تحتفل اليوم الثلاثاء 3 متاحف، هي متحف شرم الشيخ، ومتحف كفر الشيخ، ومتحف المركبات الملكية، بذكرى مرور 3 سنوات على افتتاحها، حيث تقيم عددا من الأنشطة والفعاليات للجمهور بهذه المناسبة، والتي تستمر على مدار الأيام القادمة.
ويقيم متحف شرم الشيخ عدداً من الفعاليات احتفالا بهذه المناسبة والتي تبدأ أولها اليوم الثلاثاء.
وأوضحت المهندسة ميريام إدوراد المشرف العام على متحف شرم الشيخ أن الفعاليات تتضمن تنظيم (Webinar) عبر منصة (Zoom) عن علوم المتاحف والتسويق بعنوان (The Influence of Digital Marketing on Museum Visiting) بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف.
كما يُقام عرض موسيقى وبعض الفقرات الفنية يقدمه أصدقاء المتحف، وذلك يوم الجمعة الموافق 3 نوفمبر 2023.
أيضا، سيتم عرض لمجموعة من الفيديوهات عن إعداد وتأسيس المتحف، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في أنشطة المتحف الصيفية.
وفي ذات السياق، يحتفل كلا من متحف المركبات الملكية بالقاهرة، ومتحف كفر الشيخ بذكري مرور 3 سنوات على إعادة افتتاحهما بعد الانتهاء من مشروع تطويرهما وترميمهما.
وأشار أمين محمود الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية إلى أن المتحف سيقيم عدد من الفعاليات احتفالا بهذه المناسبة؛ حيث تم تنظيم معرض مؤقت بعنوان "العملات في الأسرة العلوية" يضم عدداً من العملات التي كان يتم تداولها في عصر الأسرة العلوية.
كما يُقام حفل فني بالتعاون مع فرقة النيل للموسيقى والغناء التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، فضلا عن ورشة عمل فنية مستوحاة من مقتنيات المتحف.
أما عن متحف كفر الشيخ، فأشار الدكتور أسامة فريد مدير المتحف إلى أنه سيتم تنظيم عدداً من الفعاليات، منها معرض مؤقت بعنوان "نظرة للخلود" يتضمن مجموعة من الأقنعة الجنائزية التي تؤكد على اهتمام المصري القديم بحياة الخلود في العالم الآخر، ويستمر المعرض حتى 1 فبراير 2024.
كما ينظم ملتقي علمي بقاعة المحاضرات بالمتحف يتضمن عدد من المحاضرات العلمية منها محاضرة بعنوان " منحوتات وسياقات من الإقليمين السادس والسابع في مصر السفلي خلال العصرين البطلمي والروماني" يلقيها الدكتور صبحي عاشور أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بجامعة حلوان، وعضو اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي.
أيضا، يقيم المتحف محاضرة بعنوان "المتاحف الإقليمية بين الواقع والمأمول" يقدمها الدكتور محمد مصطفى البنا مدير عام إدارة التسجيل والتوثيق لمتاحف الوجه البحري ومدن القناة؛ ومحاضرة بعنوان "أحدث الاكتشافات الأثرية بكفر الشيخ" يقدمها الدكتور حسام غنيم مدير عام منطقة آثار كفر الشيخ.
كما ينظم المتحف فقرات فنية بالتعاون مع مركز ثقافة أنور المعداوي بكفر الشيخ؛ وينظم القسم التعليمي ورشة فنية للرسم والتلوين للأطفال، إلى جانب تقديم جولات إرشادية مجانية لزائري المتحف من المصريين.
ما هو تاريخ المتاحف الثلاثة وأهم مقتنياتهم؟
متحف شرم الشيخ
يعد متحف شرم الشيخ أول متحف للآثار المصرية في محافظة جنوب سيناء، حيث صمم المتحف ليكون مركزًا ثقافيًا استثماريًا وملتقى للحضارات الإنسانية على مر العصور.
تعود فكرة إنشاءه إلى عام 1999، ولكن بدء العمل الفعلي في المشروع عام 2003، ثم توقف في 2011 ثم تم استئناف العمل ثم تم افتتاح المتحف رسميا بحضور رئيس الجمهورية يوم 31 أكتوبر عام 2020.
يمتد المتحف علـى مساحة 192 ألـف متر مربع، تشتمـل على قاعات العـرض المتحفي والعـرض الخارجي، بالإضافة إلـى منطقة ترفيهية تضم عددًا من المطاعم والبازارات ومحال الحرف التراثيـة، ومسرح مكشـوف وسـاحـات لإقامـة الاحتفالات والفعاليـات ليكــون المتحـف مقصـدًا سياحيـًا وترفيهيًا يجعل من زيارتـه تجربة مميزه للسياحة المحلية والعالمية.
يضم المتحف ثلاث قاعات عرض تحتوي على ما يقرب من 5200 قطعة أثرية تتناول نشأة الحضارة المصرية وتطورها وكيف أبدع المصريون القدماء تلك الحضارة العريقة والرائدة في العديد من المجالات.
