تقع جبانة الحواويش على بُعد 10 كيلو متر في اتجاه الشرق من مدينة سوهاج، تحديدا في حض الجبل الشرقي، والتي تَبعد حوالي 7 كيلو متر أيضًا عن مدينة أخميم، والتي كانت تشغل عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، خاصة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول.
وتضم جبانة الحواويش حوالي 800 مقبرة منحوتة في الصخر، وتبدو للناظر كما لو كانت قرص من شمع النحل من شدة تقاربها وكثرتها؛ وتوجد على حافة الهضبة من الجبل الشرقي، وبها مقابر منحوتة في الصخر على جدرانها نقوش ورسومات ملونة ترجع إلى عصور بداية الأسرات والدولتين القديمة والوسطى.
ومازالت تحتفظ ما يقرب من 60 مقبرة ببعض النقوش والمناظر الجنائزية وتقديم القرابين والحياة اليومية والرقص والصيد والزراعة في أخميم القديمة، بينما خمسة مقابر منها محفوظة بشكل جيد للغاية.
وتدل النقوش التي تم العثور عليها والتي ما زال بعضها يحتفظ ببعض مناظره وكتاباته ونقوشه، والقليل منها يحتفظ بكامل مناظره ونقوش، على الاهتمام الشديد بالفن من قبل حكام الإقليم. كما تشتمل مقابر الحواويش على مناظر دينية وطقسية لتعبد أصحابها أمام أربابهم، ومنظر لصيد الطيور وتأدية الأعمال اليومية من مقبرة "كا- حب"، وهي من ضمن 31 مقبرة منقوشة بمناظر ما زالت تحتفظ ببهاء ألوانها.
كما تضم الحواويش في الناحية الشرقية جبانتين، إحداهما تُعرف بجبانة الحواويش "A" والأخرى بجبانة الحواويش"B". وكانت بعض المقابر منقوشة، كما عُثر في بعضها على لوحات جنائزية، وآثار أخرى كثيرة.
وتقع الجبانة الأولى أسفل هضبة تعلوها ثلاثة أديرة، وتشير الشواهد الأثرية إلى أن هذه الجبانة قد استخدمت منذ عصور ما قبل الأسرات، وخلال العصر المصري القديم، والعصرين اليوناني والروماني ثم العصرين القبطي والإسلامي. وتدل الآثار على أن مقابر هذه الجبانة قد تعرضت للنهب والتدمير.
أما الجبانة الثانية، فتضم مئات المقابر المحفورة في السلسلة الجبلية الشرقية؛ وتُلقي مناظر ونصوص هذه المقابر الضوء على الحياة اليومية والدينية والإدارية في أخميم، كما أن بعضها يتضمن سجلات لأسر بعينها، والمهن التي مارستها.
وتعد أهم المقابر الهامة التي تحويها مقابر الحواويش هى مقبرة "حم مين" والذي كان حاكمًا للصعيد في أواخر الأسرة الخامسة، وكان مقره أخميم، وتولى المنصب من بعده بعض أفراد أسرته، والتي يلقي شكلها الضوء على الاهتمام الشديد بالفن من قبل حكام الإقليم.
أيضا، هناك مقبرة " تتي إقر" الذي عاش في الأسرة السادسة، والتي يُلقي شكلها ونصوصها الضوء على الحياة الإدارية واليومية في هذه المنطقة، كما أنها تؤكد ارتقاء الفن المصري القديم.