واجهت المرأة الفلسطينية الكثير من الضغوطات على مر العصور فمنذ نعومة اظافرها وهي مناضلة وتسعى للحصول على حريتها واستقلالها والنهوض بدولتها، كما انها استطاعت ان تكسر الحواجز وتتحدى الصعاب لكى تنعم بحياة طبيعية، ولكى تدعم القضية الفلسطنية وتستطيع ان تعلو بصوتها للدفاع عن بلدها قامت الكثير من النساء الفلسطنيات بتخليد اسمائهن ضمن صفحات التاريخ الفلسطينى بالإضافة إلي تحقيق النجاح فى العديد من المجالات بجانب نضالهم ووقوفهم ضد الاحتلال ومحاولة حل القضية الفلسطنية والوقوف امام الاعداء بقلب قوى وعقل مستنير.. ولذلك وجب علينا ان نسلط الضؤ على أبرز السيدات اللائى تركن بصمة فى تاريخ فلسطين:-
شادية أبو غزالة
تعد شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية بعد النكسة واحتلال الضفة الغربية، حيث ولدت في نابلس عام 1949 ، والتحقت سنة 1966 بجامعة عين شمس في القاهرة، قسم علم نفس والاجتماع ثم عادت إلى فلسطين، ورفضت العودة إلى الدراسة في مصر قائلة: «لا فائدة للشهادة الجامعيّة إن لم يكن هناك جدارًا تُعلّقها عليه».
وظلت في الأرض المحتلة حيث شاركت في العمل السري في تنظيم الأفراد وتأمين الاتصالات وجمع التبرعات وإخفاء السلاح والمقاومين وطباعة المنشورات، وشاركت في هجمات مسلحة، منها عمليّة تفجير حافلة لشركة إيغد الإسرائيلية في تل أبيب.
انضمت شادية وهى فى السادسة عشر من عمرها إلى حركة القوميين العرب وتلقت تدريباتها العسكرية فيها، واستشهدت في نابلس خلال التحضير لعملية مسلحة.
حنان عشراوي
ولدت حنان عام 1946 في مدينة نابلس أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في الأدب قسم اللغة الإنجليزية من الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، وتم منعها من العودة للضفة الغربية بعد حرب الأيام الستة 1967، وقد نالت درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة فيرجينيا، وفى عام 1973 عادت إلى الضفة الغربية وانضمت لعائلتها بموجب خطة لم شمل الأسرة.
وشاركت كعضوة في العديد من المجالس الاستشارية الدولية السابقة والحالية، ومن بينها «مشروع الولايات المتحدة / الشرق الأوسط»؛ ومجلس العلاقات الخارجية،
ومركز الدراسات عبر الإقليمية «المجلس الاستشاري»، والمجموعة الاستشارية للمجتمع المدني للمديرين التنفيذيين لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وتم اُنتخابها كعضوةً في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد الانتخابات العامة الفلسطينية عام 1996 حيث حصلت على 17,944 صوتًا في دائرة محافظة القدس واُنتخبت رئيسةً لمجلس أمناء جامعة بيرزيت عام 2023.
كما مُنحت عشراوي جائزة سيدني للسلام في 2003 ونال اختيارها ثناء كلا من ماري روبنسون «المفوض السامي السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والرئيسة السابقة لأيرلندا»، ورئيس الأساقفة ديزموند توتو، و وصفتها السياسية الإسرائيلية يائيل ديان «بالشجاعة، وأنها تساهم في عملية السلام.
تيريز هلسة
تيريز إسحاق سلمان عودة الهلسة وتشتهر باسم تيريز هلسة تعد من أحد أهم أساطير النضال الفلسطينى.
هى مناضلة أردنية فلسطينية ولدت في البلدة القديمة في مدينة عكا الفلسطينية عام ١٩٥٤، لعائلة من أصول أردنية مسيحية، درست التمريض في المستشفى الإنجليزي في مدينة الناصرة.
