إلى من يزعمون أنهم شعب الله المختار الذين قتلوا الأنبياء وصموا آذانهم ولم يعرفوا زمان افتقادهم، إلى من يظنون أنهم أفضل مخلوقات الله ويزعمون أنهم سيملكون من بحر مصر حتى الفرات، إلى الشعب المخادع العنيد الذى يتحدى الله جل اسمه، إلى قتلة أطفال بحر البقر ومذبحة دير ياسين ومذابح الأبرياء فى غزة ندعوكم لتلمحوا جزءا من حقيقتكم وتاريخكم،
بعض الأزمنة الخاصة ببنى إسرائيل.
المتتبع لتاريخ بنى إسرائيليدرك ان الله طلب من إبراهيم أن يترك بلاده مهاجرا حتى يريه الأرض التى يسكن فيها وقد جاء فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس إبراهيم إسحق سنة 2066 ق.م وإسحق ولد عيسو ويعقوب (إسرائيل) سنة 2006 ق.م ويعقوب ولد يوسف سنة 1915 ق.م وصار يوسف يحكم مصر سنة 1885 ق.م ومات يوسف سنة 1805 ق.م بعد ذلك بفترة ولد موسى سنة 1526 ق.م الذى قاد بنى إسرائيل فى الخروج من مصر عام 1446 ق.م وقد كتب موسى التوراة ودخل العبرانيين كنعان سنة 1406 ق.م ثم بدأ حكم القضاة فى إسرائيل سنة 1375 ق.م حتى أصبح صموئيل آخر قاضى سنة 1075 ق.م ثم بدأ بنو إسرائيل فى التمرد على الله وكان أول ملك على بنى إسرائيل هو شاول بن قيس سنة 1050 ق.م.
وبعد ذلك أصبح داود ملكا على إسرائيل سنة 1010 ق.م وملك بعده ابنه سليمان على إسرائيل سنة 970 ق.م وأتم سليمان بناء هيكل أورشليم سنة 959 ق.م وتم انقسام مملكة إسرائيل سنة 930 ق.م وكان ذلك فى زمن رحبعام بن سليمان ويربعام بن نباط تاريخ بنى إسرائيل هو تاريخ العصيان والتمرد على الله والتذمر الدائم وكان الله يقدم لهم كل الخير وهم يبتعدون عنه وعبدوا عجلا ذهبيا وفى يوم تذمروا فى البرية فعاقبهم الله بالحيات وتذمروا على الطعام فأرسل الله لهم المن والسلوى فأكلوا حتى مات جمعا كبيرا فأطلق على هذا المكان قبروت هتأوة أى قبور الشهوة.
فكلما أراد الله تقويمهم تمردوا حتى قال عنهم: “اسمعى أيتها السماوات وأصغى أيتها الأرض، لأن الرب يتكلم: «ربيت بنين ونشأتهم، أما هم فعصوا علي، الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف شعبى لا يفهم، ويل للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلى الشر، أولاد مفسدين تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى وراء”.
ويستمر أشعياء النبى فى عتاب بنى إسرائيل وإظهار رفض الله لهم على أفعالهم وزيغانهم وبعدهم عن الله فيقول: “فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثرتم الصلاة لا أسمع، أيديكم ملآنة دما، اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني، كفوا عن فعل الشر، تعلموا فعل الخير، اطلبوا الحق، انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة”.
ومن خلال تاريخ بنى إسرائيل نجد عصر المملكة الموحدة استمر من (1050 - 930ق.م) وتأسست على يد صموئيل النبى وملوكها شاول وداود وسليمان وملك كل منهم 40 سنة
ثم انقسمت المملكة الى المملكة الشمالية إسرائيل (930 - 722ق.م)، وكانت عاصمتها السامرة التى تدعى شكيم أو طرصة وانتهت بالسبى إلى أشور عام 722 ق.م وأول ملك لها هو يربعام بن نباض عبد سليمان وعدد الأسباط 10 أسباط وعدد الملوك 19 ملكا كلهم أشرار، وعدد الأنبياء 3 أنبياء وعدد الأسر الملوكية 7 أسر لم ترجع من السبى ولكنها انتهت -المملكة الجنوبية يهوذا(930 - 586 ق.م ) العاصمة أورشليم أول ملك هو رحبعام بن سليمان، عدد الأسباط (يهوذا + بنيامين)، عدد الملوك (19 + امرأة)، عدد 8 من الملوك صالحين والباقى أشرار عدد الأسر الملوكية أسرة واحدة وهى أسرة داود عدد الأنبياء 14 بدأ السبى البابلى من عام 586 ق.م ورجعت بعد 70 عاما.
ثم فترة ما بين العهدين القديم والجديد عام (165- 63) ق.م وتروى أحداث الحكم اليونانى لليهود وجهاد الأسرة الحسمونية ويهوذا المكابى وكانت الكراهية لحكم اليونانيين ثم جاء حكم الرومان فكان اليهود يكرهون الرومان كرها شديدا وكانت هناك جماعات مسلحة تحارب الرومانيين تدعى جماعات (الغيارى).
