طفلي يرتجف كيف لأم مثلي تحميه من قذائف الاحتلال الإسرائيلي وطلقات رصاصه الغادرة؟... ماذا أقول للعالم؟ فحزني غير قابل للترجمة!... إنه لسان حال الأم الفلسطينية وهي تفكر يوميًا في مصير أطفالها.. في قطاع غزة تنظر الأم المكلومة لشهيدها وهي لاتصدق أنها تودع جزءا من روحها تتوسل رضيعها أن يعود للحياة تهمس في أذنه: "قوم أرضع يا حبيبي قوم أرضع"... وأخرى في حالة هلع تبحث عن فلذة كبدها بالمستشفى "يوسف ابني شعره كيرلي أبيضاني وحلو.. ابني كان بدو يأكل" لقد رحل يوسف وهو جائع!.
وهذا الأب المكلوم يودع ابنه الوحيد يحضنه: "ياقمر الشهداء.. قوم ياعمري".. إنها مشاهد غزة تدمي لها القلوب نشاهدها يوميا عبر شاشات التلفاز والإنترنت صرخات أطفال وكبار تمزق قلوبنا ونحن "ما باليد حيلة" ليس بمقدورنا غير الدعاء لأهالينا في غزة بالنصر والعزة والتخلص من هذا العدوان الصهيوني الذي لا يعرف الرحمة ولا يحترم أي مواثيق دولية.
"ايش صار معك يا عمو؟.. كنت نايم! ".. إنه محمد أبو لولي الطفل الفلسطيني المرتجف الذي أبكى الجميع، لم يجعله الاحتلال ينعم بنومة هنية بل جاءت قذائفه الغادرة لتهدم منزله ولكن العناية الألهية أنقذته من الموت هو وبعض الأطفال فجميعهم "مشروع شهيد" كما يقول أهالينا في قطاع غزة، اختلطت وجوههم البريئة بالدم فلم تعد ملامحهم واضحة.. الأطفال في غزة إما أشلاء وإما يرتجفون وفي حالة هلع متواصل.
لا يستطيع عقلي استيعاب أن يكون هناك إنسان على وجه الأرض يدافع عن جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، تحت أي مسمى، فالاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه يوميًا برعاية أمريكية، يقتلون أطفال بريئة ليس لها أي ذنب، تضليل مستمر تقوده وسائل الإعلام الأمريكية والغربية في تناولها للحرب الدائرة بالأراضي المحتلة، وانكشفت مزاعم الحياد لديهم حينما تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يظهر قلب الحقائق وفبركة المشاهد في غزة فظهر صوت مخرج أمريكي وهو يطلب على الهواء من المراسلة أن تظهر وهي مذعورة من صواريخ المقاومة فيقول لها: "تلفتي حولك بطريقة تبدو أنك مذعورة!، لتخرج بعد ذلك المراسلة وتعتذر عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي وتؤكد أنها تعرضت للتضليل هي والمصورين.
ناهيك عن صفحات الصحف البريطانية التي تقلب الحقائق وتفبرك القصص لصالح إسرائيل، وتتجاهل تماما دماء أطفال غزة الأبرياء، ومؤخرا قامت إحدى الصحف الشهيرة بطرد رسام كاريكاتير كبير يدعى "ستيف بيل" لنشره رسما كاريكاتوريًا معاديًا للكيان الصهيوني وهي التي تدعي حرية الرأي والتعبير!.
وبهذه الطريقة تواصل وسائل الإعلام الغربية انحيازها الأعمى لصالح إسرائيل فلا يظهر على قنواتها أو صفحات جرائدها ومواقعها الإلكترونية سوى قصص قتلى إسرائيل يوم 7 أكتوبر، متجاهلة تماما المذابح اليومية للأطفال في قطاع غزة.
وأبسط الردود على هؤلاء المخادعين القتلة هو العمل المتواصل على نصرة إخواننا في غزة، بنشر حقائق جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستخدام المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي لدينا لنصرة أهالي غزة المستضعفين وفضح الإعلام الغربي المضلل، ليعلموا أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية الأهم التي يجتمع عليها العرب والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ولا ننسى أيضا بيوتنا وتوعية أطفالنا بدعم القضية وهي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، واللهم نستودعك غزة وأرضها وسماءها ورجالها ونساءها وأطفالها.