وانضمت إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٧٠، بعد أن شهدت في عكا عام واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ«مجموعة عكا»، حيث قتل أحد أعضائها من أبناء عكا وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته قبل الدفن لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له
وأوضحت هلسة فى وقت لاحق أن هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها. بالإضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد الاحتلال إسرائيل.
وبعد ذلك انضمت لحركة فتح وانخرطت في مجموعة أيلول الأسود، وعرف عنها موقفها ان للنساء حق المقاومة في الصفوف الأمامية، وكانت واحدة من بين أربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972، والتي كان قد خطط لها علي حسن سلامة، وكان الهدف من وراء هذه العملية هو مبادلة الرهائن بأسرى أردنيين وفلسطينيين وأثناء الهجوم قامت فرقة مختصة من القوات الإسرائيلية باقتحام الطائرة متخفين بهيئة الصليب الأحمر الدولي وكان من بينهم بنيامين نتانياهو الذي باغتته هلسة وأصابته برصاصة بالكتف.
ومن ثم فشلت العمليه وانتهت بإصابتها واعتقالها وقدمت للمحاكمة في إسرائيل وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين وأربعين عام، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى أن انتهت بالنفي بعد الإفراج عنها بصفقة تبادل للأسرى عام 1983، وتوفيت عام 2020 بعد صراع مع مرض سرطان الرئة
حنين زعبي
تعد حنين أول أمراة تنتخب داخل الكنيست من قائمة الاحزاب العربية وهي سياسية فلسطينية حاصلة على الجنسية الإسرائيلية وعضوة في الكنيست الإسرائيلي عن البلد
وهى من مواليد عام 1969 ، وحصلت على درجة البكالوريوس بـعلم النفس والفسلفة من جامعة حيفا ثم استانفت دراستها في الجامعة العبرية في القدس ونالت درجة الماجستير في الإعلام.
قامت الزغبى بتدريس الصحافة والإعلام بالإضافة لإعدادها منهج دراسي في مجال الصحافة بكلية الإعلام في عبلين، كما أنها من مؤسسي اتحاد المرأة التقدمي التابع لحزبها، وناشطة وقيادية في حزب التجمع.
قامت بالمشاركه في تأسيس وادارة مركز «إعلام» المركز الإعلامي للفلسطينيين العرب في إسرائيل
وكان من ابرز مواقفها عندما غادرت قاعة الكنيست أثناء مراسم آداء اليمين الدستوري في 24 فبراير 2009 غادرت قبل القاء النشيد الوطني لدولة إسرائيل «هتكفا» وأوضحت ان هذا النشيد لا يمثلها وأنها فضلت المغادرة على هذا النفاق.
حيث كانت ترفض زعبي فكرة يهودية دولة إسرائيل والتي تصفها: «بالعنصرية بطبيعة حالها»
بالإضافة لرفضها الشديد فرض مشروع الخدمة المدنية الحكومي للمواطنين العرب حيث وصفت فرض الخدمة على العرب في إسرائيل هي بمثابة اعلان حرب على الجماهير العربية واشارت زعبي إلى أن الدولة التي تعلن عن نفسها يهودية وتفرض علينا الخدمة المدنية بحجة «توزيع الأعباء على الجميع» هي دولة عمياء وغبية، تستخف بعقولنا وتدوس على كرامتنا.
أسمى طوبي
أسمى رزق طوبى هى شاعرة وكاتبه فلسطينية وتعتبر من رواد كتاب المسرح الفلسطينى ولدت فى الناصرة عام1905
واهتمت اسمى بقضايا المرأة وأسست حركات وطنية ضد الاحتلال واذيع لها الكثير من البرامج الإذاعية على الاثير وحررت في العديد من المجلات والجرائد ونشر لها العديد من المؤلفات والمترجمات ودواوين الشعر وكتب بالإنجليزية و قد ساعدت كثير ا في الحركة الوطنية الفلسطينية وجمعت تبرعات لها.
