تُساهم الرياضة في تقوية شخصية الأطفال وتطوير مهاراتهم، فيرتاد الآباء والأمهات مع أطفالهم إلى النوادي الرياضية للاشتراك لهم فى الألعاب من أجل رفع معنوياتهم واستمرار نجاحهم فى دراستهم.
ولكن في «نادي قارون الرياضي» بالفيوم الذي يرأسه «محمود عبد التواب»، قاموا بتحطيم الأطفال نفسيًا وأعطوا لهم دروسًا قاسية في لعبة التايكوندو، وهذا ما حدث في المنحة المقدمة من المركز الثقافي الكوري.
القصة تعود عندما أعلن النادي عبر صفحته بالفيس بوك عن دورة تدريبية في لعبة التايكوندو، بالمشاركة مع «المركز الثقافي الكوري» ، خلال الفترة من 3 سبتمبر الماضي حتى 24 أكتوبر الجاري.
وبمجرد الانتهاء من هذه المنحة يتم صرف زي التايكوندو للمشاركين وتكريمهم من الجانب الكوري، وعلى هذا الأساس التزم الأطفال بالحضور والمواعيد والمشاركة في فترة التدريبات.
ودورة فصول التايكوندو يتم تنظيمها بالمحافظات، ويحصل المشاركين على شهادات تقدير وهدايا تذكارية، وفي الغالب العدد 160، ويتم تكريم المدربين الذين أشرفوا على فصول التايكوندو.
ويجرى تنظيم هذه الدورات في إطار برنامج تنشيط ودعم رياضة التايكوندو وصقل مهارات اللاعبين، الذي ينفذه المركز الثقافي الكوري بالتعاون مع «الاتحاد المصري للتايكوندو».
وما حدث في فصول التايكوندو بنادي قارون بالفيوم، بدأ يوم الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر، حيث فوجئ المشتركون في التايكوندو بـ كابتن «مصطفى» المدرب يطالبهم بضرورة دفع اشتراك إجباري نظير الحصول علي ملابس التايكوندو، رغم أنها منحة من المركز الثقافي التابع للسفارة الكورية.
وتم عمل شكوى في نفس اليوم وتسليمها لمكتب رئيس النادي، ثم تسليم شكوى أخرى بتاريخ 12 أكتوبر لرئيس النادي أيضًا، وبسبب عدم حل المشكلة في وقتها انهالت الشكاوى من المتضررين علي المركز الثقافي الكوري.
وطلب المسئولون بالمركز الثقافي الكوري إرسال صور وفيديوهات من ملعب التايكوندو تثبت وجود الأطفال وحضورهم التدريب، وتواصل أحد المتضررين مع المركز، وكانت المفاجأة أن كشوف الأسماء الذي أرسله النادي للمركز الثقافي مغايرة تمامًا للواقع، حيث تم إرسال أسماء فريق تايكوندو الخاص بالنادي وليس المشتركين بالمنحة.
والتزم الأهالي الصمت خوفًا علي أبنائهم من التأثير النفسي، لأن الأطفال كانوا ينتظرون لحظات تكريمهم والحصول علي شهادات من الجانب الكوري، والتقاط الصور التذكارية معهم والتي لا ينسوها طوال حياتهم، بجانب حصولهم على زي التايكوندو.
وحاول الأهالي المتضررين كشف حقيقة الموضوع، وسألوا موظف بالنشاط الرياضي عن ملابس التايكوندو، وأخبرهم أن عدد الملابس 160 فقط، وتم توزيعها على "الحبايب واللاعبين القدماء، رغم أن الأطفال المشتركين والملتزمين بحضور الدورة حوالي 30 طفلًا.
وبسبب كثرة سؤال الأهالي عن الزي أصبح العاملون بالنشاط الرياضي يرددون أن هناك دفعة جديدة قادمة من المركز الثقافي قبل انتهاء الدورة، ولم يكتفي النشاط الرياضي بذلك وتناسوا أن الضحايا يمثلون المستقبل.
