ما زالت القوات الإسرائيلية ترتكب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والمدنيين العزل الذين يقطنون قطاع غزة، حيث يواجهون على مدار الساعة غارات غاشمة وطائشة تصيب منازلهم ومدارسهم، ولم تسلم منهم حتى بيوت الله من المساجد والكنائس، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين، من إطلاق عملية "السيوف الحديدية" التي تزعم الحكومة الإسرائيلية أنها تهدف للقضاء على قوات حماس بقطاع غزة.
وترصد «البوابة نيوز» خلال السطور التالية آخر تلك الجرائم التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية ضد الإنسانية بقصف كنيسة “بورفيروس” في غزة، بجانب تسليط الضوء على الإدانات الواسعة من قبل رؤساء الكنائس ودورهم في بث السلام في المنطقة ومبادراتهم لدعم المدنيين والمتضريين جراء اعتداءاتهم الغاشمة.
جرائمهم مستمرة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الخميس الماضي الموافق 19 أكتوبر غارة جوية غاشمة لتقصف كنيسة الروم الأرثوذكس التاريخية المعروفة باسم "بورفيروس"، وهى كنيسة تقع في حي الزيتون بمدينة غزة، وأسفر هذا القصف عن تدمير قاعة الاجتماعات التي كان يلجأ إليها المئات من النازحين والمتضررين من أهالي غزة المسيحيون منهم والمسلمون.
وأكد أحد المسعفين خلال تصريحات تليفزيونية أنه كان هناك أكثر من 400 فلسطيني من المسلمين والمسيحيين، كانوا يحتمون بداخل الكنيسة، كما أكد وجود الكثير من الضحايا أسفل الأنقاض، وأشارت التقارير المبدئية إلى استشهاد طفل واحد، ونقل العشرات الأشخاص عبر سيارات الإسعاف، بجانب سيارات النقل المدنية لكثرة ضحايا القصف.
وقامت "البوابة نيوز" وقتها بكشف السبب الحقيقي وراء هذا القصف الذي طال الكنيسة، حيث أن كنيسة القديس بورفيريوس قامت بتحدي الاحتلال الإسرائيلي وقامت بإيواء المتضررين والمشردين والمنكوبين من أهالي غزة على مدار أيام الحرب متحدية التحذيرات التي جاءتها من قبل القوات الإسرائيلية، وأعلنت الكنيسة في بيان لها أنها مستمرة في فتح أبوابها ومعها الدير المجاور لها والقاعات والمرافق الأخرى من أجل إيواء أهاليها في غزة.
وهذا ما أكده المطران عطا لله حنا رئيس أساقفة سبسطية حول تحدي الكنيسة لقوات الاحتلال حيث قال: "كان هناك جهة خارجية طلبت من المطران الكسيوس والأب سيلا في أول أيام الحرب بأن يخرجا من غزة من أجل الحفاظ على سلاماتهما وبأنه سوف يتم تأمين عملية الخروج الآمن لهما ولكنهما رفضا هذا العرض وقالا بأننا لن نترك كنيستنا ولن نترك شعبنا وأبناء رعيتنا، نحن هنا باقون رغما عن كل التهديدات والصعوبات والمخاطر".
وعقب ذلك القصف أعلنت كافة كنائس المنطقة إدانتها لهذه الجريمة التي أُضيفت ضمن جرائم الاحتلال؛ وأكدت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس في بيان لها أن استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها.
وأشارت البطريركية إلى أنه على الرغم من التعرض الواضح لمرافق وملاجئ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والكنائس الأخرى، والمستشفى المعمداني والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، إلا أنها مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد.
وشددت البطريركية أنها لن تتخلى عن واجبها الديني والإنساني المستمد من قيمها المسيحية لتقديم كل ما يلزم في أوقات الحرب والسلم على حد سواء.
وأعلن أيضاً مجلس كنائس العالم عن استنكاره لقصف كنيسة بورفيريوس، وقال القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: "خلافاً للتقارير التي وردت عن هجوم مماثل قبل أسبوع؛ فقد أكدت بطريركية الروم الأرثوذكس هذا الهجوم في بيان لها". "صلواتنا من أجل شفاء جميع الجرحى، وتعازينا للبطريرك ثيوفيلوس الثاني ولجميع إخوتنا وأخواتنا الروم الأرثوذكس في المسيح".
