الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

سانت كاترين.. هنا كلّم الله موسى ونظر لأرض مصر

سانت كاترين
سانت كاترين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على قمة هضبة بارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر بمحافظة جنوب سيناء، تقع مدينة سانت كاترين الفريدة ملتقى الديانات السماوية الثلاث، مكانة مميزة احتلتها سانت كاترين منذ قديم الأزل في قلوب المصريين، نظرا لموقعها الجغرافي الفريد إذ تشغل مساحة قدرها 5130 كم من مساحة جنوب سيناء، وتقديرا للدور الحيوي الذي لعبته في تاريخ الإنسانية وضعتها منظمة اليونسكو في عام 2002م على قائمة التراث العالمي. 

تتعانق رموز الأديان الثلاثة في سانت كاترين بكل تسامح، نابذة أية مظاهر للتعصب بفطرة سليمة. ويؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة تلك الحقيقة من خلال سرده معالم دير سانت كاترين، واحدا من أقدم الأديرة العاملة في العالم، كمنارة للتسامح. 

يقول ريحان إن الدير أنشأه الإمبراطور جستنيان لإحياء ذكرى زوجته المحببة ثيودورا عام 560م، ويضم العديد من المنشآت المختلفة منها "كنيسة التجلي" التي تضم داخلها "كنيسة العليقة الملتهبة" وتسع كنائس جانبية صغيرة، وعشر كنائس فرعية، وقلايا للرهبان، ومعرض جماجم، والجامع الفاطمي.

أيضا، هناك مكتبة الدير التي تحوي 4500 مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المطويات بالإضافة إلى المخطوطات الدينية التاريخية الجغرافية والفلسفية أقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي مكتوبة باللغات اليونانية، الأثيوبية، القبطية، الأرمينية والسوريانية، كما تحوي المكتبة عددًا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب. 

وفي مشهد لا يتكرر، ولن يتكرر إلا في مصر، تتعانق مئذنة الجامع الفاطمي مع برج كنيسة التجلي في دير سانت كاترين ليؤكد المشهد على الوحدة التي تجمع الأديان في بوتقة واحدة على أرض سيناء.

جامع داخل دير

خبير الآثار عبد الرحيم ريحان يرصد ملامح التسامح الديني في سانت كاترين، مستعرضا تاريخ الجامع الفاطمي الذي أنشئ في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله 500هـ، 1106م، نظرًا للعلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، وليُصلى فيه حُراس الدير من قبيلة الجبالية، وفي هذه الأماكن المباركة اعتاد الفاطميون إنشاء المساجد، ونقش الحجاج المسلمون أسماؤهم بمحراب الجامع أثناء عبورهم سيناء إلى مكة المكرمة. 

يقع الجامع في الجزء الشمالى الغربى داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية، وينقسم إلى ستة أجزاء، وله ثلاثة محاريب، الرئيسى مُتوّج بعقد ذى أربعة مراكز كالموجود في الجزء القديم من الجامع الأزهر، وله منبر خشبى آية في الجمال، ويعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمي، وللجامع مئذنة جميلة تتكون من دورتين قطاعهما مربع، وهي المئذنة التي تعانق برج كنيسة التجلي. 

التجلي داخل الدير  

كنيسة التجلي بنيت بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، وهي كنيسة على الطراز البازيليكي، ويغطى الجزء العلوى من نصف قبة الكنيسة "فسيفساء التجلي"، وتصوّر تجلي السيد المسيح.

وتعتبر الكنيسة من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق، مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان، وفيها يقف السيد المسيح وسط هالة بيضاوية الشكل، وإلى يمينه النبي إيليا وإلى يساره النبي موسى، وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح.

كنيسة وشجرة العليقة الملتهبة 

ومن أبرز معالم دير سانت كاترين التي تؤكد حقيقة كونه ملتقى للأديان السماوية، إعادة الإمبراطور جستنيان بناء كنيسة العليقة الملتهبة التي بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، وكانت قد تهدّمت وأدخلها ضمن كنيسة التجلي، ولا يدخل أحد لكنيسة العليقة الملتهبة إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسيًا بنبي الله موسى عليه السلام عند اقترابه من شجرة العليقة المباركة".

وكنيسة العليقة بها مذبح دائرى صغير مُقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية في هذا الموقع، وتوجد حاليا "شجرة عليقة" بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجه. 