وقاموا بمنع الأطفال المتدربين من حضور العرض المقام بتاريخ الجمعة 13 أكتوبر، وتبين تمامًا للأباء والأمهات عدم مصداقية الدورة الخاصة بالنشاط الرياضي للعبة التايكوندو، وذلك أثر سلبيًا ومعنويًا علي كل الأطفال.
وأصبح لدى الأطفال رغبة في عدم استكمال اللعبة، هذا رغم حبهم للعبة بداية فترة المنحة وكانوا ينتظرون لقاء الكوريين والتصوير معهم، وبعض الأطفال كان لديهم نية الاشتراك لاحقًا في التايكوندو بعد انتهاء المنحة.
وفي يوم 17 أكتوبر حضر إلى النادي وافدة كورية، وحاول الأهالي التواصل معها، في محاولة لتصوير أطفالهم مع الكورية، وكان بينهما أطباء ومهندسين يتحدثون لغات، لكن العاملون بالنشاط الرياضي خشيوا من فضح الموضوع.
وقاموا بمنع الأعضاء المتضررين بالقوة، وبطريقة غير لائقة كلها شد وجذب أمام الأطفال، وهي صدمة جديدة لضحايا براعم التايكوندو، وحاول المغرضون تصدير صورة أن الأهالي الأعضاء تروع الوافدة الكورية في محاولة لتخويفهم.
ورفض الأهالي ما يقوم به العاملون بالنشاط الرياضي، وتعالت الأصوات وقبل أن تشتعل الأمور، اتصل أحد المتضررين ويعمل باحدي وسائل الاعلام هاتفيًا علي«أحمد الأفندي» مدير النشاط الرياضي وطالبه بحل الموضوع سريعًا قبل أن تحدث كارثة وحمله المسئولية.
وأرسل لـ «الأفندي» رسالة حذره فيها من حدوث أي تجاوز في حق الأعضاء سوف يتم نقله في بث مباشر بالقنوات الفضائية.
وعلى الفور جلس المسؤولون مع الأهالي المتضررين من النشاط الرياضي، وحاولوا تهدئة الأمور ووعدوهم بحل المشكلة، وقيل أن السبب هم المدربين وسوف يتم التحقيق معهم، وانصرف الأهالي بعد محاولة التهدئة.
ولم يتبقى منهم سوي أحد المتضررين الذي اتصل علي النجدة وقت الأزمة، وعندما حضرت الشرطة فوجئ صاحب البلاغ بدوافع الإدارة باتهام الأعضاء المتضررين من النشاط الرياضي بترويع زائرة من كوريا، وهذا حتى لا يستطيع أحد تحرير محضر ضد إدارة النادي، وتم الاتفاق بأن يحل الموضوع وديًا بين الطرفين.
والطريف أن رئيس النادي «محمود عبدالتواب» لم يكن عنده معلومة من الأساس عن زيارة وافدة كورية للنادي، وكان من المفترض أن يعتذر لأهالي الأطفال الضحايا عن ما بدر في حقهم، ومع ذلك تم التهديد بإيقاف عضويهم من المسئول عن النشاط الرياضي لحين انتهاء التحقيق، وذلك بالمخالفة لقوانين اللائحة التي يعمل بها.
ويقول المهندس «ص.ص»: أنا والد الطفل «م.ص» 9 سنوات، اشتركت له بالمنحة المقدمة من المركز الثقافي الكوري بنادي قارون الرياضي، والتزم ابني بالتدريبات بعد تسليم المستندات المطلوبة (شهادة الميلاد ورقم عضوية النادي) منذ بدايه المنحة ( من فتره 3-9-2023).