وكان شعرها يتميز بانه موجه بشكل أساسي للقضية الفلسطينية وتصوير المعاناة والكفاح والوطني.
وقد بدأت مشوارها الأدبى وهي تبلغ ١٤عام ومن ثم شاركت في «اتحاد المرأة» في مدينة عكا وأصبحت ناشطة بها عام 1929حتى 1948، وانضمت إلى «جمعية الشابات المسيحيات» وبرزت بها أيضا وتولت منصب رئيسة «جمعية الشابات الأرثوذكسيات». كما ترأست الحركة الوطنية النسائية ورحلت مضطره عن فلسطين بعد النكبه وعملت بالمجال الصحفى والاذاعى
واصدرت صفحة نسائية فى العديد من الجرائد والمجلات
كما تم منحها الوسام اللبناني الرفيع «قسطنطين الأكبر» سنة 1973
،وفى عام 1990 مُنح اسمها وسام القدس للثقافة والفنون والآداب وكان ذلك بعد وفاتها عام 1983.
فاطمة البديري
ولدت فاطمة موسى إبراهيم البديري فى القدس عام 1923، وهى إعلامية فلسطينية، ولدت في القدس، وتعد اول امرأة عربية تبث صوتها عبر إذاعة «هنا القدس» عام 1946، من اهم أوائل الإعلاميات في الوطن العربى عملت في مجال التعليم، ثم انتقلت إلى العمل فى المجال الإعلامي حيث قامت بتقديم البرامج الثقافية، بالإضافة إلى نشرات الأخبار.
واستمرت بالعمل في الإذاعة الفلسطينية حتى النكبة عام 1948م، ثم انتقلت بصحبة زوجها للعمل في الإذاعة السورية، وانتقلت بعد ذلك للعمل في الإذاعة الأردنية ومن ثم سافرت الى برلين للعمل فى الاذاعة الالمانية الديمقراطية .
واستقرت فى الاردن وتوفيت عام 2009
سناء السرغلي
ولدت سناء سمير حسين عبد الله السرغلي عام ١٩٨٧ وتعد أول امرأة فلسطينية حاصلة على درجة الدكتوراه في القانون الدستوري في دولة فلسطين، وهي باحثة فلسطينية في مجال القانون والدستور،وأستاذة القانون الدستوري في كلية القانون بجامعة النجاح الوطنية،كما انها مؤسسة ومديرة مركز الدراسات الدستورية في جامعة النجاح،كما تشغل منصب كرسي اليونسكو للديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام، كما تم تعينهامن قبل المجلس الوطني الفلسطيني كأول امرأة فلسطينية في لجنة صياغة الدستور الفلسطيني
شيرين أبو عاقلة
شيرين نصري أنطون أبو عاقلة (وُلدت في القدس عام ١٩٧١، والتحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن قسم الهندسة المعمارية
ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام فرعي العلوم السياسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
و كانت شيرين من اهم الصحافيات فى فلسطين ، وعملت كمراسلةً إخباريّة لشبكة الجزيرة الإعلامية بين عامي 1997 و2022 وهى من اهم و أبرز الصحفيين في العالم العربي، مراسلة مخضرمة، وتم وُصفها بعد وفاتها بأنها من «أبرز الشخصيات في وسائل الإعلام العربية».
تضمنت حياتها المهنية تغطية كافة الأحداث الفلسطينية الكبرى بما في ذلك الانتفاضة الثانية بالإضافة إلى تحليل السياسة الإسرائيلية وكانت تقاريرها الحية على التلفزيون والإشارات المميزة معروفة جيدًا، كما انها كانت مصدر ألهام العديد من الفلسطينيين والعرب فى مهنة الصحافة.
وتعد أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان عام 2005، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن، وقُتلت برصاص الاحتلال الاسرائيلى عام 2022.