سلامة معروف رئيس مكتب الإعلام الحكومي بـ غزة في حواره مع «البوابة نيوز»
الأطباء في غزة أصبحوا بين «الشهيد والشريد»
الصحة تشهد انهيارًا فعليًا وغير قادرة على تقديم العناية
الأوضاع المأساوية في غزة تُنذر بنكبة إنسانية كبرى
الآلاف تحت الأنقاض ورجال الدفاع المدني عاجزون عن استخراجهم
الوقود شارف على النفاد فعليًا.. وغزة ستشهد شللًا تامًا
70 % من سكان قطاع غزة نزحوا قسريًا عن منازلهم.. ووزعوا على 220 مركز إيواء
الـ 20 شاحنة إغاثة الأولى لا يكفو يومًا واحدًا في قطاع غزة
الممر الآمن ضرورة قصوى لإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات
الأونروا تنصلت وتجردت من واجبها الإنساني وأوقفت خدماتها
الأونروا تركت 70% من سكان غزة النازحين يُواجهون المجهول
لليوم السابع عشر على التوالي، يُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب قطاع غزة بالطائرات والبراميل المُتفجرة مُخلفًا الآلاف من الجرحى والشهداء رافضًا الدعوت العربية والإقليمية لهُدنة إنسانية تسمح بإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين الذين باتوا بين شهيد وجريح ونازحٍ؛ بعد أن أمطرت غارات الاحتلال البنايات السكنية بالمُتفجرات حتى تحولت المساكن لقُبور دفنت قاطنيها؛ بل وصل الأمر لقصف المُستشفيات المُكتظة بالمرضى ليُزيد الاحتلال من الكارثة الإنسانية والصحية التي يعيشها القطاع في ظل منظومة صحية مُهترئة من قبل؛ وقد لا تقوى على تلبية احتياجات العاجلة والمُلحة في الوقت الراهن للآلاف من مُصابي القصف الذين ترتفعُ أعدادهم بالمئات بين ساعة وأخرى.. حول الحرب والدمار في غزة تحدثت «البوابة نيوز» مع سلامة معروف رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي أكد على تعرض القطاع كله لمجازر وإبادة جماعية مُتواصلة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وقال «معروف» إن الاحتلال الإسرائيلي نفذ إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني مُرتكبًا أكثر من 597 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال بقصف منازلهم فوق رؤوسهم وما يزيد عن 15 ألف جريح منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف أن أكثر من 181 ألف وحدة سكنية تضررت منذ بداية العدوان إلى جانب 20 ألف وحدة سكنية هُدمت كُليا وباتت غير صالحة للسكن؛ مُؤكدًا أن 50% من الوحدات السكنية بقطاع غزة تضررت جراء القصف إما بالهدم الكامل أو بأضرار جزئية مُتفاوتة؛ وأكثر من 72 مقرًا حكوميًا وعشرات المرافق العامة والخدماتية دمرها الاحتلال.
اقرأ أيضًا: الهلال الأحمر الفلسطيني يكشف لـ البوابة نيوز خريطة توزيع 20 شاحنة مساعدات فى غزة
وجنبًا إلى جنب مع هذه الجريمة؛ تستمر جريمة العقاب الجماعي بحق شعبنا من خلال إطلاق الحصار ومنع إدخال أي شكل من أشكال الاحتياجات الأساسية لأهل قطاع غزة ما يُنذر لتأزم الأمور إلى نكبة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ مُشيرًا إلى أن غزة تعيش في كارثة إنسانية عليها العديد من الشواهد سواء في المنظومة الصحية وما يتعلق باحتياجات الناس من المواد الغذائية والسلع التموينية ونفاذ الوقود وشح الأدوية والمستهلكات الطبية.
