أكد رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، دعمه للجهود المصرية في احتواء الأزمة الجارية في قطاع غزة والدفع نحو إدخال المساعدات لقطاع غزة، مشددا على أهمية الدور الأساسى لمصر في هذا الشأن.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، مع ألكسندر دي كرو رئيس وزراء بلجيكا، وذلك على هامش فعاليات اليوم الثاني لمنتدى "البوابة العالمية" الذي تنظمه المفوضية الأوروبية في بروكسل، بحضور السفير بدر عبدالعاطي، سفير مصر لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي.
وخلال اللقاء، رحب رئيس الوزراء البلجيكي بالدكتور مصطفى مدبولي في العاصمة البلجيكية بروكسل، مشيرًا إلى أن مصر وبلجيكا يتمتعان بشراكة اقتصادية استراتيجية، مشيدًا بجهود التنمية الجارية في مصر بمختلف المشروعات.
وتطرق ألكسندردي كرو إلى تعاون الشركات البلجيكية مع مصر في مشروعات الهيدروجين الأخضر، مؤكدا تقديره للتقدم المُحرز في مشروع الهيدروجين الأخضر المهم الذي ستنفذه شركة "ديمي" البلجيكية في منطقة جرجوب.
وبخصوص ملف الهجرة، فقد أعرب رئيس الوزراء البلجيكي عن تقديره للجهود المصرية المبذولة في سبيل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذا ملف الاتجار بالبشر، مشيرًا إلى أهمية التعاون فى مجال تنظيم الهجرة الشرعية للبلاد الأوروبية بما يحقق المنفعة المتبادلة للجانبين.
وأضاف: "ندعم توقف موجات الهجرة غير الشرعية ومستعدون لمزيد من التعاون مع مصر في هذا الصدد".
كما رحب رئيس الوزراء البلجيكي بأية استثمارات مصرية في بلجيكا، من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين.
وخلال اللقاء، أعرب الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء من جانبه، عن سعادته لمقابلة رئيس الوزراء البلجيكي، مشيرا إلى اللقاء السابق الذي جمعهما على هامش قمة Cop27 في شرم الشيخ، نوفمبر الماضي.
وأكد مدبولي تقديره للزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وبلجيكا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والمستند إلى التعاون التاريخي الممتد بين البلدين.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الفترة الماضية شهدت زيادة في وتيرة الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين؛ مشيرًا إلى الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى بروكسل في فبراير 2022؛ وكذا إطلاق كل من الرئيس السيسي ورئيس وزراء بلجيكا لمبادرة المنتدى العالمي للهيدروجين المُتجدد GRHF على هامش مؤتمر تغير المناخ COP27 الذي عقد في نوفمبر 2022 خلال زيارة رئيس وزراء بلجيكا إلى مصر للمشاركة في أعمال المؤتمر في شرم الشيخ.
كما أشار رئيس الوزراء إلى الزيارة المهمة التي قامت بها ولية عهد بلجيكا إلى مصر في شهر مارس 2023 للاحتفال بالذكرى المئوية لزيارة الملكة اليزابيث، جدة ملك بلجيكا الكبرى، إلى مصر في مارس 1923 كأول سيدة تزور مقبرة الملك توت عنخ آمون عند اكتشافها.
كما تطرق إلى مساهمات الـ"بارون إمبان" في تأسيس حي مصر الجديدة الذي يعد أحد أهم أحياء القاهرة كأحد محطات التعاون على مدار تاريخ العلاقات منذ القرن الـ19.
وأكد مدبولي على التعاون المهم الذي يربط بين مصر وبلجيكا ومن أوجه هذا التعاون تواجد العديد من الشركات البلجيكية الكبرى في السوق المصرية في مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيرًا في هذا الصدد إلى عقده عدة لقاءات أمس الأربعاء مع عدد من الشركات البلجيكية لمناقشة المشروعات القائمة وكذا المشروعات المستقبلية.
وأعرب عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات البلجيكية في مصر، مشيرًا إلى اعتزام مصر عقد المؤتمر القومي للاستثمار في أبريل عام 2024، ومؤكدًا تطلع مصر إلى مشاركة الجانب البلجيكي في هذا المنتدى المهم.
ولفت مدبولي، إلى موافقة مجلس الوزراء على بدء دراسات مشروع الربط البحري بين مصر وأوروبا بالتعاون مع شركة بلجيكية، مؤكدا دعمه للمشروعات الجارية مع الشركات البلجيكية في مصر.
واستعرض مدبولي جهود الدولة في دعم القطاع الخاص وتهيئة مناخ الاستثمار، وأشار رئيس الوزراء إلى إصدار وثيقة سياسة ملكية الدولة، والتي توضح القطاعات التي ستتخارج منها الدولة لاتاحة المجال لاستثمارات القطاع الخاص.
وأضاف أن هناك العديد من المشروعات المصرية التي تتضمن تمويلا مشتركا بين القطاع الخاص المصري والأجنبي، مؤكدًا تشجيعنا الكامل للشركات المصرية على الدخول في شراكات مع القطاع الخاص الأجنبي داخل وخارج مصر.
كما استعرض رئيس الوزراء الجهود المصرية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتأثيرات الايجابية لتلك الجهود على أوروبا، مؤكدا ضرورة توسيع نطاق التعاون بين مصر ودول الاتحاد الاوروبى فى هذا الشأن.
ولفت رئيس الوزراء أيضًا إلى التحديات الإقليمية ولا سيما التصعيد الجارى فى قطاع غزة مستعرضا الجهود المصرية لوقف التصعيد وإنفاذ المساعدات الانسانية إلى غزة، مؤكدا ضرورة تحرك المجتمع الدولى للدفع نحو وقف إطلاق النار واحتواء الأزمة المتصاعدة ودعم المساعى المصرية الجارية في هذا الشأن على المسارين السياسى والإنساني، معربا عن تطلعه لدعم بلجيكا والاتحاد الاوروبي لتلك الجهود.
ومن جهته، أشار السفير بدر عبدالعاطي، إلى أنه يتم التنسيق بين الجانبين المصري والأوروبي من خلال الاجتماعات المكثفة، لتعزيز التفاعل بين القطاعين الخاص المصري والأوروبي.
وبدوره، قال المستشار سامح الخشن، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء إن اللقاء أكد على توافق الجانبين على استمرار التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا العمل على تعميق التعاون الاقتصادى.