وتابع بيلاي: إننا ندين هذا الهجوم غير المعقول على مجمع مقدس وندعو المجتمع الدولي إلى فرض الحماية في غزة على أماكن اللجوء، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ودور العبادة".
كما استنكرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شئون الكنائس في فلسطين، استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس وعلقت بالقول: إن استهداف الكنيسة يؤكد لنا أن بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي هم المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ، والصورة أصبحت واضحة للعالم أن إسرائيل تنفذ مخططا لإبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضافت اللجنة، بأن هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية وتضاف لسلسة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، موكدة أن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب تنتهك بموجبه اتفاقيات جنيف والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتضاف إلى جرائمهم المتواصلة ضد المدنيين الفلسطينيين واستهدافهم للمساجد ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن جانبه يقول الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شئون الكنائس في فلسطين، أن تطلعات الشعب الفلسطيني أكبر من التضامن التقليدي والمناصرة، وإنما نحثهم على عمل جدي لإنهاء معاناة دامت أكثر من ٧٥ عاما، مشيرا إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تضييق وحصار واستهداف مباشر للأطفال والشيوخ والنساء، عدا عن الانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية والاعتداء على المواطنين من قبل قطعان المستوطنين في الضفة الغربية والقدس.
جاء هذا في رسالة وصلت لقادة وممثلي الكنائس والمؤسسات المسيحية في المشرق والعالم أجمع، مطالبة إياها تحمل مسئولياتها الأخلاقية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني أمام الحرب البربرية والوحشية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة، موكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديدا حقيقية للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، كما يقوض المساعي لإيجاد حل عادل وإنهاء الصراع ويحول دون أن ينال الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة التي نصت عليها القوانين الدولية.
كما قال خوري إنه على كنائس العالم الضغط على إسرائيل وإجبارها على احترام القانون الدولي ووقف إراقة دماء الأبرياء، مشيراً إلى أن إسرائيل تتعامل كدولة فوق القوانين الدولية وهذا نتيجة لعدم وجود رادع بسبب ازدواجية المعايير، والدعم الأحادي الجانب من قبل الدول التي صمتت عن ٧٥ عاما من معاناة الشعب الفلسطيني، وهي من منحت الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل الفلسطينيين والقضاء على عائلات بأكملها، واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف العدوان عن قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضرورة إيجاد حل عادل لتحقيق السلام على أسس الشرعية الدولية وإقامة حل الدولتين.
ومن جانبه، يقول المطران عطالله حنا: أناشد القيادات والرئاسات والمرجعيات الروحية المسيحية في العالم ومن كل الكنائس شرقاً وغرباً بضرورة المطالبة بإصدار المواقف الواضحة والجريئة من أجل وقف العدوان على غزة؛ فلم يعد مقبولاً استمرار هذا العدوان الذي طال دور العبادة والمستشفيات ناهيك عن الدمار الهائل الذي حل بالمساكن والأبنية وقتل الأبرياء والمدنيين.
وتابع، نطالب القيادات الروحية المسيحية في عالمنا بأن تطالب اليوم بأن يتوقف هذا العدوان فمع كل ساعة يزداد عدد الشهداء وتزداد رقعة الدمار والخراب، إن أهلنا في غزة يستحقون التفاته من قبل القيادات الدينية المسيحية في العالم وخاصة في هذه الأوقات العصيبة حيث الدمار والخراب هو سيد الموقف، أنتم تصلون من أجل السلام ونشكركم على ذلك ولكن السلام لكي يتحقق يجب أن تكون هناك عدالة فأين هي العدالة مع كل ما يحدث في فلسطين الأرض المقدسة وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لنكبة جديدة واستهداف لشعب أعزل.
واختتم المطران عطالله حنا بالقول: "تحركوا قبل فوات الأوان فدماء ادأبناء شعبنا هناك ليست رخيصة كما هو كل إنسان في هذا العالم فكلنا خليقة الله وأبنائه ونحن نؤمن بأن البشر جميعا ينتمون إلى أسرة بشرية واحدة خلقها الله، دافعوا عن الإنسان المظلوم في فلسطين، كونوا صوتا لأولئك الذين لا صوت لهم ويقتلون بدم بارد وتنهار عليهم الأبنية وارفعوا الصوت عاليا مطالبين بأن تتوقف هذه الحرب الغاشمة التي ضحيتها شعب أعزل ومدنيين أبرياء.