كما يسلط سيناريو العرض المتحفي الضوء على الإنسان المصري وسلوكه تجاه البيئة من حوله وكيفية التعايش مع كائناتها التي قدسها ورعاها واستمد منها العديد من المعاني المختلفة في رحلته مع الحياة وكيف أسهمت مصر كملتقي للحضارات في خلق أواصر التواصل واستيعاب الثقافات الوافدة إليها وتأصيل فكرة التعايش وقبول الآخر.
متحف المركبات الملكية
يعد متحف المركبات الملكية ببولاق بالقاهرة من أندر المتاحف النوعية فترتيبه الخامس على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنجلترا وفرنسا والنمسا، تم بناءه في عهد الخديوِي إسماعيل عام 1863، كإسطبل للخيول وحفظ العربات الملكية، وكان حينها يسمى بمصلحة الركائب الخديوية.
وفي عهد السلطان حسين كامل تغير اسم المتحف إلى "مصلحة الركائب السلطانية". وحينما تغير لقب حاكم مصر، وأصبح يحمل لقب الملك، تحديدًا في عهد الملك فؤاد الأول أصبح يحمل اسم إدارة الإسطبلات الملكية عام 1922.
أضاف الملك فؤاد مبنى آخر ضمه إلى مبان إدارة الإسطبلات الملكية عام 1928، وهو الجزء الذي تحول إلى متحف، باسم متحف الركائب الملكية في عام 1978.
كان المتحف يتكون من مبان عبارة عن حجرات للعربات وإسطبلات الخيول وحجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل وسكن لمبيت سائقي العربات ومكاتب للعاملين وحجرات للإسعاف.
وقام رئيس الجمهورية بافتتاح المتحف بعد التجديد والتطوير في 31 أكتوبر 2020، عبر الفيديو كونفرانس ليروي تاريخ المركبات الملكية بمصر خلال العصر الحديث، والتي استخدمت في أغراض التنقل والاحتفالات الهامة والرسمية.
يعرض المتحف حوالي 425 قطعة أثرية منها 46 عربة ملكية مختلفة الأحجام والأنواع، 22 عربة تعتبر من أندر العربات الملكية ذات القيمة التاريخية لكونها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين ابتداءً من عصر الخديوي اسماعيل وحتى عصر الملك فاروق الأول.
كما يضم المتحف مجموعة من مجوهرات بورتريهات الأسرة العلوية والنياشين، وأطقم الخيول ولوازمها، بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب والذين ترتبط وظائفهم بالعربات.
متحف كفر الشيخ
يقع متحف كفر الشيخ ببنائه الحديث في موقع متميز بمدينة كفر الشيخ بجوار جامعة كفر الشيخ، وترجع فكرة إنشاءه إلى عام 1992، بعدما خصصت محافظة كفر الشيخ قطعة أرض بمساحة 6700 متر مربع لإنشاء متحف قومي للمحافظة.
وقام رئيس الجمهورية بافتتاح المتحف عبر الفيديو كونفرانس يوم 31 أكتوبر 2020.
يعتبر الموضوع الرئيسي للعرض المتحفي بمتحف كفر الشيخ تجسيداً للمحات من أسطورة أوزير وإيزيس والصراع بين حور وست والتي تمثل رؤية المصري القديم للصراع بين الخير والشر، حيث ارتبطت الأسطورة بمفهوم الملكية المصرية وعقيدة البعث والخلود، وذلك من خلال عرض العديد من القطع الأثرية التي تصور المعبودات الرئيسية.
يتناول سيناريو العرض المتحفي الدور التاريخي لمدن كفر الشيخ عبر العصور والتي من أبرزها مدينتي بوتو وسخا فقد ارتبطت بوتو بالملكية المصرية وكانت من أقدم العواصم السياسية في تاريخ البشرية.
وكانت مدينة سخا عاصمة للأسرة الرابعة عشر التي عاصرت حدثاً فارقاً في تاريخ مصر القديمة وهو احتلال الهكسوس لمصر، حيث لعبت مدينة كفر الشيخ دوراً حضارياً هاماً عبر العصور ويظهر ذلك من خلال العديد من القطع الأثرية المميزة بدءً من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية والأختام الطينية التي تعود الى عصر ما قبل الأسرات والعصر العتيق والتي تعكس الحياة اليومية والحرف والصناعات عند المصريين القدماء، والعلوم التي برع فيها المصريين القدماء مثل الطب والصيدلة.
كما يسلط المتحف الضوء على مسار العائلة المقدسة في مصر من خلال مدينة "سخا" أيضا، والتي مرت بها العائلة المقدسة خلال تواجدها في مصر، بالإضافة إلى ذلك يعرض المتحف بعض القطع الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي وتكشف عن روعة الفن والتراث الإسلامي وربطها بمدينة فوه والتي ازدهرت في العصر الإسلامي.