عائلة آل روتشيلد هي العائلة الأشهر والأقوى بالعالم والتي تمتلك أغلب الثروات هي أيضا السبب في إنشاء دولة إسرائيل، هي عائلة يهودية تمتلك نصف ثروة العالم بأكثر من 500 تريليون دولار أمريكي تقريبا ولديها نفوذ كبير في المؤسسات المالية والحكومية في مختلف دول العالم، وكان لها دور في مخطط إقامة دولة يهودية في فلسطين، حيث قدموا دعمهم لبريطانيا من خلال إقراضها مبالغ طائلة وأخذ عضوية بجانب رؤساء وحكام الدول المختلفة.
وفي المقابل حصلت على وعد “بلفور" بانشاء دولة إسرائيل في فلسطين نتيجة الدهاء المفرط والثراء الفاحش والسلطة المطلقة مجتمعين في آن واحد، بهذه العائلة التي تعتبر عائلة من طراز آخر، تخطت كل الأعراف وتجاوزت كل القوانين حتى سادت العالم وأحكمت قبضتها عليه، والعائلة ذات أصول يهودية ألمانية، بلغ صيتها ارجاء العالم بسبب قوة نفوذها وثرائها الذي لم يسبق له مثيل، ومؤسس هذه العائلة هو “إسحق إكانان، ولقب ”روتشيلد" يعني في حقيقته “الدرع الأحمر” في إشارة إلى الدرع الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16.
امتد زحف هذه العائلة إلى أقطار العالم ومؤسساته المختلفة ليس بالمال فقط، بالتخطيط المحكم والدهاء الخارق لبنة هذا الانتشار، ففي عام 1821 قام تاجر العملات القديمة “ماجيراشيل روتشيلد” بإرسال أولاده الخمسة إلى كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، على أن تكون مهمتهم السيطرة على النظام المالي لأهم بلدان العالم آنذاك، وذلك عبر تأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية، ومن ثم تتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح لأبناء الجالية اليهودية في العالم كله، كما ألزم أبناءه بالزواج من يهوديات من عائلات ثرية لضمان المحافظة على الثروة وعدم ضياعها.
يلقب المصرفيون هذه العائلة بلقب “Money Master” أو “أنبياء المال والسندات”، أما الحروب فقد شكلت دوراً بارزاً في زيادة ثروتهم، إذ استطاعوا بمكرهم استغلال ظروف أي حرب بما يصب في صالحهم وحدهم، هم تجار حروب بكل ما في الكلمة من معنى، ومن شدة دهائهم دعم الفرع الفرنسي لديهم نابليون في حروبه ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما أخذت فروع روتشيلد الأخرى تدعم الحرب ضد نابليون في هذه الدول على أن تكون النتيجة النهائية هي تحقيق ما فيه مصلحة اليهود.
وهذه كانت القاعدة التي اتبعها آل روتشيلد لتوسيع ثروتهم، فكانت الحروب بالنسبة إليهم تجارة مربحة واستثماراً ناجحاً، فخلال “معركة وترلو” التي انتهت بانتصار إنجلترا على فرنسا، علم الفرع الإنجليزي بذلك من خلال شبكته المعلوماتية قبل أي شخص في إنجلترا، وما كان من مالك هذا الفرع المصرفي “ناثان روتشيلد” إلا أن جمع أوراق سنداته وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتدياً ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها وما أن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعاً وباع كل سنداته وعقاراته، ونظراً لعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته ظنوا أن المعلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، فأسرع الجميع ببيع سنداتهم وعقاراتهم، أما “ناثان” فقام من خلال عملائه السريين بشراء هذه السندات والعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلترا على فرنسا فعادت الأسعار إلى الارتفاع وبدأ يبيع ما اشتراه محققاً بذلك ثروة طائلة.
كانت لا تسمح لأحد بأن يقف عائقاً أمام تحقيقها لمصالحها، فقد كانت سبباً في قتل ستة من الرؤساء والحكام منهم: "إبراهام لينكولن، تايلور، هاريسون، جاكسون، غارفيلد، جون كنيدي، وقيصر روسيا والكثير من أعضاء الكونجرس وأصحاب المصارف.
وجاء وعد بلفور الذي حصلت عليه العائلة لانشاء اسرائيل في يوم 2 من نوفمبر 1917 ونص عالآتي:
عزيزي اللورد "روتشيلد".. يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.
ولقد لعب آل روتشيلد دوراً هاماً في إتمام المخطط الصهيوني وإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وكان ذلك عبر شبكة العلاقات الواسعة لهذه العائلة مع ملوك ورؤساء الدول ومن أبرزهم البيت الملكي البريطاني، كذلك وصول بعضهم إلى عضوية مجلس النواب في دول مختلفة، إضافة لدعمهم لبريطانيا بإقراضها مبلغاً ضخماً بعد أن أوشكت على الهزيمة أمام ألمانيا في الحرب العالمية.
-من أسباب دعم عائلة “روتشيلد” لمسألة الوطن القومي لليهود:
في البداية لم تؤيد العائلة فكرة “هرتزل” بإقامة دولة يهودية، و لكن حدث أمران غيرا من توجه آل روتشيلد تماماً أولهما:
هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل، فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيداً عن منطقة المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد.
ثانيًا:
ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى، الذي يقرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة، ونظراً لأن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، كان يجب العمل على تقسيمها وإثارة العداوة بين طوائفها، وزرع جسم غريب يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي.
تمتلك عائلة روتشيلد استثمارات وأملاك لا حصر لها منها قصر شلوس واحد من العديد من القصور التي بناها سلالة روتشيلد النمساوي وأقامت العائلة منذ نشأتها شركات عدة لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوروبا، عملت مؤسسات روتشيلد في مجال الاستثمارات الثابتة مثل: مصانع الأسلحة، السفن، الأدوية، شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني والفرنسي والهولندي وغيره.
العائلة تمتلك ثلث الماء العذب بالكرة الأرضية برقم ثابت وليس عن نسبة متغيرة، كما تمتلك معظم بنوك العالم، محطة CNN، وكذلك هوليود عبر ملكيتها للأقمار الصناعية وحق شراء البث، وألفت العديد من الكتب حول هذه العائلة منها كتاب “أحجار على رقعة الشطرنج”، لويليام غاي كار، “آل روتشيلد” لمجدي كامل، “حروب العملات” لجايمس ريكاردز.