منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة، وهجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل، أصبحت مشاهد العنف والدمار المروع التي تسببها الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين جزءًا من يوميات العالم، مما أدى إلى حالة من الحزن العام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
الأمر الذي جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى يقومون بتداول رسمة للفنان الفلسطينى الراحل ناجى العلي على "فيس بوك"، التى تنبأ فيها بالاحداث الدامية فى غزة من الاحتلال الصهيونى الغاشم الآن، والذي استشهد فيها قرابة 6 الآف فلسطيني.
تصور الرسمة الفلسطينيين وهم يحلقون فى سماء فلسطين بـ "البارشوت" وأسفل الصورة نجد القدس قابعًا في مكانه، وأشار رواد مواقع التواصل الاجتماعى أن رسمة ناجى العلى رسمت في عام 1985، أي قبل رحيله بعامين.
لم يكتفى ناجى العلي بالابداع فى تناول القضية، ولكن ترك لنا كتيبة من المبدعين الفلسطينين، هم ابنائه فى الابداع والنضال، فنانون وفنانات تحت القصف الإسرائيلى الوحشى مازالوا يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة، رصدتهم "البوابة نيوز" فى السطور التالية:
الفنانة أمية جحا.. غزة
تُعد الفنانة الفلسطينية أمية جحا أول رسامة كاريكاتيرعربية، وهى من مواليد غزة، تحاول بريشتها تصوير مختلف آمال وتطلعات وآلام الشعب الفلسطيني، حيث تتخذ ذلك الفن وسيلة لها في عكس تفاصيل الحياة اليومية.
فقدت "جحا" عدد كبير من عائلتها فى الأحداث الدامية، تتناقل من منزلها الى مدارس "الاونرو" التابعة للامم المتحدة، حيث يختبىء الفلسطينين من القصف، وسط أجواء قاسية دون ماء ولا غذاء ولا وقود.
لم يمنع القصف الفنانة الفلسطينية من التعبير عن معاناتها وحزنها الشديد جراء الأحداث الدامية فى قطاع غزة، فعبرت بريشتها عن القضية الفلسطينية، بخطوط بسيطة وافكار مبدعه.
الفنان أسامة نزال.. الضفة الغربية
أحد ابناء الضفة الغربية بفلسطين، وهو عضو فى الاتحاد العام للفنانيين التشكيليين ويدير الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر (PACA)، وهو السجين السابق في السجون الإسرائيلية، وتناول الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله في كافة أعماله الفنية.
أعتمد في رسوماته الكاريكاتيرية على الجانب السياسى والاجتماعى، ولكنه برع فى الجانب السياسى نظرا لطبيعة الواقع الفلسطينى.
ولم يسلم الفنان أسامة نزال من القصف، بل أدمت قوات الاحتلال قلبه، حيث نشر على صفحته الشخصيه على موقع "فيس بوك": "المصاب جلل في بيت إبن العم صايل نزال بإستـ.ـشهاد إبنه البكر الشاب حمزة صايل نزال نحسبه عند الله شـهـ.ـيدًا، حسبي الله ونعم الوكيل..بعد إقتحام حاقد فجر هذا اليوم لمدينة قلقيلية - حي نزال".
الفنان هشام شمالى.. غزة
يُعد الفنان الفلسطينى هشام شمالي، من أبرز رسامى الكاريكاتير فى غزة، ولقب بالغزاوى هشام شمالى، حيث تناول القضية الفلسطينية بريشته المبدعة، واخذ على عاتقه النضال من اجل تحرير غزة.
ولم يسلم "شمالى" من القصف الصهيونى، ولا من غدر الاحتلال، حيث تم قصف منزله واستشهد الكثير من عائلته، الا انه ظل واسرته احياء بلا حياه، حيث اخذ من الشارع مسكن له ولأسرته المنكوبة، انتقل من جانب "الاونرو"، واستقر فى الشارع بالقرب من أحد المستشفيات فى غزة.
ولكن ريشة "شمالي" لا تكف عن النضال من أجل القضية الفلسطينية وعبرت رسوماته الكاريكاتيريه عن "طوفان الاقصى" ببراعة.
الفنانة حنين العمصي.. غزة
ليست مجرد رسامة كاريكاتير ولكن تعد لوحاتها توثيقا للعدوان الاسرائيلى على غزة، ورسالة قوية بخطوط بسيطة.
أبدعت "العمصى" فى تناول الاحداث فى غزة، حيث قامت بريشتها برسم الأطفال يخرجون من تحت ركام البيوت المقصوفة ويطيرون وراء فراشة في الفضاء.
وركزت فى لوحاتها على معان إنسانية كالطفولة والأمومة والصمود رغم الدمار وحالة الفقدان التي يعانيها أهالي غزة بسبب عدد الشهداء الكبير.