قالت وكالة أنباء "اسوشيتد برس" الأمريكية إنه بعد مرور 40 عاما على الهجوم الانتحارى الذي أودى بحياة 241 عنصرا من قوات المارينز الأمريكية في ثكنتهم بمطار بيروت الدولي في 23 أكتوبر 1983، عادت القوات الأمريكية من جديد إلى منطقة الشرق الأوسط الساخنة على إثر الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن سياسيين أمريكيين تحذيرهم لإدارة بايدن من أن القوات الامريكية قد تجد من جديد نفسها منزلقة إلى هاوية صراع متفجر في منطقة الشرق الأوسط في إشارة إلى إرسال البنتاجون 2000 من عناصر قوات " دلتا " دعما لاسرائيل حال قيامها بعملية برية لاجتياح غزة.
وقالت الوكالة إن العملية الانتحارية التي استهدفت قوات المارينز الأمريكية في مطار بيروت الدولي قبل 40 عاما كانت هي الضربة الأشد إيلاما للمارينز الأمريكي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى اتهام واشنطن آنذاك لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران بالوقوف وراء الهجوم على القوة الأمريكية.
وأضافت أن جنود المارينز الذين عادوا في صناديق الموتى عام 1983 كانوا يعملون ضمن قوة دولية متعددة الجنسيات تم نشرها في بيروت إبان الاجتياج الإسرائيلى للبنان عام 1982 للإشراف على انسحاب الفدائيين الفلسطينية من بيروت، وأن هذا الهجوم الذي تعرضت له قوة المارينز كان هو الذي عجل بانسحاب القوات الأمريكية من لبنان.
وأشارت إلى أن حاملات الطائرات العملاقة والقطع البحرية المصاحبة لها التي أرسلتها واشنطن إلى شرق المتوسط هي رسالة تحذير أمريكية للإيرانيين وحلفائهم الإقليميين "ألا يستفردوا بإسرائيل" بذات القدر الذي تشي به مبادرة واشنطن بإرسال قوات دلتا "عالية الاحترافية" لدعم إسرائيل في مواجهة أعدائها في المنطقة.
وقالت "أسوشيتد برس" إن الحرب الدائرة الآن في غزة مرشحة للتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا واتساعا، وإن القصفات النيرانية المتبادلة يوميا بين إسرائيل وقوات حزب الله اللبناني الموالى لإيران قد لا تكون وحدها عاملا مساعدا على اتساع دائرة الحرب في غزة إقليميا، فإلى جانب عمليات التسخين والتحرش النيراني على جبهة جنوب لينان وشمال اسرائيل توجد نقاط ساخنة أخرى قابلة للانفجار ونشوب حرب إقليمية بسببها.
وبحسب الوكالة: يوجد 2500 من القوات الأمريكية في العراق و900 من القوات الأمريكية في شرقي سوريا تعمل لمحاربة إرهاب (داعش)، وفي الدولتين توجد تشكيلات مسلحة موالية لإيران وتأتمر بأمرها تحرشت نيرانيا بالقوات الأمريكية على مدار الأيام القليلة الماضية، وكذلك تعالت صيحات القيادات الموالية لإيران وتقود تشكيلات مسلحة في كل من سوريا والعراق ولبنان بالتهديد بتكرار ما حصل قبل 40 عاما لقوات المارينز الأمريكية في لبنان.
وقالت إن عمليات التسخين النيراني ضد القوات الأمريكية قد بدأ بالفعل منذ يوم /الأربعاء/ الماضي باستهداف منفذ بطائرات مسيرة لثكنات وقواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا، ويوم /الخميس/ الماضي اعترضت بارجة أمريكية هجمة بالصواريخ والطائرات المسيرة أطلقتها جماعة الحوثي الموالية لإيران في اليمن وكانت تستهدف إصابة أهداف في داخل إسرائيل.
واختتمت "أسوشيتد برس" تقريرها بتأكيد أن وزيري الخارجية والدفاع الامريكيان قد صرحا يوم الأحد الماضي بأن تقديرات الموقف الأمريكية تتوقع اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال انخراط حلفاء إيران ووكلائها فى المنطقة، وأكدا أن هذا التوقع استعدت له واشنطن جيدا برد قوى عليه حال تحققه، وتم استهداف إمريكيين أو عسكريين أمريكيين فيه، وقالت الوكالة "واشنطن لا تريد تحقق هذا التوقع ولا ترغب في التصعيد أو رؤية جنودها تحت ألسنة النيران.. أما إذا حدث ذلك.. فإن واشنطن على اتم استعداد له".