وتوجد عدّة آبار داخل أسوار الدير منها "بئر موسى" وتقع شمال كنيسة التجلي، وهي بئر قديمة مطوية بالحجر، قيل إنها أقدم من الدير، وهي البئر الذي سقى منها نبي الله موسى غنم بنات الرجل الصالح شعيب.

كما توجد مقبرة للرهبان وسط حديقة دير سانت كاترين، ويدفن بها الرهبان موتاهم، ويتركون الجثث حتى تتحلل، ثم يأخذون عظامها ويجعلونها في معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه "كنيسة الموتى" الذي يُسمى حاليا معرض الجماجم. 

طرق الصعود لجبل موسى

يُعد الموقع الجغرافي لمدينة سانت كاترين من أهم مقوماتها، إذ تقع في قلب محافظة جنوب سيناء بين أعلى جبال في مصر، وأهم تلك الجبال وفي مقدمتها جبل موسى الذي يرتفع 2242 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويُطلق عليه عدة مسميات منها "جبل موسى" و"جبل المناجاة" و"جبل الشريعة" و"جبل سيناء".

ويقع أمامه "جبل التجلي"، حيث وقف نبي الله موسى على جبل، وأمامه الجبل الذي تجلي له سبحانه وتعالى فانهار الجبل دكًا، ويقع جبل التجلي إلى الشمال الشرقى لجبل موسى، وقد عُرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلي الشهيرة حيث تجلي عليه المولى عز وجل حينما سأل نبي الله موسى ربه أن يراه. 

الصعود إلى جبل موسى عبر ثلاثة طرق، الأول يُعرف بطريق السلالم صعودًا حتى "فرش إيليا"، وهي طريق مختصرة مهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر مكون من 3000 درجة وتم ترميمه عام 1911م. 

ويوجد على الجبل نبع ماء كان يعيش بجوارها أحد النسّاك و"كنيسة الأقلوم"، وهناك قنطرتان من الحجر الجرانيتى على شكل عقد نصف دائري، قيل إنه كان يجلس عند كل قنطرة راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسماءهم وبعد القنطرة الثانية نجد منخفضا بين الجبال يسمى "فرش إيليا". 

ويوجد على جبل موسى "كنيسة موسى النبي"، وبجانبها "كنيسة إيليا النبي"، وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل إنها المغارة التي سكنها إيليا النبي عند مجيئه إلى جبل حوريب. 

وتحوى قمة جبل موسى أطلال كنيسة ترجع إلى فترة الامبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وكنيسة الثالوث الأقدس وترجع إلى سنة 1937م، ومسجد يرجع إلى الفترة الفاطمية في القرن الثانى عشر الميلادي، إضافة إلى دورات المياه القديمة ومصلى الكهف. 

الطريق الثانى لصعود جبل موسى، وهو طريق عباس باشا "طريق الجمال" الذي مهده عباس باشا والى مصر في القرن الـ 19 للصعود إلى قمة الجبل موسى ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل إنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات. 

الطريق الثالث لصعود جبل موسى هو طريق "وادي الأربعين" حيث يصعد إلى الجبل عبر وادي اللجاه المعروف بوادي الأربعين ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل إنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات"، ومن أهم جبال المنطقة جبل "سانت كاترين"، ارتفاعه 2246 مترا، وهو الجبل الذي حمل اسم القديسة كاترين بعد العثور على رفاتها على قمته بعد حلم أحد رهبان الدير بعد خمسة قرون من ذبحها ودفنها بالإسكندرية وشملت رفاتها الجمجمة وكف يدها اليسرى".

ثالث جبال مدينة سانت كاترين، جبل الصفصافة ويوجد إلى الشمال الغربى من جبل موسى، وعرف بهذا الاسم لوجود شجرة صفصافة كبيرة أعلى قمته؛ ويشتمل الجبل على بقايا قلايا مسيحية مبكرة إضافة إلى وجود نقوش كتابية عربية ويونانية مبكرة لحجاج مسيحيين من زوار دير سانت كاترين.

ومن أبرز معالم سانت كاترين الجبلية "جبل عباس" ويبعد 3 كم عن دير سانت كاترين، ويضم قصر من إنشاء عباس الأول بن طوسون بن محمد على الذي حكم من عام 1848م إلى 1854م، وقد زار سيناء ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى ولكنه توفي قبل أن يكمل قصره. 

