أعلن عنه رسميًا في القريب العاجل".