ولد المناضل يوسف الجندي في عام 1893م وهو سياسي مصري من الذين ساندوا سعد باشا زغلول قبيل ثورة 1919م ، اشتهر و هو طالب في كلية الحقوق بمناقشاته الثورية، و تم فصله من الكلية بسبب مواقفه ضد الإنجليز.
وعندما اندلعت ثورة 1919م كان الجندى في بلدته زفتى، وحاصر الإنجليز المدينة في محاولة للقبض عليه، وعندما علم الجندي بنفي سعد باشا زغلول و رفاقه إلى جزيرة سيشل، جمع أهل بلدته و أعلن قيام جمهورية زفتى و تم تنصيبه رئيسا عليها، و أعلن الاستقلال و الانفصال عن المملكة المصرية ، و كان المقصود من هذا العمل هو لفت أنظار العالم لمدى التأييد الشعبي لسعد زغلول و رفاقة.
وكان ذلك صباح يوم 18 مارس 1919م حيث تجاوب معهم جميع أهالي البلدة من فلاحين و أعيان و شباب، و عندما علم الإنجليز في مساء يوم 18 مارس بما فعله الجندي قرروا إرسال قوة للاستلاء على البلدة عن طريق كوبرى ميت غمر ولكن تصدى الأهالي لتلك القوات فرجعت و تمركزت في بلده ميت غمر.
فى الصباح علموا في البلدة بأن هناك قطار قادم إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكرى ، فما كان من الأهالي إلا أن قطعوا قضبان السكة الحديد على مسافة من خارج البلدة ، فعجز الإنجليز عن دخول البلدة للمرة الثانية، و اختبأ الجندي في دوار العائلة بدماص، وقام الانجليز بالتفتيش عن يوسف الجندى و أعلنوا عن مكافئه ماليه لمن يرشد عنه، مما أدى إلى قيام الاهالي بتهريب يوسف الجندى و رفاقه إلى عزبة سعد باشا و الواقعة في قرية مسجد وصيف.
استقبلتهم أم المصريين السيدة صفية زغلول وقامت باخفاءهم في أماكن مختلفه حتى أفرج عن سعد زغلول و رفاقه يوم 17 ابريل من عام 1919م، وأصبح بعد ذلك يوسف الجندى من أكبر رجال السياسة و البرلمان المصري ، و عندما عرض اسمه في إحدى التشكيلات الوزارية كوزير للمعارف أعترض الملك فؤاد على اسمه بشدة لأنه لم ينسَ له ما سببه للمملكة من قلاقل ، ثم عمل نائبا لزعيم المعارضة في مجلس الشيوخ.
تزوج الجندي وأنجب اثنين من الأبناء، الكاتب السياسي و الاجتماعي أحمد يوسف الجندي ، وإسماعيل يوسف الجندي، وسمي على اسمه أحد الشوارع في منطقة القاهرة الجديدة بالاضافة إلى أحد الشوارع بمنطقة باب اللوق بمحافظة القاهرة و ذلك تخليدا لدوره في مقاومة الاحتلال الإنجليزي.
توفي المناضل يوسف الجندي في عام 1941م.