يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة في تحدي سافر لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صوتت فيه أكثر من 120 دولة ضد العدوان على المدنيين في غزة، للمطالبة بوقف إطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال شنت هجمات عدة اليوم، غير آبهة للقرارات الدولية، وكانت أخرها المجزرة بحق المدنيين في مخيم جباليا بقطاع غزة، حيث كشف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إلى كارثية الوضع في المستشفى الإندونيسي حيث تم ارتقاء عشرات الشهداء ونقل الجرحى، هذا وقد سبق وحذرت وزارة الصحة في وقت سابق اليوم أن المولدات ستتوقف في المستشفى الإندونيسي والشفاء غدًا الأربعاء.
بلطجة دولية
وفي هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن إسرائيل كدولة رافضة لكل المطالبات بالتهدئة ومستمرة في العدوان على المدنيين في غزة، في محاولة لاستعادة هيبتها بعد انكسارها في 7 أكتوبر، وأن عمليات استهدافها للمدنيين المستمر هو فرض للأمر الواقع.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لــ «البوابة نيوز» أن دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل واعلانها حقها في الدفاع على نفسها، وماتمارسه اسرائيل من عدوان على المدنيين هو «بلطجة دولية» لإظهار منطق القوة المهيمنة وهو تصعيد عبثي.
حلول دولية
وكشف «فهمي» أنه لابد من تشكيل تالف دولي لوقف العدوان على المدنيين عن طريق الاستعانة بقوى الصين وروسيا من جانب، وتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة صدور قرار ملزم بوقف العدوان من خلال مجموعة “متحدون من أجل السلام” وتشكيل قوى دولية تنفذ القرار على جرار ما تم تنفيذه في أزمة كوبا سابقًا، مما يساعد على تلافي قرار «الفيتو» الذي أقره مجلس الأمن.
مساندة مصرية
وأكد أستاذ العلاقات الدولية على دور مصر الرائد في القضية الفلسطينية قائلًا: «الدولة حاضرة بقوة في المشهد والقوات المسلحة على استعداد تام للتعامل مع الموقف»، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس الوزراء والحكومة اليوم لشمال سيناء هو تأكيد على دور مصر ورفضها لعملية التهجير بأي شكل.
لا تهجير ولا تصفية للقضية الفلسطينية
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، أن هناك ثوابت في السياسة المصرية، على رأسها مصر ضد استهداف أي مدانيين في أي جانب وفق القوانين الدولية، كما أنها ضد سياسة العقاب الجماعي في غزة، مشيرًا إلى أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ بدأ الأزمة تعمل على حلها، والهدف الرئيسي التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.
ودعى رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي، مساء اليوم، أمام معبر رفع دول العالم لإدانة سقوط الضحايا من كل جانب الجميع سواء لا يوجد تمييز بين الضحايا المدنيين.
حل الدولتين ضمان لسلام شامل بالمنطقة
وشدد رئيس الوزراء على أهمية وقف استهداف المدنيين من خلال العقاب الجماعي لحل الأزمة الانسانية في غزة، مؤكدًا أن القضية مهما هدأت لن تُحل إلا بالحل الدائم من خلال حل الدولتين (الفلسطينية والاسرائيلية).
وأكد رئيس الوزراء على ضرورة تبنى دول العالم حل الدولتين لتهدأة الأزمة وهو القرار الذي تبنته الأمم المتحدة، ومصر حريصة على تبنى الدول للحل الشامل والعادل الذي يضمن الاستقرار في المنطقة، لافتً إلى أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية لا على حسابها ولا على حساب أطراف أخرى.. حل الدولتين هو الحل لضمان استقرار المنطقة.