لم يكن القطاع الطبي والصحي في غزة؛ بعيدًا عن الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 18 يومًا على التوالي؛ ليُفاقم من الأزمة الإنسانية والصحية لقطاع مُهترئ منذ سنوات إثر حصار مُشدد لم يُرفع عن أكثر من 2 مليون مواطن؛ فمن لم يمُت بالقصف مات بالمرض في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية؛ حتى وصلت الأزمة لقصف المستشفيات والمراكز الصحية عقب اندلاع طوفان الأقصى.
وفي خضم الأزمة الإنسانية والصحية التي يعيشها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، أكد حاتم أبوالقرايا مُدير عام جمعية عبدالشافي الصحية والمجتمعية بغزة في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»: خروج جهاز الرنين المغناطيسي عن الخدمة إثر إنقطاع الكهرباء والوقود لـ أكثر من 18 يومًا على التوالي.
وأضاف «أبوالقرايا»، أن جهاز الرنين المغناطيسي في الجمعية تلف بشكل نهائي وتوقف عن تقديم الخدمة للمرضى والمُصايب جراء العدوان الإسرائيلي؛ مُشيرًا إلى أن الجهاز التالف هو الوحيد فقط في الجمعية الصحية.
وأوضح لـ «البوابة نيوز» أن جهاز الرنين المغناطيسي التالف نهائيًا؛ هو ضمن4 أجهزة رنين مغناطيسي في القطاع؛ لافتًا إلى أنه لا يُوجد الآن في قطاع غزة بأكمله سوى جهاز واحد فقط للرنين المغناطيسي يُحاول تقديم الخدمة لآلاف المرضى ومُصابي قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تلف 3 أجهزة وخروجهم عن العمل.
اقرأ أيضًا:
الهلال الأحمر الفلسطيني لـ «البوابة نيوز»: غزة تشهد كارثة إنسانية حقيقية وانهيار كامل للقطاع الصحي
وقال «أبوالقرايا» إن الجمعية الصحية في غزة دقت ناقوس الخطر وجهت إغاثات عاجلة مُنذ أيام بشأن استمرار عمل جهاز الرنين المغناطيسي وإنقاذه من التلف وتوقفه عن العمل نهائيًا بسبب انعدام الوقود والكهرباء؛ ولكن لم يتم الإستجابة وتوفير الوقود أو الكهرباء في ظل الحصار والعُزلة المفروضة على القطاع من جيش الاحتلال ردًا على عملية طوفان الأقصى.
وعن أعداد المرضى الذي كانت تستقبلها جمعية عبدالشافي الصحية والمجتمعية بغزة - الهلال الأحمر لقطاع غزة سابقًا – قال «أبوالقرايا»: قبل إندلاع الحرب الغاشمة على غزة كُنا نستقبل أكثر من 50 حالة يوميًا؛ ولكن بعد الحرب تضاعف العدد ولكن انقطاع الكهرباء بشكل شبه مستمر على مدار الـ 24 ساعة جراء الحصار كان يمنع تقديم خدمات إجراء أشعة الرنين المغناطيسي للمرضى ومصابي القصف.
اقرأ أيضًا:
وفرض جيش الاحتلال من 2007 حصارًا على المعابر والحدود على قطاع غزة؛ وهو الأمر الذي فاقم من الأزمات الصحية والإنسانية في قطاع غزة على مدار أكثر من عقد من الزمن ما انعكس بشكل أساسي على الأدوية والمستلزمات الصحية والإغاثية والأجهزة الطبية كان من بينها أجهزة التصوير المقطعية والرنين المغناطيسي والمسح الذري.
وفي يناير الماضي؛ حذرت وزارة الصحة في غزة من تعنت وعرقلة الاحتلال بشأن دخول الأجهزة الطبية لقطاع غزة ما يزيد معاناة المرضى؛ إن يرفض الاحتلال إدخال أجهزة القسطرة لإنقاذ مرضى الجلطات من الموت والشلل؛ ويرفض إدخال 4 أجهزة أشعة سينية المتحركة لحالات العظام والكسور داخل غرف العمليات؛ بالإضافة إلى رفض إدخال قطع غيار الأجهزة الطبية والتشخصية المتعطلة والمتراكمة في مستشفيات قطاع غزة؛ وذلك بحجة الفحص الأمني.
ومنذ 18 يومًا، يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة على الإطلاق جراء القصف الإسرائيلي ليل نهار مما أوى بحياة الآلاف والمصابين والجرحى. فحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ظهر اليوم الثلاثاء، بلغ إجمالي مجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد العائلات 644 مجزرة أودت بحياة 4292 شهيدًا ولا يزال أكبر عدد منهم تحت الأنقاض.
وأضاف البيان أن إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 5,791 شهيداً بينهم 2,360 طفلاً و 1,292 سيدة و 295 مسناً بالإضافة إلى 16,297 مواطناً بإصابات مُختلفة بنسبة70% من الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن. وتلقت وزارة الصحة أكثر من 1,550 بلاغا عن أشخاص مفقودين لا يزالون تحت الأنقاض بينهم 870 طفلا.
وحول انتهاكات إسرائيل ضد النظام الصحي، أوضح البيان أن 65 فردًا استشهدوا من الطواقم الطبية كما تم تدمير 25 سيارة إسعاف وإخراجهم من الخدمة؛ بالإضافة إلى خروج 12 مستشفى و32 مركز صحيا عن الخدمة.