الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عماد فخري من مؤسسة «inm» الدولية للإغاثة الإنسانية لـ«البوابة نيوز»: قصف المستشفى المعمداني في غزة رسالة ترهيب للجميع.. واحذر من تديين القضية الفلسطينية وتهجير السكان

عماد فخري جورجي
عماد فخري جورجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعمل عماد فخري  جورجي في مؤسسة inm الدولية للإغاثة الإنسانية، ومقرها في جنوب السودان. وفي عام 2013 سافر إلى غزة، وقدم تجربة مميزة في خدمة أهلها، الذين لا يزال على تواصل إنساني معهم، وأصيب بصدمة شديدة إثر تفجير المستشفى المعمداني، وسقوط الضحايا الأبرياء المستمر من وقت لآخر.

و"عماد"، حاصل على بكالوريوس الدراسات اللاهوتية، بالمذهب الخمسيني، التابع للطائفة الإنجيلية. وهو في هذا الحوار مع «البوابة»، يُلقي مزيدًا من الضوء على غزة التي عرفها عن قرب.

 

- الاحتلال يفرغ غزة من المسلمين والمسيحيين بالقصف أو الهجرة أو النزوح

- إسرائيل قصفت المستشفى المعمداني خوفًا من توافد طواقم طبية مصرية لغزة واستقرارها بالمستشفى

■ في البداية؛ كيف عملت بمجال الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدات؟

- بداية العمل في الإغاثة كان في عام ٢٠١٣، والبداية كانت في غزة، حيث كنت ضمن مجموعة من المتطوعين المدنيين، تحت رعاية مجمع كنائس الله ليوم الخمسين، حيث توجهنا إلى غزه لتقديم بعض المعونات لشعب غزة، وزيارة المدارس والالتقاء بالمدرسين والطلاب.

وكانت الكنيسة المعمدانية الجهة المضيفة لنا هناك، وذلك بعد أن استقبلنا رئيس المعبر في غزة، وقام بتسهيل جميع إجراءات الدخول لوفد الكنيسة.

■ بالمناسبة؛ هل يمكن أن تقدم لنا فكرة عن المسيحيين في غزة؟

- لا توجد أرقام رسمية، وإحصائيات دقيقة، بعدد المسيحيين في غزة، فهم نحو عدة آلاف، وعددهم يتناقص بشكل ملحوظ، بسبب أوضاع غزة من قصف وحصار وتضييق، فقد نزحت الأغلبية منهم إلى الضفة الغربية، أو هاجروا لدول أخرى.

وفي العموم يتم تفريغ القطاع على مر السنين من المسلمين والمسيحيين، إما بالقصف أو الهجرة أو النزوح إلى الضفة الغربية، وأتباع الطوائف المسيحية الموجودة في غزة، أعدادهم قليلة، وهم الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، وكنيسه الروم الأرثوذكس، والكنيسة المعمدانية.

■ وما هي الخدمات التي تقدمها الكنائس في القطاع؟

- تقدم الكنائس العديد من الخدمات لأهل القطاع؛ أهمها مدارس ومستشفيات، ومن أقدمها مستشفى المعمداني، التي قصفت، وخدمات تعليمية وتثقيفية وترفيهية للأطفال، وجميع الخدمات تقدم لجميع المواطنين والمقيمين في غزة، علي السواء، مسلمين ومسيحيين.

■ وما هي خطورة تفريغ المسيحيين من قطاع غزة؟

- هناك مشكلة كبرى تخص الرأي العام العربي، ومجتمعاتنا، متمثلة في تديين القضية الفلسطينية، باعتبارها حربًا دينية، بين اليهود والمسلمين، أو بين اليهودية والإسلام، وإخراج المسيحيين من الأمر، يؤكد هذه الصورة التي يستغلها الكيان المحتل، بأنها عداوة دينية، وليست قضية احتلال أرض يسكنها مواطنون من مختلف الأديان.

فهناك مسيحيون في غزة منذ القدم، ولهم حق، ولعل قصف المستشفى ذات الاسم المسيحي الواضح، يؤكد وطنية القضية، وأن الاحتلال يقتل الجميع، ويضطهد الكل، وهذا لابد أن ينتبه إليه الإعلام، فوجود المسيحيين جسر للتواصل مع كنائسهم في الغرب، وهذه الكنائس لها صوت ينقل القضية الفلسطينية، ويخدمها بالتالي.

■ من خلال عملك في الإغاثة وتواصلك مع غزة.. ماهي معلوماتك عن مستشفى المعمداني؟

- هذه المستشفى رغم ملكيتها للكنيسة الأسقفية الإنجليكانية، كانت تديرها الكنيسة المعمدانية، وكانت بقوة ٨٠ سريراً، وتعمل كمركز إيواء، وهنا تجدر الإشارة إلي قسوة الحياة في غزة، الأمر الذي يجعل وجود أي مكان للخدمات الصحية أو التعليمية، مهما كانت هذه الحياة، فهو طاقة نور وسط الرعب اليومي، خوفا من القصف، وقلة الخدمات الضرورية.

فمثلا الكهرباء في الأيام العادية كانت تعمل من ساعتين لثلاثة، والمعونات هي شريان الحياة الأساسي، وأى نقص في ذلك مميت بالفعل، وقد لاحظت أن شباب غزة أذكياء جداً، في التحايل على الواقع المر، ويبتكرون طرقًا لتسهيل أمور حياتهم، مثل توليد الكهرباء من حركة العجلة، واستخدام الرياح في ذلك، أو الطاقة الشمسية، وكلها أمور تكشف عن قوة الإصرار والتحدي.

■ ولكن ما هو تفسيرك لقصف المستشفى المعمداني؟

- في رأيي الشخصي، إسرائيل أقدمت على قصف المستشفى المعمداني، التابع للكنيسة المعمدانية، خوفاً من خلق نظام في الدعم وتقديم المساعدات الطبية الغذائية والنفسية للقطاع، وخوفاً من وجود طواقم طبية مصرية قد يتوافدون إلى غزة، ويكون مقرهم هو المستشفى المعمداني، وفي هذه الحالة  سوف لن تقوى قوات الاحتلال علي قصف المستشفى، لأنها في هذه الحاله سوف تخلق مشكلة دبلوماسية مع مصر، خاصةً وأن الموقف المصري واضح في شأن حماية الأفراد والشخصيات العاملة تحت اسمها في الخارج، وتحديداً في أماكن النزاعات، لذلك فإن قوى الاحتلال عجلت بالقصف، بعد صدور ونشر توثيق القافلة الإنسانية، التي اشتركت بها الكنيسة الإنجيلية، ورابطة الكنائس الإنجيلية، خوفاً من تواجد مصري مدني خدمي سوف يقدم مساعدات إنسانية.

ولا تنسى أن موقف الكنائس المصرية من دعم القضية الفلسطينية واضح، ومبني على أساس عقيدي.

■ هذا يقودنا إلى تساؤل حول موقف الكنائس الغربية من قصف مستشفى يتبع كنيسة؟

- هو تساؤل مهم جداً، خاصةً وأن الكنائس الغربية تدعم هذه المؤسسات من خلال نزعتها الإنسانية، بتقديم معونات مادية مستمرة للمواطنين، لذلك من المهم أن يكون لهم دور في حماية هذه المؤسسات، ولعل قصف المستشفى ينبههم إلى أهمية اتخاذ موقف قوي وحازم ضد هذه الجرائم، التي لا يقبلها ضمير أو إنسان في العالم.