الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نداء عاجل لكل العفاريت العرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 يراودني سؤال ملح أود ممن لديه علم أن يجاوبني عليه، لأنني لا أجد له إجابة: "هل كل الجن والعفاريت عرب"، لا تندهشوا من سؤالي فسأحكي لكم الحكاية، منذ أيام استدعاني بعض الأشخاص ليعرض علي نشوب حريق في "شقة" ابنه العريس أكثر من مرة دون السبب، الرجل طرق كل أبواب المشايخ والدجالين والمشعوذين وجاءت الإجابة واحدة "جن"، احتار الرجل في الوصفات وغاصت قدماه في عالم "البيضة والحجر" لا الأنس هداه للحل ولا الجن كف عن اللعب بالنار، ناهيك عن حالة الشك التي ربما تهدم الأواصر وتفرق الأهل والأحباب.

هذه ليست الحالة الأولى، مئات الحالات تدخل هذا العالم المظلم يوميا فتتوه فيه وتظل تطارد الوهم ولا أعرف لماذا يسكن الجن عالمنا الثالث دون غيره، ولماذا كل الجن عربي، فلم نسمع أن "شاكيرا" دست عملا لبيكيه بعد انفصاله عنها، ولا أن بيتا حرقه الجن في "أمريكا" ولا هناك من وضع سحرا في مقابر ألمانيا، ولا أن الصين أو اليابان بكل ما لديهم من علم وعلماء أجروا حوارا مع عفريت.

والسؤال إذا كنا متفردين بتحضير الجن والحديث مع العفاريت، لماذا لم نجمع هؤلاء الدجالين والمشعوذين وفاتحي المندل ونطلب منهم أن يسخروا عفاريتهم وما تيسر لهم من الجن للحرب ضد العدو الإسرائيلى في فلسطين، أو على الأقل المساهمة في توصيل المساعدات! أو تسليط مارد من بين الذين ينصاعوا لتهديد "بايدن" أو إشعال النيران في نتيناهو، أو إبطال مفعول ما يلقونه من قنابل، لماذا لا تظهر قدرات الجن إلا علينا ألا يكفي ما يفعله بنا البشر في العالم؟.

الغريب أنني طيلة حياتي لم أسمع أن واحدا من المشعوذين وجد ذات مرة عفريتا مكسيكيا أو كنديا أو حتى أمهريا، يستحضرون العفاريت فتتحدث كلها العربية بطلاقة وكأن الشيطان تزوج ووضع ذريته كلها لدينا.

في إحدى لقاءاته قال رائد التنوير الدكتور محمد شحرور أنه لا اتصال بين عالم الجن والأنس بعد تكليف النبي محمد "ص" واستدل على ذلك بأن الخطاب في سورة الجن بصيغة الماضي "كان"، كما استدل بقوله في واقعة موسى والسحرة بلفظ "يخيل إليهم".

وفي النهاية لم نسمع عن دجال أنقذ نفسه مرة من السجن أو دفع عن نفسه بلاء.. ومع ذلك ورغم عدم تسليمي بقوة العفاريت أناشد هؤلاء الجهابذة في عالم الجن أن يظهروا قدراتهم في إطفاء الحريق في هذا البيت أو مساعدة رجال المقاومة في غزة وهذه ليست سخرية بقدر ما هي استغاثة فلربما فعل العفاريت ما عجز عنه البشر.