في عالم مليء بالصوت والغضب، حيث يتصاعد صراخ العدالة والإنسانية، تبرز تظاهرات دعم فلسطين كنقطة فارقة تسطع بضوء خاص في سماء التضامن العالمي. ففي شوارع عديدة حول العالم، تجمعت أصوات الشجب والمطالبة بوقف العنف في فلسطين.
لم يكن الحضور مقتصرًا على العرب فقط، بل امتد إلى أناس من جميع الأعراق والجنسيات، ممن أعلنوا وقوفهم بجانب شعب فلسطين في وقت الضيق. كانت هذه التظاهرات رسالة قوية للعالم بأن الإنسانية لا تزال على قيد الحياة، وأن التضامن ما زال قائمًا بين البشر.
رغم ذلك هناك تناقضًا بين تلك التظاهرات الشعبية ومواقف بعض الحكومات، إلا أن حكام هذه الدولة شركاء لما يحدث للأطفال والأبرياء إن أيديهم ملوثة بدماء الأبرياء في فلسطين، هذا يعد تخاذلًا بمواجهة الكيان المحتل، بل وصل الأمر بدعمه صراحة، مما أثار تساؤلات حول مدى مسؤوليتهم في دعم العدوان والتمييز.
تبقى تلك التظاهرات تذكيرًا بأن مسألة فلسطين ليست مجرد صراع سياسي، بل هي صراع يمتد إلى قلوب البشر. إنها نداء للعدالة والإنسانية، ورغبة في إحياء أمل يعبر عنه الآلاف من أجل تحقيق السلام والعدالة في أرض فلسطين.
الولايات المتحدة
تلك المظاهرات الواسعة في باترسون بولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت رمزًا للصوت الذي لا يمكن تجاهله في مواجهة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. اندلعت هذه المظاهرة بحماس غاضب وعاطفة قوية، حيث تجمع الناس من مختلف الخلفيات للتنديد بالدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل معاناة الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين.
كانت الرسالة واضحة وصريحة، حيث ندد المتظاهرون بقرارات الكونجرس الأمريكي ودعمه لإسرائيل واستخدام حق الفيتو ضد الفلسطينيين. وكانت هناك شعارات تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن دعم إسرائيل وتحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان.
ما يميز هذه المظاهرات هو أنها جزء من حركة عالمية أكبر تستنكر العنف وتطالب بالعدالة. تجمعت الآلاف أيضًا في العاصمة واشنطن في تظاهرة ضد الدعم الأمريكي للقوات الإسرائيلية، وشهدت هذه التظاهرة مشاركة أعضاء في الكونجرس الأمريكي، مما يظهر التحرك المتزايد ضمن الولايات المتحدة لإعادة تقييم السياسات المتعلقة بالصراع.
إسبانيا
في قلب مدينة برشلونة، اندلعت موجة تظاهرات هائلة شهدتها جادة غراسيا، حيث انطلق نحو 70 ألف شخص تحت شعار "دعونا نوقف الإبادة الجماعية في فلسطين". كانت هذه التظاهرة تعبيرًا عن التضامن القوي والوقوف الجاد مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من العنف والقمع.
وبالرغم من الأعداد الضخمة للمتظاهرين، إلا أن الشرطة المحلية أشارت إلى أن العدد لم يتجاوز 19 ألفًا. رغم هذا التباين في الإحصائيات، إلا أن الصور التي نقلتها وسائل الإعلام والتقارير توضح وضوح الشمس تجمع الآلاف من الأشخاص الذين أتوا للتنديد بالعنف والاضطهاد الذي يعانيه الفلسطينيون.
أستراليا
وشارك الآلاف في مسيرة مؤيدة للشعب الفلسطيني في سيدني، أكبر مدن أستراليا، السبت الماضي، إذ حصلوا على موافقة في اللحظات الأخيرة وسط مخاوف، بعد أن هتف بعض المتظاهرين في مسيرة سابقة بشعارات مناهضة لليهود.
لندن
في قلب العاصمة البريطانية لندن، شهدنا مظاهرة تاريخية لدعم القضية الفلسطينية، حيث تجمع نحو 100 ألف شخص للتنديد بالعنف والقصف الذي تتعرض له غزة جراء الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل قبل أسبوعين.
كانت الشوارع مليئة بالمتظاهرين الذين رفعوا شعار "حرروا فلسطين"، واحتشدوا أمام "10 داوننج ستريت"، حيث يقع المقر الرسمي لرئيس الوزراء ريشي سوناك. هذه المظاهرة ليست مجرد مظاهرة، بل هي تعبير حي عن غضب الناس واستنكارهم للوضع في فلسطين.
أكدت هذه الأحداث على أن القضية الفلسطينية تتجاوز الحدود الجغرافية، وأن هناك دعمًا دوليًا قويًا للشعب الفلسطيني وحقوقه. تعكس هذه المسيرة قوة الصوت العام لمن يطالبون بالعدالة والسلام في الشرق الأوسط وبأن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذا الصراع القديم.
باريس
في قلب العاصمة الفرنسية باريس، احتشدت آلاف المواطنين في ميدان "الجمهورية"، حيث قدرت الشرطة عددهم بنحو 15 ألفًا. هؤلاء الأشخاص اجتمعوا في مظاهرة مؤثرة لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
تنظم مثل هذه المظاهرات لتعبير عن الغضب والاستنكار للأحداث الجارية في فلسطين، وهي أيضًا فرصة للناس للتوحد والتضامن مع الفلسطينيين. ورغم حجم الاحتجاجات، فقد انتهت المظاهرة دون حدوث أي اضطرابات، ولكن تم توقيف 10 أشخاص بناءً على تصريحات معادية للسامية ووضع علامات على تمثال "الجمهورية".
كندا
في مدينة تورونتو الكندية، تجمع مئات المتظاهرين الذين يؤيدون فلسطين في شوارع المدينة، حاملين الأعلام الفلسطينية ومنادين بالحرية لفلسطين. اتجهوا نحو القنصلية الإسرائيلية في تورونتو، وذلك في سياق تصاعد العمليات العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
اجتمع المتظاهرون في ميدان ناثان فيليبس أمام مبنى بلدية تورونتو، حيث قاموا برفع الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تطالب بتحرير فلسطين. وأحد اللافتات كتب عليها: "الاحتلال جريمة، والمقاومة رد".