انتفض العالم منذ عام ونصف حينما قامت روسيا بغزو أوكرانيا، واتخذ الجميع موقفًا معاديًا وحاسمًا ضد روسيا عما اقترفته بحق الأوكرانيين، في حين أنه عندما نقارن بين تعامل دول الغرب أوروبا وأمريكا مع أحداث غزة وأحداث أوكرانيا نرى أنهم في منتهى الازدواجية.
وترصد «البوابة نيوز» تفاصيل تعامل دول الغرب وأمريكا مع أوكرانيا بالمقارنة بتعاملهم مع أحداث حرب غزة، ودور منظمات حقوق الإنسان الحقيقي في تحقيق مصالح الغرب، وذلك خلال التقرير التالي:
ردود الفعل الغربية في العدوان على «أوكرانيا وغزة»
مع بداية إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا ولاقت أوكرانيا الدعم والمساندة من دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا، حيث فُتحت خزائن الغرب سريعًا لدعم كييف، وبعدها بأشهر قليلة من أحداث أوكرانيا حدثت حرب غزة الجارية، ومع أن المشاهد تبدو واحدة من حيث القصف، لكنها أشد فظاعة في قطاع غزة بسبب ما ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات وعدوان غاشم ضد المدنيين، فالضحايا كثر جميعهم مدنيون وأغلبهم أطفال ونساء، ولكن الغرب لم ينتفض مثلما فعل في أوكرانيا.
فعلى الرغم من أن شعب فلسطين يعيش في حصار فُرض عليه من قبل الكيان الصهيوني وبات بلا طعام أو كهرباء أو ماء، لكن العالم نفسه الذي انتفض من أجل أوكرانيا لم يرَ ذلك، وغضّ الطرف عما يحدث في غزة، في المقابل وفي التوقيت ذاته دافع عن آلة القتل الإسرائيلية وسارع مسؤولون غربيون إلى زيارة تل أبيب حاملين مشاعر الأسى والحزن.
وزير حرب إسرائيل يصف الفلسطينيين بـ«الحيوانات»
لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن هجماتها الغاشمة على قطاع غزة واستشهاد عدد كبير من أهالي غزة بل حينما سأل وزير حرب إسرائيل عما يحدث في قطاع غزة من ضرب مدنيين عزل قام بوصفهم بـ«الحيوانات البشرية».
الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا
واصلت دول الغرب دعمها العسكري لأوكرانيا، وذلك بقيادة الولايات المتحدة، وتزويد كييف بمساعدات عسكرية متنوعة ومكثفة.
تعد واشنطن هي الشريك العسكري الأقوى لكييف منذ بداية الحرب، حيث زوّدتها بأسلحة ومعدات أكثر من جميع العواصم الأخرى مجتمعة.
وتظهر أحدث أرقام وزارة الخارجية الأميركية أن إجمالي قيمة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن (منذ 2021)، تجاوز 42 مليار دولار، بينها أكثر من 41.3 مليار دولار منذ بداية الحرب.
دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا
قدَّم الاتحاد الأوروبي دعمًا عسكريًا لأوكرانيا بقيمة حوالي 15 مليار يورو، واعتمدت المفوضية الأوروبية قانون دعم إنتاج الذخيرة والصواريخ "أساب" (ASAP)، بهدف تسليم الذخيرة والصواريخ بشكل عاجل إلى أوكرانيا.
وعلى إثرها قامت جميع دول أوروبا بمساندة أوكرانيا في حربها مع روسيا وتقديم الدعم العسكري اللازم لهم من أسلحة وعتاد ومن بين تلك الدول: المملكة المتحدة، فرنسا، وكندا،هولندا، وإيطاليا، والسويد، والنرويج، والدنمارك، إستونيا.
أميركا تقدم الدعم لأوكرانيا
ساندت الولايات المتحدة الشعب الأوكراني بتقديم الدعم لهم، وعملت بشكل وثيق مع الحكومة الأوكرانية لتوفير ما تحتاج إليه، وعزم الرئيس بايدن مع نظيره زيلينسكي من خلال مباحثات بشأن تقديم الدعم الثابت الذي تقدمه الولايات المتحدة.
وقال بايدن: «لقد تولينا قيادة العالم لتوفير المساعدات الأمنية، بدءا من صواريخ جافلين التي أوقفت الدبابات الروسية التي كانت تهاجم كييف، ووصولا إلى أنظمة الدفاع الجوي التي اعترضت الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية الحرجة الأوكرانية والآليات المدرعة التي تحتاج إليها أوكرانيا في المرحلة التالية من هذا الصراع.
وأضاف رئيس الولايات المتحدة «قمنا أيضا بتقديم المساعدات المالية والإنسانية وساعدنا الأوكرانيين على الحفاظ على قدرة الوصول إلى الخدمات الأساسية أثناء كفاحهم من أجل الحرية والسيادة، على غرار خدمات الرعاية الطبية والتدفئة».
المساعدات الأمنية
قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا على مدار العام الماضي مساعدات أمنية حاسمة أحدثت فارقا فعليا في ساحة المعركة وساعدت الشعب الأوكراني للذود عن بلاده في وجه الهجمات الروسية وعمليات تقدمها.
المساعدات الإنسانية
واستجابت الولايات المتحدة بسرعة للأزمة الإنسانية عندما بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا وقدمت أكثر من 1،9 مليار دولار للأوكرانيين الذين يحتاجون إلى المساعدة، بما في ذلك أكثر من 13 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم.