التجلي الأعظم فوق أرض السلام 

الجغرافي والمفكر المصري الكبير جمال حمدان في كتابه "سيناء.. في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا، قال إن سيناء ليست مجرد صندوق من الرمال كما قد يتوهم البعض، إنما هي صندوق من الذهب".

وانطلاقًا من هذه المقولة، بدأت مصر في تنفيذ مشروع ضخم أطلقت عليه "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" لإحياء المكانة الروحانية والدينية لمدينة سانت كاترين في جنوب سيناء باعتبارها "مجمع للأديان"، والتجلي كلمة عربية الأصل تشير إلى الظهور أو الخروج إلى النور. 

ويرتكز مشروع التجلي الأعظم على إعادة تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية، من خلال إبراز البُعد الجمالي وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بسانت كاترين خاصة، وسيناء عامة، لاسيما وهي المدينة ذات الطابع الأثري والديني والبيئي معًا، والعمل على تحسين البيئة العمرانية بالمدينة، وتوفير فرص للتنمية والاستثمار وفرص العمل المختلفة للشباب. 

أهالى مدينة سانت كاترين وقبيلة "الجبالية "، من سكان المدينة، رحبوا بمشروع التجلي الأعظم، الذي يُراعى مصالحهم، وكذا تطوير منشآتهم السياحية ومنازلهم وبازاراتهم، إلى جانب تطوير المنشآت البدوية القائمة بشكل سياحي وأعمال تشجير وتجميل وإنشاء أحياء سكنية جديدة مع تطوير القديم بشكل لائق سياحيًا وتطوير المحلات القائمة وإضافة محلات جديدة. 

وأكد أهالى كاترين أن المشروع يعمل على تحويل المنطقة إلى منطقة سياحية تراثية للمشاة فقط تناسب طابع المدينة وتطوير مواقع بسانت كاترين مثل الزيتونة والإسباعية.

يتضمن مشروع التجلي الأعظم إنشاء مزارًا روحانيًا على الجبال المحيطة بالوادي المقدس حيث جبل التجلي حيث تجلي الله سبحانه وتعالى، وجبل موسى حيث تلقّى نبي الله موسى ألواح الشريعة، وجبل سانت كاترين حيث عثر أعلاه على رفات القديسة كاترين، وتنمية وتنشيط كل مقومات السياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، وتوفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار. 

كما يتضمن التطوير إنشاء النزل البيئي الجديد، وإنشاء ساحة السلام، وإنشاء الفندق الجبلي، وإنشاء مركز الزوار الجديد، وإنشاء المجمع الإدارى الجديد، وتطوير المنطقة السياحية، وتطوير مركز البلدة التراثية، وتطوير منطقة إسكان البدو، وتطوير وادي الدير، وإنشاء المنطقة السكنية الجديدة، وتطوير شبكة الطرق والمرافق، والوقاية من أخطار السيول، وتطوير منطقة استراحة الرئيس الراحل أنور السادات على مساحة 1206 فدان وربطها بساحة السلام كمنطقة زيارة سياحية واحدة، فضلًا عن تصميم اللاند سكيب ومدرجات مشاهدة وحديقة متحفية في منطقة استراحة السادات. 

يشمل المشروع تطوير مكتبة دير سانت كاترين، والتي تُعد المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وتضم 4500 مخطوط، كما يتضمن تصميم ممشى سياحي يُحاكى المسار التاريخي لنبي الله موسى عبر وادي الراحة وصولًا إلى جبل التجلي. 

يُركّز مشروع التجلي على إحياء طريق نبي الله موسى بسيناء، "طريق وادي حبران، ودير سانت كاترين"، وهو طريق تاريخي عبره نبي الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس ليتلقى ألواح الشريعة، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج المسيحيين والمسلمين من ميناء الطور إلى جبل موسى ودير سانت كاترين. 

أهمية وقيمة مشروع التجلّي

تساهم نتائج مشروع التجلي الأعظم داخل نطاق مدينة سانت كاترين في الترويج والتنشيط السياحي للمواقع الأثرية بسيناء منذ آثار ما قبل التاريخ مرورًا بالآثار المصرية القديمة وآثار الأنباط والآثار المسيحية والإسلامية، حيث تضم آثار ما قبل التاريخ، مبان حجرية يطلق عليها أهل سيناء "النواميس". 

وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869م عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة "طريق كاترين - نويبع"، وقرب نويبع عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس. 