الكنائس القبطية لم تكتف بالحديث
يواصل قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدعم المدنيين العزل والمتضررين من الحرب الحالية، بجانب الحث على بث السلام والأمان بالمنطقة، إيماناً بأن الحرب لا تخلف سور الدمار والخراب، حيث يقول قداسته:
قلوبنا تعتصر ألمًا مما يحدث على أرض غزة والأعداد الكبيرة في الضحايا من شهداء ومن قتلى ومن مصابين ومجروحين ومن أسر ومشردين وعنف قاسٍ للغاية، وباسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نحن ندين هذه الأعمال الوحشية.
وتابع، "نصلي لكي يعطي الله سلامًا ويعطي هدوءًا ويعطي حكمة ويحفظ أهلنا وإخوتنا في قطاع غزة وقطاعات فلسطين. وهذه الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين نصلي أن يعطيهم الله الحكمة، منوهاً بأن حياة الإنسان هي أغلى ما أعطاه الله للإنسان، أما أن الإنسان يقوم بتدمير الحياة بنفسه فهذا شر عظيم أمام الله ونؤمن أن الله سيسكب رحمته وحنانه على كل القلوب المجروحة و المتألمة".
وأكمل قداسته: ونحن لن نكتفي بالكلام فقط، بل قمنا بحملة تبرعات لمساندة أهلنا في قطاع فزة خلال محنتهم الحالية حيث تقوم أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بتجهيز مساعدات تشمل أدوية وإسعافات طبية ومواد غذائية والملابس والبطاطين خصوصاً ونحن نقترب على فصل الشتاء وغيرها من المساعدات الإنسانية، لإرسالها إلى قطاع غزة.
ومن جانبه، يقول القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لـ"البوابة": “الأكثر قداسة من الكنيسة هو حرمة الإنسان، وما يحدث في غزة الآن هو تعدي على قيمة الإنسان، فهذه الجرائم بعيدة تماماً عن كل ما هو إنساني، الاعتداءات تطال كل شيء؛ فأصبح الكثير بلا ماوى بلا سند بلا حماية، ولم يتركونهم في حالهم المتردي بلا يتعقبونهم إينما ذهبوا، وهذا غير أدامي بالمرة”.
وتابع: “وكنيستنا القبطية أصدرت بياناً عبرت من خلاله عن رفضها التام لكل ما يحدث، وعبر قداسة البابا تواضروس عن استنكاره ورفضه بجانب كل أطياف الكنيسة القبطية لكل ما يحدث في أرض فلسطين من حرب ودمار لحياة المواطنين العزل، وكما أشار قداسة البابا فإن الحرب غير متكافئة؛ فالجيش الإسرائيلي يستخدم كافة أسلحته تجاه المدنيين العزل، وهذا مرفوض تماماً، نحن الآن لسنا في صدد الإشارة لقداسة مكان بعينه فكل الاستهدافات من مشفى ومنازل مدارس كلها ليست أقل وطأة من استهداف الكنيسة”.
كما أدانت الطائفة الإنجيلية بمصر وعلى رأسها الدكتور القس أندريه زكي، القصف الإسرائيلي لكنيسة الروم الأرثوذكس، والذي طال أحد مباني الكنيسة التي تقدم خدمات إنسانية في مدينة غزة، وأسفر عن سقوط شهداء أبرياء وجرحى ومصابين من المواطنين الفلسطينيين.
وأعرب الدكتور القس أندريه زكي، عن قلقه العميق إزاء العنف الموجه للمناطق السكنية خلال الأيام الماضية، والذي طال أمس أحد أعرق المؤسسات الدينية في فلسطين والوطن العربي، كنيسة الروم الأرثوذكس، مؤكداً بأن ما حدث هو انتهاك واضح للقانون الدولي، من استخدام القوة العسكرية المفرطة، وقصف منشآت مدنية، وفرض حصار كامل على غزة يشمل وقف المياه والغذاء والكهرباء والوقود، الأمر الذي خلف الكثير من الخسائر في أرواح المدنيين ويشكل عقابًا جماعيًّا.
