نجح الذهب في تخطى حاجز 2000 دولار ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي في ظل تصاعد الصراع في قطاع غزة الأمر الذي زاد من الطلب على الملاذ الآمن، بينما يترقب المستثمرون اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي المقرر هذا الأسبوع.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.3% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، ليغلق الذهب تداولات الأسبوع عند المستوى 2006 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى يوم أمس الجمعة عند 2009 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى منذ منتصف مايو الماضي.
وبحسب رصد جولد بيليون لحركة الذهب، فإن الذهب حقق منذ بداية الحرب على قطاع غزة ارتفاع بمقدار 174 دولار بنسبة ارتفاع 9.5% ليخترق المستوى النفسي عند 2000 دولار للأونصة، على الرغم من الضغوط السلبية الناتجة عن تحسن البيانات الأمريكية والتوقعات باستمرار التشديد النقدي.
وتصاعد الأحداث في الحرب في قطاع غزة مع القصف العنيف للقطاع وبدأ عمليات برية، تسبب في زيادة المخاوف في الأسواق ليتزايد الطلب على الملاذ الآمن وبالتالي ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير خلال جلسة الأمس بنسبة 1% ليربح 22 دولار.
ارتفاع أسعار الذهب فوق المستوى 2000 دولار يأتي على الرغم من التشبع الكبير في الشراء في الذهب، ولكن الدعم القوي الذي حصل عليه المعدن النفيس من قوة الطلب على الملاذ الآمن قد ساعد على استمرار ارتفاع الذهب.
من جهة أخرى نجد أن الأسبوع الماضي قد شهد صدور عدد من البيانات الأمريكية الأفضل من المتوقع، حيث صدر عن الولايات المتحدة بيانات مديري المشتريات للقطاع الصناعي عن شهر سبتمبر لتشهد تحسن عند المستوى 50 بأفضل من القراءة السابقة 49.8 والتوقعات 49.5، أيضًا مؤشر قطاع الخدمات جاء بقيمة 50.9 أفضل من القراءة السابقة 50.1 والتوقعات 49.9.
نما الاقتصاد الأمريكي بأسرع وتيرة له منذ ما يقرب من عامين في الربع الثالث بنسبة 4.9% مقارنة مع التوقعات 4.5% والقراءة السابقة 2.1%، حيث ساعد ارتفاع الأجور من سوق العمل على تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، متحديا مرة أخرى التحذيرات الرهيبة من الركود المتوقع.
يوم أمس صدرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن الاقتصاد الأمريكي وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، أظهر ارتفاع التضخم السنوي خلال شهر سبتمبر بنسبة 3.4% دون تغير عن القراءة السابقة، بينما ارتفع المؤشر الجوهري السنوي الذي يستثني عوامل التذبذب بنسبة 3.7% بأقل من القراءة السابقة 3.8%.
البيانات الأمريكية جاءت أفضل من التوقعات خلال الأسبوع الماضي الأمر الذي يزيد من التوقعات بتمسك البنك الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية في ظل المرونة التي يتمتع بها الاقتصاد الأمريكي.
التوقعات الآن تخطت 98% أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى تثبيت الفائدة عند معدلاتها الحالية 5.25% 5.50% خلال اجتماعه يوم الأربعاء القادم، ولكن قد يشير البنك إلى استمرار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت الأمر الذي من المفترض أن يؤثر سلبًا على الذهب.