وعن الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض خلال الـ17 يومًا؛ أوضح «معروف» أن وزارة الصحة في غزة تلقت أكثر من 1500 بلاغ للمفقودين تحت الأنقاض جراء هذا الكم الكبير من الاستهدافات المتواصلة من قبل طائرات الاحتلال؛ مؤكدًا على صعوبة وصول طواقم الإنقاذ والدفاع المدني للشهداء تحت الأنقاض أو الجرحى؛ لإنعدام المُعدات والأجهزة اللازمة للتعامل هذه النوعية من الإنقاذ. فهناك دعوات كثيرة من رجال الإنقاذ بضرورة السماح لإدخال طواقم ذات خبرة ودِرايه بمثل هذه الكوارث لمُساعدتهم وتوفير المُعدات اللازمة لكشف المفقودين تحت الأنقاض وإمكانية التعامل وإنقاذهم قبل أن يُصبحوا جميعًا في تعداد الشهداء.
الـ 20 شاحنة إغاثة الأولى لا يكفو يومًا واحدًا في قطاع غزة
وعن وصول أول 20 شاحنة إغاثة إلى غزة، يؤكد المسئول الفلسطيني لـ «البوابة» أن الـ 20 شاحنة لاتُعدوا في الوضع الطبيعي قطرة في بحر احتياجات قطاع غزة؛ مُشيرًا إلى أن قطاع غزة خلال حتى سنوات الحصار كان يستقبل في اليوم الواحد نحو 50 شاحنة؛ وبعد 15 يومًا من الحصار وقطع الإمدادات لاكهرباء لا ماء لاوقود لا أدوية لا مسالكات طبية دخل إلى غزة 20 شاحنة إغاثية فقط إلى غزة.
وأضاف أن هذه الشاحنات الـ 20 لو وزعت على مركزٍ واحد من مراكز الإيواء الذي يتواجد به النازحون لم ولن تُلبي احتياجاتهم؛ مُؤكدًا أن المساعدات التي وصلت لغزة أقل بكثير من الحاجات المُلحة لقطاع غزة ولو حتى ليوم واحد؛ خاصة بعد نزوح 70% من سكان غزة قسريًا وتوزيعهم على 220 مركز إيواء.
الممر الآمن ضرورة قصوى لإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات
وأوضح «معروف» أن حل مُعضلة وكارثة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة يتمثل في فتح معبر رفح بشكل دائم؛ بالإضافة إلى تدشين ممر آمن يسمح بإدخال كل المُستلزمات الأساسية والضرورية لأهالي غزة؛ وفي مقدمتها الوقود كأولوية باعتباره عصب الحياة ومُشغل أساسي لكل القطاعات المُختلفة فدونه لا تعمل سيارات الإسعاف ولا آلات الدفاع المدني ولا مُولدات المستشفيات ولاحتى البلديات في ترحيل النفايات وإمداد المواطنين بالمياه.
وأكد على أن دخول الوقود إلى قطاع غزة أولوية قصوى ولكن للأسف لم تكن ضمن القافلة الإغاثية الـ 20 شاحنة، مشيرًا إلى أهمية تدشين ممر آمن لانسيابية إدخال الإغاثات بشكل دائم وضخ كل الاحتياجات التي تُحددها القطاعات المختلفة في غزة. قائلًا: «غززة لا تحتاج إلى مساعدات فقط.. نحن بحتاج لمُساعدات تُلبي الحاجات الأساسية والضرورية للسكان» إضافة إلى ممر آمن يضمن إجلاء الجرحى والمُصابين لتلقي العناية الطبية اللازمة.
الصحة تشهد انهيارًا فعليًا.. والأطقم الطبية بين «الشهيد والشريد»
وحول القطاع الطبي والصحي في غزة، قال المسئول الحكومي في غزة: القطاع الصحي كان يُعاني في الأساس قبل حرب الـ 7 من أكتوبر، وكان يمُر بمرحلة من الانهيار الفعلي في ظل عدم توفر أكثر 43% من الأدوية والمستهلكات الطبية؛ ولكن بعد العدوان الإسرائيلي بدأت تداعيات هذا الانهيار تزداد سوءًا من خلال الاعتماد على المُولدات التي تعمل على الوقود الذي شارف على النفاد فعليًا؛ بالإضافة إلى التعامل مع عدد كبير بالآلاف من الجرحى والمُصابين في وقت واحد وباتت المنظومة الصحية غير قادرة نهائيًا على تقديم العناية الطبية اللازمة للمرضى والمصابين في ظل استنزاف المُستهلكات الطبية والأدوية.