وبالنسبة للآثار المصرية القديمة، فإطلاق أرض الفيروز على شبه جزيرة سيناء لم يأت من فراغ بل من واقع أثرى تجسّده العمارة المصرية القديمة والفنون والنقوش الصخرية والطبيعة السيناوية التي تؤكد أن سيناء كانت مصدرًا للفيروز في مصر القديمة، وقد تجسّدت العمارة في معبد "سرابيط الخادم". 

وقد سُجّلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذي يبعد 268 كم عن القاهرة، ويقع المعبد على قمة الجبل على ارتفاع 850 مترا فوق مستوى سطح البحر، طوله 80 مترا وعرضه 35 متر، وقد كرّس لعبادة حتحور التي أطلق عليها في النصوص المصرية القديمة "نبت مفكات" أي سيدة الفيروز.

ومن آثار الأنباط، (هذه التسمية لاستنباطهم ما في باطن الأرض)، "الفرضة البحرية" المكتشفة بمدينة دهب الخاصة بميناء دهب البحري و(يقصد بالفرضة المبنى الذي يخدم الميناء من مكاتب إدارية ومخازن ومساكن للعمال)، واستخدم في بنائها الأحجار الجرانيتية والمرجانية والتي استخدمت في عدة مواقع بسيناء القريبة من شاطئ البحر وكشف بها عن جرار تخزين وسبائك نحاسية حيث استخرجوا النحاس من وادي النصب بسيناء، وكذلك معبد بوادي فيران، كما اكتشف موقع للأنباط بشمال سيناء بمنطقة "قصرويت" ويضم مركزًا دينيًا وتجاريًا يحوى معبدين وسوقًا تجاريًا. 

ومن الآثار المسيحية التي ستدخل ضمن مشروع التطوير دير سانت كاترين، أهم أثر مسيحى على مستوى العالم، وهو "دير الوادي" ويقع على بعد 8 كم شمال مدينة طور سيناء، والذي شيده الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي في نفس تاريخ بناء دير سانت كاترين ولنفس الغرض وهو حماية سيناء ضد الفرس، ونشر المبادئ الأرثوذكسية وحماية رهبان سيناء.

بالإضافة إلى "المدينة البيزنطية" بوادي فيران، وتقع على بُعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس والسادس الميلاديين، إلى جانب كنيسة جزيرة فرعون بطابا، ويرجع تاريخها للقرن السادس الميلادي، وتقع داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون عند رأس خليج العقبة على بعد 8 كم من مدينة العقبة، واكتشفت بعناصرها المعمارية المميزة. 

ومن الآثار الإسلامية التي يشملها مشروع التجلي الأعظم، قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ومساحتها 325 مترا من الشمال إلى الجنوب، و60 مترا من الشرق إلى الغرب، وتبعد عن شاطئ سيناء 250 متر، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 567هـ، 1171م، وتحوي منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية، وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وصهاريج مياه، ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان. 

كما تتضمن الآثار "قلعة الجندي"، التي تقع برأس سدر -10 كم جنوب شرق السويس- وتبعد عن مدينة رأس سدر 60 كم وتقع على قمة تل يشبه رأس الجندي، أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبى وتم البدء في البناء في ذي القعدة 578 هـ/ مارس 1183م طبقًا لأقدم نص تأسيسى بالقلعة وانتهي في جمادى الآخر 583هـ/ سبتمبر 1187م وهي أحدث كتابة تأسيسية عثر عليها بالقلعة. 

وتقع "قلعة نخل" بمدينة نخل، بوسط سيناء على بعد 156 كم جنوب العريش وهي نقطة تاريخية مهمة ومجمع لتلاقى عدّة طرق تاريخية منها طريق الأنباط التجارى بين أيله "العقبة" والقلزم "السويس" كما كانت على طريق صدر وأيله "الطريق الحربي للسلطان صلاح الدين بسيناء".

والقلعة بُنيت على ربوة مستقلة ترتفع عما حولها حتى لا تؤثر عليها السيول، وكان درب الحاج السبب الرئيسى في إحياء نخل والذي أهّلها لأن تكون المركز الإدارى لكل سيناء والذي انتقل إلى العريش بعد هجر درب الحاج وتشييد سكة حديد "مصر – فلسطين" عام 1335هـ/ 1916م.  أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزًا فهي أعلى الأماكن المأهولة في شبه الجزيرة.