واختتمت الطائفة الإنجيلية بمصر بالتأكيد على أهمية الدور المصري التاريخي، قيادة وشعبًا، على موقفها في دعم الحق الفلسطيني المشروع على أرضه، وعلى التزام الدولة المصرية في دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عن طريق معبر رفح البري.
ويقول القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الإرثوذكسية لـ"البوابة": "الأكثر قداسة من الكنيسة هو حرمة الإنسان، وما يحدث في غزة الآن هو تعدي على قيمة الإنسان، فهذه الجرائم بعيدة تماماً عن كل ما هو إنساني، الإعتداءات تطال كل شيء؛ فأصبح الكثير بلا ماوى بلا سند بلا حماية، ولم يتركونهم في حالهم المتردي بلا يتعقبونهم إينما ذهبوا، وهذا غير أدامي بالمرة."
وتابع: "وكنيستنا القبطية أصدرت بياناً عبرت من خلاله عن رفضها التام لكل ما يحدث، وعبر قداسة البابا تواضروس عن استنكاره ورفضه بجانب كل أطياف الكنيسة القبطية لكل ما يحدث في أرض فلسطين من حرب ودمار لحياة المواطنين العزل، وكما أشار قداسة البابا فإن الحرب غير متكافئة؛ فالجيش الإسرائيلي يستخدم كافة أسلحته تجاه المدنيين العزل، وهذا مرفوض تماماً، نحن الآن لسنا في صدد الإشارة لقداسة مكان بعينه فكل الاستهدافات من مشفى ومنازل مدارس كلها ليست أقل وطأة من استهداف الكنيسة."
ودعا الكاتب الصحفي سليمان شفيق قداسة البابا تواضروس الثاني والبطريرك إبراهيم إسحق والدكتور القس أندريه زكي بإيقاف رحلات الحجاج الأقباط للقدس وبيت لحم هذا العام.
تاريخ كنيسة بروفيروس في سطور
يقول سفر أعمال الرسل إن الشماس فيليبُّس كان على طريق غزة عندما التقى موظف ملكة الحبشة وطلب هذا الأخير منه أن يشرح له الكتاب المقدس. ولم يذكر سفر أعمال الرسل هل توقَّف الشماس وبشّر في غزة أم لا. ولكن من المؤكد أن المسيحية دخلت غزة منذ القرون الأولى، وقدّمت الكثير من الشهداء إبان اضطهاد الأمبراطور الروماني ديوكلسيانُس (304-311).
وتشير المراجع التاريخية الكنسية، أن الأسقف الذي قضى على الوثنية في غزة وحوّلها إلى مسيحية هو القديس بورفيريوس، أسقف غزة من 395 – 420، وتم بناء أول كنيسة هناك على اسمه في مطلع القرن الخامس الميلادي، وتوالت بعدها بناء الكنائس هناك.
وبالرجوع إلى كنيسة "بوفيروس" فهى كنيسة أثرية تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، تقع في حي الزيتون بمدينة غزة وهي أقدم كنيسة في المدينة، سميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس، وكان له دور في تحويل غزة من الوثنية وتعدد الألهة إلى الإيمان بالمسيحية، ويوجد للقديس برفيريوس قبر في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة.
يعود تاريخ البناء الأصلي لكنيسة القديس برفيريوس إلى عام 425 م فوق معبد وثني خشبي قديم، وأما عن بناية الكنيسة الحديثة قام بها الفرنج في خمسينيات أو ستينيات القرن الحادي عشر، وبنيت الكنيسة على طراز البازليكي، وتم تجديد الكنيسة في العام 1856 لكنها تحتوي بعض الأفاريز والقواعد التي تعود إلى الفترة الصليبية.
ويوجد بداخل الكنيسة نقوش التي تزين جدرانها الداخلية، والتراتيل، تروي قصة القديس برفيريوس الذي حارب المعتقدات غير السماوية في غزة، وعمل على نشر المسيحية، إلى أن توفي فيها، وفيها ما زال قبره قائما حتى اليوم.