الإجراءات الاقتصادية ضد روسيا
قامت الولايات المتحدة وأكثر من 30 حليفا وشريكا بتطوير أكبر مجموعة من العقوبات وإجراءات تقييد التصدير التي تم فرضها يوما على اقتصاد رئيسي. وتعرقل هذه الإجراءات وصول روسيا إلى المدخلات الحرجة والتقنيات المتقدمة، مما يقلل من قدرتها على تمويل حربها الظالمة وخوضها.
مساءلة روسيا
تمثل العدالة والمساءلة عمودين مركزيين من أعمدة السياسة الأمريكية الخاصة بأوكرانيا، لقد اختارت روسيا هذه الحرب وتقوم الولايات المتحدة وشركاؤنا بمحاسبتها على هجماتها والفظائع المرتكبة ضد الشعب الأوكراني وضمان مثول المرتكبين ومنتهكي حقوق الإنسان ومجرمي الحرب أمام العدالة.
- الغرب يفتح ذراعيه لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا
أمريكا تستقبل لاجئي أوكرانيا
استقبلت الولايات المتحدة ما يصل إلى 100 ألف لاجئ فروا من أوكرانيا هربا من الغزو الروسي، وتقدم مليار دولار، بشكل مساعدات إنسانية إضافية للمتضررين من جراء الحرب، على ما أعلن البيت الأبيض.
فرنسا تستقبل أطفال لاجئين أوكرانيين
استقبلت كريستين سيرا باتريك بلوش، نائب العمدة للتعليم والطفولة، الذي يعمل مع إدارة الجامعة لإدماج الأطفال اللاجئين الأوكرانيين في المدارس، وتقول موضحة "قال إن مجلس البلدية سيحاول على الأرجح وضع الأطفال الأوكرانيين في مدارس مجهزة بوحدات أو.بي.دو.آ للطلاب الوافدين، وهو جهاز يسمح بتعليم الأطفال الأجانب غير الناطقين بالفرنسية]". ولكن من بين 645 حضانة ومدرسة ابتدائية في باريس، 60 فقط مجهزة بوحدات تسمح بتعليم الأطفال الأجانب غير الناطقين بالفرنسية و81 كلية لديها القدرة على استيعاب غير الناطقين بالفرنسية.
أنجلينا جولى تزور أطفال أوكرانيا اللاجئين بمدينة الفاتيكان
زارت نجمة هوليوود أنجلينا جولي، لاجئين أوكرانيا بمستشفى الأطفال في بامبينو جيسو، بمدينة الفاتيكان، فى 30 مارس الماضى، حيث خصصت وقتًا من حياتها لتنفيذ أعمال الإغاثة الإنسانية فى روما.
ألمانيا تستقبل اللاجئين الأوكرانيين
استقبلت ألمانيا دفعة جديدة من اللاجئين الأوكرانيين، معظمهم من النساء والأطفال تم نقلهم عبر جسر مولدوفا الجوي إلى ألمانيا التي استقبلت حتى الآن أكثر من مليون لاجئ أوكراني منذ بدء الغزو الروسي.
مصالح أمريكا في حرب أوكرانيا
ومع استمرار حرب روسيا على أوكرانيا وارتفاع الأصوات التي تطالب واشنطن "ببذل المزيد" في وقف الحرب وتقديم الدعم، ليأتي السؤال الهام «ما المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في أوكرانيا؟»
يرى جاشوا شيفرينسون أن إدارة بايدن ومؤيدي السياسة الأميركية الحالية فشلوا حتى الآن في تقديم مسوغات إستراتيجية تبرر التكاليف الباهظة والمخاطر التي تتكبدها أميركا في الحرب الروسية الأوكرانية.
وقد سارع صناع القرار في واشنطن والمحللون السياسيون للإشارة إلى وجود مصالح أميركية ثابتة في أوكرانيا، من دون الخوض في التفاصيل أو تحديد تلك المصالح.
وعلى الرغم من وضوح الرؤية لدى أولئك حول الأهداف التي ستحققها أوكرانيا من الدعم الذي تقدمه واشنطن، فإن تحديد المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة والنقاش حول خدمة ذلك الدعم للأهداف والمصالح الوطنية الأميركية ما زال غائبا في رأي الكاتب الذي يعتقد أن المصالح الإستراتيجية الأميركية في أوكرانيا اختزلت حتى الآن في الحديث عن مبادئ عامة لتبرير الدعم الهائل لكييف.
«البرديسي»: الغرب ينحاز بشكل أعمى لإسرائيل ولا يطبق حقوق الإنسان
قال طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية خلال مداخلة هاتفية بقناة «إكسترا نيوز»، نحن جميعًا نشاهد الصور المروعة والجرائم التى ترتكب فى قطاع غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلى، متابعًا: "أين حقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب؟!.. هذه الحقوق لديهم كاذبة والغرض منها التدخل فى شئون الدول وسرقة ثرواتها وتحقيق مصالح الدول الغربية تحت فكرة حقوق الإنسان".
وأكد «البرديسي»، أن كذب الغرب والتدليس كان واضحا من خلال الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي، وذلك الظلم والاستيلاء على حقوق المواطن الفلسطينى، متسائلا: "أين حقوق الإنسان وأين حقوق الفلسطينيين ؟!.. الأمر واضح لكل متابع منصف.. فالغرب يكذب ويتنفس الكذب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ويستثمر فى الكذب".
وأشار «البرديسي»، إلى أن مصر هى من تعرف حقوق الإنسان وهى الدولة الحضارية والتى تؤمن بفكرة الإنسانية والقانون ككل جامع، وتتشبث بقواعد القانون الدولى العام ومضامين الاتفاقيات الدولية، مؤكدا أنه فى المقابل فإن الغرب يرعى الإرهاب ويشارك فيه ويصمت بشكل كامل عن الأعمال الوحشية والبربرية فى قطاع غزة.