وأوضح أن الأطقم الطبية في غزة أصبحوا بين «الشهيد والشريد»؛ بعد استشهاد وإصابة العشرات من الكوادر الطبية؛ بالإضافة إلى تهجير ونزوح المئات منهم؛ إلى جانب إصابتهم بحالة إعياء وإرهاق شديدة جراء الضغط النفسي والبدني وعملهم المستمر ليل نهار منذ السابع من أكتوبر لتلبية الخدمة الطبية اللازمة للجرحى؛ ولكن الاحتلال زاد من الضغوط على المنظومة الصحية بالتهديد بقصف المستشفيات والمُطالبة بإخلائها؛ بل وصلت مجازر الاحتلال باستهداف كنيسة الروم الآرثوذكس ومستشفى المعمداني والتهدد بقصف مستشفى القدس.
الأونروا تنصلت وتجردت من واجبها الإنساني وأوقفت خدماتها
وحول إعلان الأونروا تعليق خدماتها التعليمية والصحية في قطاع غزة، قال «معروف» في حديثه لـ «البوابة»: منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة وكان موقف الأونروا دون المستوى ودون التعامل مع حجم الأزمة الكبيرة التي يشهدها القطاع؛ لافتًا إلى أن المؤسسة الأممية تنصلت من مسئولياتها وسحبت خدماتها من مناطق غزة والشمال؛ في تنصل واضح من واجبها الإنساني ودورها الُمفترض التي أنشأت في الأساس من أجل رعاية مصالح اللاجئين الذين يمثلون أكثر من 70% من سكان غزة إلى جانب رعاية النازحين ممن لجأوا لمراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين؛ للأسف الأونروا تركت هؤلاء جميعًا يواجهون المجهول.
وأضاف أن تنصل الأونروا من مسئوليتها لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل سحبت كل طواقم عملها وتركت مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء دون تقديم أي حماية أو رعاية لهم ولم تقُم بواجبها في مناطق جنوب وشمال غزة تجاه النازحين المتواجدين في هذه المراكز.
ولفت إلى أن الأونروا امتثلت لتهديدات الاحتلال وباتت توجه نداءات للمواطنين الموجودين في بعض مراكز الإيواء بإخلائها؛ وهو الأمر الذي لايُمكن فهمه إلا في سياق تماهي الوكالة مع الحرب النفسية التي يشُنها الاحتلال على أبناء شعب الفلسطيني مُستهدفًا التهجير القصري من مناطق شمال غزة ومدينة غزة وصولًا إلى التهجير جنوبًا ومن ثم إكمال المُخطط وتهجير الشعب بأكمله من قطاع غزة وإخلاؤه لإسرائيل؛ بعد إجبار 70% من سكان غزة على النزوح قسريًا عن منازلهم.
ونشر مكتب الإعلام الحكومي في غزة مساء الإثنين، آخر تحديث حجم الدمار الذي شهدته غزة خلال الـ 17 يومًا منذ طوفان الأقصى:
- 5087 شهيدًا منهم 2055 طفلًا و1119 سيدة وفتاة و217 مسنا وإصابة 15273 مواطنا
- 1652 شهيدا جنوب قطاع غزة
- مليون و400 ألف مواطن نازح بنسبة تصل إلى 70% من سكان القطاع
- 597 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية وارتقاء 3813 شهيدًا غالبهم من النساء والأطفال
- 1500 بلاغًا عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 830 طفلًا
- أكثر من181 ألف وحدة سكنية تضررت بفعل العدوان
- أكثر من 20 ألف وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكل كامل
- 72 مقرا حكوميا وعشرات المرافق العامة دمرها الاحتلال
- 177 مدرسة تضررت وخروج 32 مدرسة أخرى عن الخدمة
- تضرر 32 مسجدا كليا و3 كنائس بشكل بليغ
- الانتهاكات الإسرائيلية ضد نظام الرعاية الصحية أدت إلى
- استشهاد 57 من الطواقم الطبية
- تدمير 25 سيارة إسعاف وخروجهم عن الخدمة
- خروج 44 مستشفى ومركز صحي عن الخدمة بسبب الاستهداف ونقص الوقود