الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ذكاء «أصحاب الأرض» فى مواجهة «عنصرية الغرب».. «ثمرة فاكهة» تؤرق الاحتلال.. «البطيخ» رمز النضال الفلسطيني

صورة تعبيريه
صورة تعبيريه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن أصبح رفع العلم الفلسطينى جريمة يعاقب عليها القانون فى العديد من البلدان الغربية، عاد البطيخ مجددا للمشهد السياسى فى ظل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بعد أن ظهر فى عام ٢٠٢١ خلال أحداث حى الشيخ جراح فى القدس الشرقية، أصبح البطيخ رمزا للنضال الفلسطينى ضد الاحتلال حيث يحمل البطيخ نفس ألوان العلم الفلسطينى.
وساهم فى عودة البطيخ بقوة أيضا الرقابة التى تفرضها منصات التواصل الاجتماعى على المحتوى الفلسطينى أو المحتوى الذى يناهض إسرائيل أو ينشر جرائمها فى حق الشعب الفلسطينى، حيث أصبح البطيخ بديلا عن العلم الفلسطينى حيث ظهر فى مظاهرات فى برلين ومدن ألمانية أخرى للتنديد بالعدوان الإسرائيلى على غزة بعد أن حظرت الحكومة الألمانية رفع العلم الفلسطينى. وأصبح البطيخ رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية لأول مرة فى عام ١٩٨٤ بعدما نشرت صحيفة "حداشوت" الإسرائيلية خبرا يتعلق بمحمد تاية الملقب بـ "محمد البطيخ" من قرية قلنسوة فى المثلث، حيث حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة بيعه بطيخا يحمل ألوان منظمة التحرير الفلسطينية فى كشكه بمفرق بيت ليد وتم ذلك وفقا لقانون منع الإرهاب، ومن هنا كانت شرارة ربط البطيخ بفلسطين المحتلة.
وفى هولندا وعقب أحداث حى الشيخ جراح، قام حراس جامعة روتردام للفنون، بالتعاون مع شرطة المدينة، بإزالة لافتة تم رفعها من قبل الطلاب تحمل العلم الفلسطينى وشعارات تنادى بوقف سياسة التطهير العرقى التى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين وتطالب بحرية فلسطين. ولكن ذلك لم يثن طلاب الجامعة عن عزيمتهم، فقد قاموا برفع لافتة بديلة تحمل صورة بطيخة وكتب عليها عبارة "هذه ليست بطيخة"، وذلك للإشارة إلى تشابه ألوان البطيخة مع ألوان العلم الفلسطينى.
وتعكس هذه الأحداث ما يحدث حاليا على وسائل التواصل الاجتماعى بعد العدوان الإسرائيلى على غزة حاليا حيث يلجأ الناشطون إلى استخدام البطيخ للتلاعب بخوارزميات المنصات وللتعبير عن الصوت الفلسطينى فى مواجهة السردية الإسرائيلية التى تعتمدها وسائل الإعلام الغربية، حيث تقلل وسائل التواصل المنشورات التى تحمل صورة العلم الفلسطينى بل وفى كثير من الأحيان تغلق حسابات بعض الأشخاص دون إبد أى أسباب واضحة.
تعود رمزية البطيخ إلى التكتيكات التنظيمية الفلسطينية قبل الانتفاضة الأولى، فى الفترة التى سبقت اتفاقيات أوسلو فى عام ١٩٩٣، حيث كان رفع العلم الفلسطينى محظورا فى فلسطين، نعم فلسطين هى الدولة الوحيدة التى منعت من رفع علمها على أرضها وكانت البطيخة ترمز إلى العلم وألوانه الأربعة التى كانت ممنوعة من قبل الاحتلال الإسرائيلى.
بل وتوجد العديد من القصص التى تروى منع رفع العلم منذ احتلال عام ١٩٦٧، حيث كان رفعه يعتبر جريمة ويتعرض صاحبها للمسائلة القانونية والمحاكمة، وذلك ضمن السياسة العنصرية التى تتبعها إسرائيل إلى الآن.
مما سبق نرى حجم الرعب الذى تعيشه إسرائيل ومحاولاتها المستمرة والمستميتة لقتل القضية الفلسطينية وطمس هوية الفلسطينيين حتى لون كان السبب بطيخة.