حالة اليهود السياسية قبيل ميلاد السيد المسيح
منذ دخل القائد الرومانى بومباى أورشليم ظافرا سنة 63 ق.م صار اليهود خاضعين سياسيا للرومان الوثنيين وأقام بومباى حاكما يهوديا على البلاد تحت إشراف ممثل روما وكان هذا عاملا قويا فى اشتعال رجاء اليهود فى المسيح المنتظر لكن بمفهوم مادى فتطلعوا إلى منقذ سياسى يعيد مملكة داود على مستوى مجد عالمي.
وقد كان اليهود من الناحية الدينية والأخلاقية تمسكوا بحرفية الناموس وبتقاليدهم دون أن يفهموا روح الشريعة أو يعرفوا قوتها وكانوا يتحفظون تحفظ الخوف من الوثنيين ويبتعدون عن كل عوائدهم ويوسفوس مؤرخهم كان يهمه أن يظهر مواطنيه لليونان والرومان بصورة مشرفة يصفهم فى القرن الأول بأنهم "شعب فاسد وشرير استحقوا بعدل العقاب المخيف فى خراب أورشليم.
لقد تعددت الطوائف اليهود فمنهم الفريسيون أى المفرزون الذين أبعدوا أنفسهم عن الأمم ويقترن اسم الفريسيين بالكتبة وكذلك طائفة الصديقيون وترجع تسميتهم حسب أرجح الآراء إلى صادوق رئيس الكهنة الذى أقامه سليمان بن داود والأسينيون هم جماعة يهودية عاصرت ظهور السيد المسيح بالجسد واستمرت حتى خراب أورشليم سنة 70 ميلادية.
يهود الشتات هم اليهود الذين عاشوا خارج أرضهم لسبب أو لآخر فقد عاشوا فى أغلب المقاطعات الرومانية فى كل حوض البحر المتوسط وكانوا بأعداد ضخمة فى بلاد ما بين النهرين وبابل حتى أن يوسيفوس المؤرخ اليهودى يقول:" لا يوجد شعب فى العالم لا يضم جزء منا".
ويقول الجغرافى ستراب (Strab): "ليس من السهل أن تجد بقعة فى العالم لم تستقبل هذا الجنس "اليهود"، وكانوا مؤلفين جاليات متميزة ومتمتعين ببعض الامتيازات الخاصة التى أحرزوها بطرق مختلفة.
السيد المسيح يتنبأ بخراب أورشليم
كان السيد المسيح دائم التبكيت لقادة اليهود والكتبة والفريسيين المراؤون الذين تركوا الناموس وتعاليم الله وحادوا عن الطريق المستقيم وجاء فى إنجيل متى تبكيت لهم وويلات نطق بها السيد المسيح مظهرا سلوكياتهم السيئة (حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون، فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم، وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول فى الولائم، والمجالس الأولى فى المجامع، والتحيات فى الأسواق، وأن يدعوهم الناس: سيدى سيدى".
“ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة، وهي من الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة، هكذا أنتم أيضا: من خارج تظهرون للناس أبرارا، ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين، وتقولون: لو كنا فى أيام آبائنا لما شاركناهم فى دم الأنبياء. 31 فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء، فاملأوا أنتم مكيال آبائكم، أيها الحيات أولاد الأفاعى كيف تهربون من دينونة جهنم؟، لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فمنهم تقتلون وتصلبون، ومنهم تجلدون فى مجامعكم، وتطردون من مدينة إلى مدينة، لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح، الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتى على هذا الجيل، «يا أورشليم، يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلينَ إلَيهَا، كَم مَرَة أَرَدت أَن أَجمَعَ أَولاَدَك كَمَا تَجمَع الدَجَاجَة فرَاخَهَا تَحتَ جَنَاحَيهَا، وَلَم تريدوا 38 هوَذَا بَيتكم يترَك لَكم خَرَابا”.
وشبه الأمة اليهودية بشجرة التين عديمة الثمر، ونذكر هنا بعض آيات من الإنجيل عن خراب أورشليم "ثمَ خَرَجَ يَسوع وَمَضَى منَ الهَيكَل، فَتَقَدَمَ تَلاَميذه لكَي يروه أَبنيَةَ الهَيكَل. 2 فَقَالَ لَهم يَسوع:«أَمَا تَنظرونَ جَميعَ هذه؟ اَلحَقَ أَقول لَكم: إنَه لاَ يترَك ههنَا حَجَر عَلَى حَجَر لاَ ينقَض».
