عيون العالم تتجه ناحية كل ما يحدث في فلسطين، من دمار وخراب، ومحاولة لتهجير الفلسطينين من بلادهم، والشعب الفلسطيني يعيش أسوء أيام حياته من قصف طوال الوقت، وقطع الكهرباء والمعاناة التي يعيشون فيها دون أن تنتهى، وهناك أطفال بداخلهم أحلام كثيرة، يريدون أن يحققوها.
فمنهم من يحلم أن يصبح طبيب ليعالج كل شخص يشعر بالألم، ومنهم من يتمنى أن يصبح مدرس ليعلم الأطفال معنى الحرية والكفاح، ومنهم من يريد أن يصبح مهندس لبنى بيوت لا تتأثر بالقصف، ومنهم من يريد أن يعمل كصحفى لينقل الأخبار للعالم، مثل الطفل الفلسطيني ميسرة.
فالطفل الفلسطيني ميسرة الهندى، هو طفل صغيرة لا يتعدى عمره الـ10 سنوات، اظهر شجاعة فاقت الحدود ، وهو طوال الوقت يقف بجوار الصحفيين، مما لقب "بصديق الصحفيين الصغير"، لأنه يظل طوال الوقت يساعد الصحفيين في قطاع غزة، عن طريق تقديم المشروبات بمختلف أنواعها عليهم، ويقدم لهم الشاي، أكثر من مرة في اليوم، تعبيرا لهم عن أمتنانه عن عملهم، لأنه يرى أنهم يعانون الكثير، وعن حبه لتلك المهنة العظيمة التي يتمنى في يوم من الأيام أن يعمل بها.
ويقدم لهم الطعام، ويحاول أن يتعلم منهم كيفية القيام بتلك المهنة، وبرغم أن الطفل الفلسطيني "ميسرة " يعرف أن مهنة الصحافة مهنة خطيرة، ولكن برغم ذلك لا يزال يحاول أن يتعلم ويسير وراء حلمه، حتى يصير في المستقبل صحفى مميز.
ويقف بجوار الصحفيين يحمل الكاميرا منهم وينظر بها ليرى ما الذى تظهره من الجانب الأخر، مع ارتداء الخوذة، وكأنه يعيش الحالة الخاصة بالصحفى الذى يتحدث عن الأمور التي تحدث من حوله، ويراها وينقلها بكل أمانة دون زيادة أو نقصان، وهذا يجعله يشعر بالسعادة، وكأنه يلمس حلمه الذى يكاد يتحقق.
فهو يمسك بأطراف حلمه ويتعلم طوال الوقت، وتعلو على وجهه البسمة التي لا تفارقه مهما ذهب هنا أو هناك، وبداخله أمل أن تلك المحنة ستزول مهما طال الوقت.
ملامحه الطفولية البريئة تجعل من يراه يشعر أنه أمام رجل ناضج، ومشروع صحفى كبير، وبرغم القتل من حوله طوال الوقت فهو لا يهتز ولا يشعر باى خوف، فأن الطفل الفلسطيني مثل الطفل ميسرة يتميز بحب المغامرة والجرأة التي عاشها عليها هو وأقرانه.