أكد الدكتور عبد الجليل حنجل المُتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن مستشفى القدس في غزة تلقى خلال الأيام الماضية مجموعة من التهديدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء المستشفى والذي يضم أكثر من 500 مصاب وأكثر من 14 ألف مُصاب.
وأضاف «حنجل» في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز» أن آخر تهديدات جيش الاحتلال بقصف مستشفى القدس كان أمس الأحد؛ وكانت التهديدات بلغة حادة جدًا بالإخلاء الفوري والذهاب لمناطق جنوب غزة؛ وتَبع هذه التهديدات وسبقها مجموعة من القصف الجوي والتي كانت على بعد 50 مترًا فقط من مستشفى القدس.
وأوضح أن مستشفى القدس هو جزءً من 24 مستشفى في غزة هُددوا من الاحتلال وطُلب منهم الإخلاء في منطقة شمال غزة، رغم أن المستشفى يضم أكثر من 500 مصاب وأكثر من 14 ألف مصاب - بحسبما أفاد مُدير المستشفى. مُؤكدًا على وجود خطورة شديدة على حياة المواطنين والكوادر الطبية والنازحين الموجودين في المستشفى.
وحول تأثر مستشفى القدس جراء قصف مُحيطها، فنّد «حنجل» لـ «البوابة نيوز» الأضرار التي طالت المستشفى قائلًا: العديد من الأضرار الجسيمة لحقت بساحة المستشفى جراء شظايا الصواريخ وقصف المباني المُجاورة؛ بالإضافة إلى تضرر مجموعة من سيارات الإسعاف في الشوارع المُحيطة وساحة الانتظار داخل المستشفى؛ خاصة وأن القصف كان قريبًا جدًا لنحو 50 مترًا وأدى لتضرر سقف العناية المُكثفة في المستشفى والتي تحتوي على العديد من المرضى ومُصابي القصف.
ودق المسؤول بالهلال الأحمر الفلسطيني جرس الانظار بشأن محطات توليد الأكسجين المُتواجدة في شمال المستشفى قائلًا: إنها تُعد «قنبلة موقوتة» خاصة وأن الأكسجين مادة قابلة للاشتعال وهي خطر مُحدق يُهدد مستشفى القدس حال حدوث انفجار، مُشيرًا إلى قصف محيط المستشفى قد يُؤدي إلى انفجار هذه المحطة وحدوث مالا تُحمد عُقباه.
اقرأ أيضًا:
مدير المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في غزة لـ«البوابة نيوز»: الوضع خطير جدًا والنقص في الأدوية كمًا ونوعًا
وعن مُستشفيات غزة التي شرُفت على الخروج من الخدمة جراء القصف الإسرائيل المُتواصل؛ يؤكد «حنجل» أن حسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن أكثر من 12 مستشفى يشكلون 33% تقريبًا من مستشفيات قطاع غزة خرجت فعليًا من الخدمة؛ ومن المتوقع أن تلحق بهم مستشفيات أخرى حسب مخزونهم من الوقود، وهذا أمرًا كارثيًا.
وأضاف، أن قطع الاتصالات والكهرباء عن قطاع يُؤدي إلى كارثة طبية؛ فقد منعنا من التواصل مع غُرفة العمليات المركزية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تتولى إدارة الحدث الطارئ في غزة؛ بالإضافة إلى قطع الاتصال مع سيارات الإسعاف والمواطنين؛ قائلًا: «لك أن تتخيل أن يحدث قصف أوحالة مرضية ولا يستطيع المريض وصف مكانه أوالتحدث إلى الإسعاف!».
وأوضح أن قطع الاتصالات عن غزة دفع الهلال الأحمر الفلسطيني لتوزيع سيارات الإسعاف في مناطق مُختلفة من القطاع لضمان الوصول بأسرع وقت مُمكن للجرحى والمضابين عند سماع صوت الغارات وهو ما يُشكل خطورة على طواقم الإسعاف في الشارع.
وحول المُستلزمات الطبية والدوائية في المستشفيات بعد 23 يومًا من العدوان ودخول، قال «حنجل» لـ «البوابة نيوز»: حتى الآن دخل قطاع غزة 117 شاحنة إغاثة محملة بمجموعة من المساعدات الدوائية والغذائية والمياه؛ وسابقًا كان يدخل القطاع ما يقارب 500 شاحنة إغاثة يوميًا، مؤكدًا أن كل شاحنات الإغاثة التي وصلت غزة «نقطة في بحر الاحتياجات» ولا تُشكل أدنى أدنى كم الاحتياجات الملحة والضرورية لأهالي غزة في ظل وجود آلاف الجرحى في المستشفيات ويتطلب ذلك كم مهول من المستهلكات الطبية.
وردًا على تساؤل «البوابة» بشأن آليات عمل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات وشح الوقود والقصف المستمر؛ يقول المسؤول بالهلال الأحمر الفلسطيني: للة الإثنين تم وقع استهداف بالقرب من احدى سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر مما أدى لتدميرها وخروجها عن الخدمة؛ في ظل أن سياراتنا تاوقف عن الخدمة بسبب نقص الوقود.
وفي ختام حديثه، أوضح أن 4 من المسعفين التابعين للهلال الأحمر الفلسطيني استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي؛ بالإضافة إلى استشهاد 112 كادر طبي؛ ما يؤكد على وجود مخاطر شديد على طواقمنا في ظل صعوبة التواصل داعيًا شركاء الهلال الأحمر الفلسطيني للتحرك عاجل في ظل هذه الظروف الخطرة.