وكذلك أنبأ السيد المسيح عن المجئ الثانى وعن تجمع اليهود وشبهها بشجرة التوت التى أفرخت فأعلموا أن الصيف قريب «فَمَتَى نَظَرتم «رجسَةَ الخَرَاب» الَتى قَالَ عَنهَا دَانيآل النَبي قَائمَة فى المَكَان المقَدَس ليَفهَم القَارئ فَحينَئذ ليَهرب الَذينَ فى اليَهوديَة إلَى الجبَال، وَالَذى عَلَى السَطح فَلاَ يَنزل ليَأخذَ من بَيته شَيئا، وَالَذى فى الحَقل فَلاَ يَرجع إلَى وَرَائه ليَأخذَ ثيَابَه، وَوَيل للحَبَالَى وَالمرضعَات فى تلكَ الأَيَام.
وَفيمَا هوَ خَارج منَ الهَيكَل، قَالَ لَه وَاحد من تَلاَميذه: «يَا معَلم، انظر مَا هذه الحجَارَة وَهذه الأَبنيَة» 2 فَأَجَابَ يَسوع وَقَالَ لَه:«أَتَنظر هذه الأَبنيَةَ العَظيمَةَ؟ لاَ يترَك حَجَر عَلَى حَجَر لاَ ينقَض».
وتكلم عن خراب أورشليم الذى تم على يد القائد تيطس فى عهد بومبى سنة 70 ميلادية وكانت من أصعب الأوقات التى مرت على اليهود حتى أنهم كانوا يأكلون أولادهم وكان تيطس يبق بطون الحوامل وتشتتوا فى الأرض كما أنبأ السيد المسيح وتم هدم هيكل سليمان وحاولوا كثيرا أن يبنوا الهيكل: “وَمَتَى رَأَيتم أورشَليمَ محَاطَة بجيوش، فَحينَئذ اعلَموا أَنَه قَد اقتَرَبَ خَرَابهَا، حينَئذ ليَهرب الَذينَ فى اليَهوديَة إلَى الجبَال، وَالَذينَ فى وَسطهَا فَليَفروا خَارجا، وَالَذينَ فى الكوَر فَلاَ يَدخلوهَا، لأَنَ هذه أَيَام انتقَام، ليَتمَ كل مَا هوَ مَكتوب، وَوَيل للحَبَالَى وَالمرضعَات فى تلكَ الأَيَام لأَنَه يَكون ضيق عَظيم عَلَى الأَرض وَسخط عَلَى هذَا الشَعب. وَيَقَعونَ بفَم السَيف، وَيسبَونَ إلَى جَميع الأمَم، وَتَكون أورشَليم مَدوسَة منَ الأمَم، حَتَى تكَمَلَ أَزمنَة الأمَم”.
وقد حدث بالفعل خراب أورشليم وتهدم الهيكل وضاع تابوت العهد وأدوات الهيكل وأختلطوا بالأمم وهم يتاجرون فى أحط التجارات وتشتتوا فى كل بقاع الأرض واشتهروا بالفتن والدسائس وهم مازالوا يعيشون وهم أنهم شعب الله المختار لكن الله رفضهم وصار بيتهم خرابا حتى عام 1917م عندما وعد بلفور بإقامة وطن قومى لليهود وبدأوا فى التحرك وامتلاك فلسطين وكما قال البابا شنودة: "اليهود لم يأتوا إلى فلسطين بوعد من الله بل بوعد من بلفور".
وقد لاقت المسيحية والمسيحيين أبشع الضيقات على أيدي اليهود وقد سلكوا فى سبيل ذلك ثلاثة أساليب تتمشى مع تاريخهم فحين كانوا يمتلكون القوة والسلطان سلكوا السبيل الانتقامى بالتعذيب والقتل وحين كانت تعوزهم القوة والسلطان كانوا يسلكون مسلكا دنيئا بالوشاية لدى السلطات وإثارة الجماهير وبعد أن ولت عنهم هذه وتلك لجأوا للأسلوب الخداعى عن طريق المقاومة الفكرية وتاريخهم يشهد بذلك فهو تاريخ دموى لا يعرفون العهود ولا المواثيق وقد لاقى المسلمين منهم صنوفا من الخداع ومتاعب عند نشر الدعوة إسلامية.
هل سيبنى هيكل سليمان كما يزعمون؟
لن يبنى الهيكل لأن السيد المسيح قال هوذا بيتكم يترك لكم خرابا فمهما حاولوا لن ينجحوا ولو فرضنا جدلا نجحوا فيما يقومون به وتم تجميع وبناء الهيكل أين تابوت العهد؟ الذى يمثل حضور الله وسط شعبه وقسط المن وعصا هارون والمنارة الذهبية ومائدة خبز الوجوة والمرحضة ومذبح المحرقة ومذبح البخور هى مكونات الهيكل وأين سبط لأوى الذى يقوم بالخدمة الطقسية؟كيف حافظوا على نسبه نقيا ولم يختلط بأى من الأمم التى يحتقرونها فاليهود يتمسكون بوعود قد تمت بمجئ السيد المسيح فتمت فى شخصه المبارك والشعب اليهودى شعب غليظ الرقبة بشهادة الله تبارك اسمه على لسان أنبيائه فأنتهت أكذوبة شعب الله المختار.