رائد الملك فاروق ومعلمه الأول ورئيس الديوان الملكي، وصاحب الدور الأكبر في حياة الملك فاروق وفي فترة حكمه التي امتدت خمسة عشر عامًا، وزوج الملكة نازلي والدة الملك فاروق.
والده عالم الأزهر محمد حسنين وجده أحمد حسنين الذي حمل لقب أمير التجار، وكان والده أحد المقربين من الخديوي عباس ثم السلطان حسين كامل.
عند تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والده من الحصول على توصية من رجال البلاط لابنه الوحيد أحمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانية حيث تخرج من أكسفورد وبعد ذلك شغل عدة وظائف.
ولد فى 31 أكتوبر من عام 1889 وعمل مساعد مفتش بوزارة الداخلية ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام ١٩٢٤ ثم أميناً للملك فؤاد عام ١٩٢٤ كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر ١٩٣٥ وقد ساعد ذلك في توليه منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق عام ١٩٤٠.
تزوج من لطيفة هانم سري ابنة شويكار خانم أفندي مطلقة الملك فؤاد وأنجب منها ولدين هما هشام والذي أصبح ضابط بالجيش والثاني طارق الذي عمل بالتجارة وأنجب بنتين هما جيدة ونازلي.
قام أحمد حسنين بعدة رحلات لاستكشاف الصحراء الغربية بمصر وليبيا الأولى عام ١٩٢٠ برفقة روزيتا نوريس وهي سيدة إنجليزية وتمكن من اكتشاف واحتي العوينات وأركنو - كان لم يتم اكتشافهم من قبل - وتم منحه الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للاكتشافات ومنحته الجمعية البريطانية لقب رحالة عظيم، كما كان أحمد حسنين باشا رياضياً وبطلاً في لعبة السيف (الشيش) حيث رأس الفريق المصري في الألعاب الأوليمبية ببروكسل عام ١٩٢٠ كما تولى رئاسة النادي الاهلي المصري ونادي السلاح الملكي.
أصدر أحمد حسنين باشا كتابه "الواحات المفقودة" باللغة الإنجليزية عام ١٩٢٥ وقد نظم أمير الشعراء أحمد شوقي بك قصيدة يصف فيها أحمد حسنين المغامر والرحالة الذي اكتشف واحتي أركينو والعوينات المفقودتين في الصحراء الغربية، وكطيار جريء قام بأكثر من محاولةٍ للطيران من مصر إلى أوروبا، وكانت هذه القصيدة تدرس للتلاميذ في كتب المطالعة كما ضمها الباشا في كتابه العربي.
بطلاً دولياً في الشيش
كما كان بطلاً دولياً في الشيش وممثل العرب الوحيد في دورة استكهولم التي جرت عام ١٩١٢ وكان في ذلك الوقت طالباً في إنجلترا، لكنه خرج من التصفية الأولى في فردي الشيش في سيف المبارزة. وهو ما أثار فزع الأمير محمد علي توفيق حينما تحداه ذات يومٍ للمبارزة. وقد جرى تعيينه سكرتيراً أول للمفوضية المصرية بواشنطن، بعدها نُِقلَ إلى المنصب نفسه في سفارة لندن.
وقد نجح في جذب قلب لطفية هانم -ابنة الأميرة شويكار وسيف الله يسري باشا- وتم له الزواج منها، بعدها عُينَ عام ١٩٢٦ أميناً أول في قصر عابدين، ولما سافر الملك فؤاد في رحلته إلى أوروبا اصطحبه معه.
كان أحمد حسنين باشا يهوى المغامرة فقلد الطيار محمد صدقى فى رحلته من أوروبا إلى مصر بالطائرة فطار بعدها بأسبوع واحد فقط إلا أن طائرته سقطت ونجا من الموت بأعجوبة.
تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أحمد حسنين باشا “أحمد محمد مخلوف حسنين البولاقي” رئيس الديوان الملكي :
في ظهر يوم الثلاثاء ١٩ فبراير “شباط” من العام ١٩٤٦ كان أحمد حسنين باشا مدعواً على الغذاء في بيت أحد أصدقائه لكن الأعمال تراكمت عليه في مكتبه بقصر عابدين وأدرك أنه لن يمكنه اللحاق بموعد الغذاء فاعتذر لصديقه وأكمل بقية أعماله، وفي الساعة الثالثة ظهراً غادر أحمد حسنين باشا قصر عابدين في سيارته متجهاً إلى بيته في الدقي، وعندما كانت السيارة تعبر كوبري قصر النيل فجأة وبلا مقدمات جاءت من الناحية الأخرى المضادة سيارة " لوري " تابعة لقوات الجيش الإنجليزي بسرعة جنونية ودار " اللوري " الإنجليزي في لحظة حول سيارة أحمد حسنين باشا وصدمها صدمة هائلة، والتفت سائق سيارة حسنين إلى الخلف مذعوراً و ردد أحمد حسنين باشا جملة " يا ساتر .. يا ساتر يارب "، كما روي السائق الذي ظل علي قيد الحياة.
وتقهقرت سيارة " اللوري" الإنجليزية إلي الخلف بعد أن ارتبك سائقها ودار نصف دورة حول سيارة أحمد حسنين باشا ففوجئ بسيارة قادمة من الإتجاه الآخر فعاد إلى الخلف مرة أخري ليصدم سيارة أحمد حسنين باشا مرة ثانية.
وكان أحمد حسنين باشا قد انحنى قليلاً في مكانه بالسيارة وبدأ الدم ينزف من أنفه، وتصادف مرور سيارة أحمد عبد الغفار باشا وزير الزراعة فأسرع بنقل أحمد حسنين باشا بسيارته إلى مستشفى الأنجلو أمريكان لكن روح أحمد حسنين باشا فاضت إلى بارئها في الطريق إلى المستشفى فنقلوا جثمانه من المستشفى إلى بيته في الدقي، وخرجت صحف مصر والصحافة العالمية في اليوم التالي.