اختتم اليوم بالقاهرة اجتماع الخبراء للدول العربية حول " وضع النظم التشريعية والمواصفات القياسية الموحدة الخاصة بمعالجة الأغذية بالإشعاع" والذي نظمته الهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية.
وتناولت المناقشات بين الخبراء تحت إشراف الدكتور يحيى الشخاترة ممثل الهيئة العربية للطاقة الذرية، والمنسق المحلي للاجتماع الدكتور علي حماد نائب رئيس الهيئة الاسبق والتي أستمرت على مدار ثلاثة أيام.
صرح الدكتور علي حماد أستاذ علوم وميكروبيولوجيا الأغذية ونائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق والمنسق الوطني للاجتماع في عرضه عن موقف تشعيع الأغذية في مصر، أن مصر من أوائل الدول العربية التي بدأت البحث العلمي الخاص بتشعيع الأغذية منذ إنشاء المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع عام 1974 وفي سبيل ذلك تم إنشاء وتجهيز العديد من المعامل البحثية المتخصصة في جميع المجالات ذات الصلة بتقنية تشعيع الأغذية.
وأضاف بأن مصر قد أصدرت المواصفات القياسية المصرية في عام 1997 لتختص بمعالجة التوابل والأعشاب الطبية والبصل والثوم المجفف، ثم صدر لاحقًا في عام 2011 المواصفات القياسية المصرية الخاصة بتشعيع الأغذية وهي تشمل جزئين الأول خاص بالمواصفة العامة للأغذية المعالجة بالإشعاع، والثاني يختص بقواعد الممارسات الدولية الموصى بها بشأن المعالجة الإشعاعية للأغذية. ويجدر الإشارة بأن المواصفات القياسية المصرية تتماشى مع لجنة دستور الغذاء العالمية (CODEX) .
كما تم خلال الاجتماعات عرض المواصفة الخاصة بتشعيع الأغذية والمصدرة من مجلس التعاون الخليجي عن طريق الدكتور احمد سعيد عيد من دولة البحرين، كما تم مناقشة اللائحة المعدة سابقاً بالهيئة العربية للطاقة الذرية في عام ٢٠٠٠ وكذلك عرض الموقف من خبراء الدول العربية المشاركة بالاجتماع والتي تشمل الأردن، موريتانيا، سوريا، العراق، البحرين، تونس، اليمن بالإضافة إلى مصر.
وصرح الدكتور يحيي الشخاترة ممثل الهيئة العربية للطاقة الذرية والمنسق العلمي للاجتماع بأن هذا الاجتماع قد ناقش الموقف الوطني للدول المشاركة وقد خلص إلى وجود أهمية كبرى لتوحيد مواصفة خاصة بتشعيع الأغذية للدول وقد تم خلال الاجتماعات عرض ومراجعة اللائحة والمواصفة المعدة من الهيئة العربية للطاقة الذرية وتم التوافق عليها من الخبراء تمهيدا لاصدارها من الهيئة العربية للطاقة الذرية.
ويجدر الإشارة بأن هناك عدة فئات من الأطعمة يمكن أن يتم حفظها بواسطة الإشعاع مثل: الفواكه، الخضروات، الحبوب، والأعشاب العطرية، والتوابل، والتوابل النباتية، والأسماك، والمحار، والدواجن، وغيرها. وتؤكد جميع المنظمات العالمية مثل:الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منظمة الغذاء العالمي، منظمة الأغذية والزراعة وكذلك المنظمات الإقليمية مثل هيئة سلامة الغذاء الأوروبية، هيئة الأغذية والعقاقير الطبية الأمريكية، العديد من الهيئات المعنية بسلامة الغذاء على أن الغذاء المعالج بالإشعاع صحي وسليم وآمن للاستهلاك الآدمي.
وذكر الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة في ختام الاجتماع بأنه يشكر الهيئة العربية للطاقة الذرية على دعمها ودورها لتوحيد النظم التشريعية والمواصفات القياسية الموحدة الخاصة بمعالجة الأغذية بالإشعاع في الدول العربية، وأن مصر تضع إمكاناتها وخبراتها في هذا المجال لدعم هذا المجهود حتى صدور مواصفة موحدة للدول العربية لمعالجة الأغذية بالإشعاع.
وأوضح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن أحد أهم التحديات الهامة لإنتشار معالجة وحفظ الأغذية بالإشعاع بالبلاد العربية هو قلة الوعي المجتمعي وقصور المعلومات و تخوف الجمهور والمستهلكين من استهلاك الأغذية المُعالَجة بالإشعاع، لذا فأن هناك دورا مهما للأعلام لعرض أهمية هذه التقنية وعرض فوائدها ومميزاتها مع أهمية توضيح أن استخدام الإشعاع في حفظ الأغذية يحمي المستهلك من الإصابة بالأمراض التي تنتقل إليه من جراء استهلاك أغذية ملوثة بميكروبات ممرضة وبالتالي تكون غير صحية وهذا الأمر يساعد أيضاً على الحد من الأمراض وحالات التسمم الغذائي التي تتزايد بشكل مطرد نتيجة الأغذية الملوثة أو غير الصحية بالفئات العمرية المختلفة بالدول العربية، كما أن الأغذية التي تم حفظها بالإشعاع ليس لها أية مضار صحية على الجمهور.