قال المهندس وليد صالحة، باحث بالتراث الصوفي، والمريد الخلوتي، إن الحديث عن سيدي محيي الدين بن عربي حديث يطول ولا نستطيع أن نحيط بفكرة واحدة أو بجزئية واحدة من أجزاء الحديث عنه وعن تراثه وسيرته ومذهبه.
وأوضح صالحة، في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن التصوف هو الزهد الذي لا يقدر عليه أو لا يطيقه كل العوام من المؤمنين المتدينين، فهو مطلب الصفوة من المؤمنين ومطلب الساعين نحو الكمال والاتصال بالمطلق ومعرفة الحقيقة في أكمل صورها.
وأضاف أبو صالحة، أن محيي الدين بن عربي هو أحد أبرز المتصوفين المسلمين، وقد ترك تراثًا ضخمًا من الكتب والمؤلفات، يخاطب فيه الصفوة من المتصوفين الذين لديهم باع في الثقافة الدينية والتذوق الصوفي.
قال المهندس صالحة، إن محيي الدين بن عربي كان موسوعة متحركة ومدرسة كبيرة من صغر سنه، وكان أبوه من رجال العلم والصلاح فاعتنى به بتحفيظه القرآن الكريم وتعليمه العلوم الشرعية والفقهية وغيرها.
وأضاف المهندس صالحة، أن ابن عربي تصوف على كل ما قابله من المشايخ، وكان له اعتنائه الخاص بشيخه أبي مدين التلمساني الشهير بأبي مدين الغوث، وإن كان لم يجتمع به اجتماعًا ماديا ظاهريًا وإنما كان الاتصال بينهما بالروح.
وأكمل المهندس صالحة، أن مذهب ابن عربي هو مذهب خاصة الخاصة من المتصوفين، لا يستسيغ كلامه ومذاهبه غير من كان له باع كبير في الثقافة الدينية وتلقي العلوم الشرعية من قرآن وتفسير وحديث وفقه وأصول وعلوم اللغة والمنطق والفلسفة وغيرها.
وأشار المهندس صالحة، إلى أن ابن عربي كان يميل إلى المذهب الظاهري أو الدليل من خلال الأخذ من الكتاب والسنة بغير تقيد بمذهب من المذاهب الأربعة، وكان له اختياراته الفقهية الخاصة به.
وأكمل المهندس صالحة، أن ابن عربي كان يميل أيضًا إلى الفلسفة، فكان على دراية واسعة بالمذاهب الفلسفية القديمة والحديثة، وكان له مساهمات خاصة في مجال الفلسفة الصوفية.
وأكد المريد بالطريقة الخلوتية، أن محيي الدين بن عربي هو الصوفي الذي لا يخاطب العوام، وإنما يخاطب الصفوة من المتصوفين الذين لديهم باع في الثقافة الدينية والتذوق الصوفي.
ويرى المهندس صالحة أن قراءة كتب ابن عربي ليست قراءة عادية، بل إنها تجربة تلقي روحي مباشرة من صاحبه، وأنها فتحٌ كبير لمن يفهمها ويتذوقها.
وقال صالحة، أنه سمي بالشيخ الأكبر ولم يكنى بها أي من مشايخ الصوفية فهو الشيخ الأكبر بلا منازع ما أن يمس التراب إلى أن يحوله إلى ذهبًا فهو الكبريت الأحمر ما أن تمس نتاجه فتوحاته في الحقيقة المطلقة ما أن تمس ترابًا إنسانًا عاديا أو مبتدئًا إلا ويفتح الله عليه.
واختتم صالحه، حديثه بقوله إنه شيخه الروحي الذ تلقى من العهد وتربى علي يديه، الشيخ عبدالحكم المداح شيخ الطريقة الخلوتية، كان حريصًا على عدم إطلاع مريديه على كتب ابن عربي إلا إذا كان لديهم استعداد لفهمها، وكان يحدد ذلك بناءً على نظره وبصيرته في الشخص.