قال الدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه بعد التعامل مع كثير من حالات الخلاف الأسرى والتي يقوم بها عن طريق وحدة لم الشمل رأى المركز أنه لا بد من القيام بوقاية للأسرة ومن ثم المجتمع وذلك قبل أن أن يحدث الخلاف، ولا ينتظر حدوثه ثم يتدخل لحله، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في 2018م.
وأضاف «الحديدي» في حواره لـ«البوابة نيوز»: أن المركزانطلق للعمل الميداني في كافة ربوع مصر شمالًا وجنوبًا شرقا وغربا، تحت شعار: (أسرة مستقرة = مجتمع آمن) ووضع رؤية محددة لينطلق منها وهى: تقوية الأسرة المصرية وزيادة تماسكها وترابطها من خلال جهود توعوية ودعوية تحدد المشكلات وتواجهها من خلال ترسيخ مفاهيم الدين الصحيحة.
ولفت مدير عام المركز، إلى أنه في إطار خطة تصحيح المفاهيم واستعادة منظومة القيم والأخلاق، وفق رؤية الدولة وتوجهها لهذا الأمر وسع البرنامج نطاق عمله طبقا لما تم رصده من خلال العمل الميداني ليقوم بمعالجة بعض القضايا المهمة التي تستدعي بذل المزيد من الجهد في معالجتها، وأشار إلى أن هذه المعالجات لن تكون كاملة إلا إذا تضافرت الجهود من كافة مؤسسات الدولة لا سيما المؤسسات المعنية بهذا الشأن، وأنه مد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يده للتعاون مع كافة مؤسسات الدولة في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع ومقدراته.
وأسفر هذا التعاون البناء بين المركز ومؤسسات الدولة عن عقد عدد من اللقاءات الجماهيرية الكبرى في جميع محافظات الجمهورية، وعقدت على هامش هذه اللقاءات عدة ندوات وورش في المدارس والجامعات ودور الرعاية ومعسكرات الأمن ومراكز الشباب ومجالس المرآة، ويستمر البرنامج في القيام بعمله في ربوع محافظات الجمهورية وفق الجدول والخطط الزمنية المُعدّة لذلك.
وتابع، أنه يستهدف البرنامج كافة الفئات العمرية في مراحل التعليم المختلفة والتي تحتاج للتأهيل والوعي لمواجهة أي أفكار أو مناهج دخيلة، فعلى صعيد التعليم الجامعي تم تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات كان منها علي سبيل المثال:
جامعة المنيا ــ جامعة المنصورة ــ جامعة الدلتا ــ جامعة قناة السويس ـــ جامعة أسوان ـــ جامعة النهضة ــ جامعة بني سويف....وغيرها الكثير، وكانت هذه اللقاءات بدعوة من الجامعات، وشارك فيها رؤساؤها ونوابهم وعمداء كلياتها.
أما على صعيد التعليم ما قبل الجامعي أطلق البرنامج عددًا من المحاور في المدارس والمعاهد كان أهمها: التعريف بالأسرة المصرية، وأهمية الترابط الأسري وأثره على الفرد والمجتمع، ومهارات التواصل الأسري وآليات صناعته وغير ذلك من المحاور التي تشغل أذهان أبنائنا الطلاب.
وأكد، أنه بلغ عدد المستفيدين من البرنامج 6,500,000، (6 ملايين و500 ألف مستفيد تقريبا) بصورة مباشرة من خلال هذه اللقاءات والندوات وورش العمل، جدير بالذكر أن المركز ممثلا للأزهر الشريف قد وقع العديد من البروتوكولات في الفترة الماضية مع وزارة الشباب والرياضة، والمجلس القومي للمرأة، ووزارة الهجرة، وجامعة كفر الشيخ، إضافة، لجهوده مع المؤسسات الأخرى، وذلك استمرارًا منه في تكثيف الجهود وتغطية استفادة أوسع وأشمل لأكبر قدر مستطاع من الجمهور، وهذا لا يتحقق إلا بالسعي الجاد، والعمل الدؤوب بسواعد وعقول علماء يواصلون الليل بالنهار من أجل الحفاظ على الأسرة المصرية، ولم شمل أبنائها، ونشر الوعي، وتصحيح المفاهيم، وتفعيلًا لخطة الدولة في التنمية المستدامة 2030م.