وبعدها فوجئت بان اسم ابنى غير مسجل وغير مسموح له باخذ شهادة التدريب للعبه والاشتراك فى الاحتفال المقام فى 24- 10-2023، وذلك بناء على كلام المدرب المسئول يوم الثلاثاء الموافق 10-10-2023
أي بعد مرور ما يقرب من شهر واسبوع من اشتراك الولد وانتظامه بالتدريبات، والذي على اساسه قمت بعمل شكوى ضد النشاط الرياضى بالنادى
حيث لاحظنا تهميش الولد مع باقى ابناء (المشتركين بالمنحة المجانيه) وعندهم نفس المشكله أثناء التدريب ويتم فصلهم عن باقى الأبناء القدامى (المشاركين من خارج المنحة) بحجة انهم غير مسجلين وغير مشتركين بالنشاط الرياضى مع تجاهل النشاط الرياضى كله للمنحة المجانيه.
وهذا أثر على نفسيه الولد سلبياً لشعوره بعدم التكريم مثل الآخرين بالرغم من حبه للعبة فى بداية التدريب الخاصة بالمنحة، وطلبه منى بعدم استكمال الذهاب للتدريب مره أخرى لشعوره بعدم مصدقية القائمين على اللعبة بوعودهم.
وتقول الدكتورة «ش.ف» استشاري طب الأطفال وهي إحدى المتضررات: أنا أم لطفلين لوجي ١٣ سنة ويوسف ١١ سنة، وكنا بنحضر التدريبات بانتظام طول الفترة الماضية حتى اتفاجئت أن أسماء أولادي غير مسجلة بالمنحة ولما عرفوا شعروا بإحباط وكانوا بيسألوني يعني احنا مش هنتكرم ومش هنسلم على الفريق الكوري ؟ هو احنا مش مشتركين؟ طب كنا بنحضر ازاي؟
وتابعت قائلة: الأولاد كانوا بيحبوا اللعبة ودلوقتي قالوا مش عايزين نكمل علشان بيكدبوا مش عايزين نروح تاني.
لا أحد يتخيل الآثار النفسية التي وقعت على الأطفال الأبرياء بسبب النشاط الرياضي بنادي قارون الذي يرأسه أحمد الأفندي، وليس الأطفال وحدهم الضحايا والمركز الثقافي الكوري أيضًا تم تضليله رغم الجهود التي يبذلونها، وبدلا من أن يتم التعامل معهم بشفافية من إدارة النادي.
وعلمت «البوابة نيوز» أن السبب فيما وصل إليه النادي أنه يتم إدارته بطريقة الجزر المنعزلة، حيث يوجد خلافات وانقسامات بين الإدارة، وكل شخص يدير قطعة من النادي، ويتم حجب المعلومات المهمة عن رئيس النادي.
وبعد أن تحقق المركز الثقافي الكوري من الموضوع أصدروا إعلان بإلغاء قافلة الثقافة الكورية بالفيوم، وكان المقرر تنظيمها يوم الثلاثاء القادم 24 من أكتوبر، بحضور «كيم يونج هيون» السفير الكوري بمصر.
وقال المركز الثقافي الكوري يوم الخميس 19 أكتوبر، أن الإلغاء نظرًا لظروف متعلقة بمكان استضافة الفاعلية، ولم يذكروا اسم النادي الذي لم يحقق رؤية المركز بتوفير دروسًا مجانية لنشر رياضة التايكوندو، وقاموا بتحطيم الأطفال نفسيًا حتى كرهوا اللعبة.
ومن الضروري لـ «الاتحاد المصري للتايكوندو» أن يتوخي الحذر من الوقوع في مثل تلك المواقف أو تكرارها مع أندية أخرى، ويمكن للمسئولون بالاتحاد مراجعة الاتفاقيات مع نادي قارون، والفيوم يوجد بها نادي آخر شهير وارستقراطي لا داعي لذكره، يحبه الجميع ويتم التعامل مع الأعضاء بطريقة أكثر احتراما ورقيًا.
ويذكر أن لعبة التايكوندو تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكوريا الجنوبية، لذلك على الجهات المعنية والأجهزة الرقابية التدخل، وفتح تحقيق مع كل الأطراف المسئولة عن الواقعة ومحاسبتهم، خاصة أن الأمر يتعلق بسمعة البلاد ومستقبل الأبناء.