استطاعت الصين أن تهزم الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الرقائق الإلكترونية بعد عقد ونصف من الصراع، حيث استخدمت أمريكا كل إمكانياتها منذ عهد الرئيس الأسبق أوباما لفرملة تقدم الصين في صناعة الرقائق الإلكترونية.
وخلال مناسبات مختلفة، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ، على أهمية الإعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة.
وأهمية هذا الصراع تأتي من أهمية الرقائق الإلكترونية التي هي مكونات دقيقة جدا تنتج من السليكون وتدخل في معظم الصناعات المتطورة مثل الطائرات والهواتف والحواسب والسيارات والأسلحة والمعدات العسكرية وغيرها وقد نجحت الصين باستبدال هذه الرقائق بمكونات محلية كما نجحت في استخدام هذه البدائل في تصنيع هواتفها وبالتالي نجت من سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية التي حظرت هذه الرقائق عن الصين.
وتستغرق عمليات تصنيع الرقائق 3 أشهر أو أكثر وتكلفة باهظة الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت كل قوتها الاقتصادية وسلطاتها التجارية لمنع الصين من هذه التكنولوجيا لكن الصين نجحت في إيجاد بدائل محلية لأكثر من 15 ألف مكون في منتجاتها.
ولدي الصين خطة استراتيجية بتكلفة 143 مليار دولار لتطوير صناعة الرقائق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من أشباه الموصلات لمواجهة الحرب الاميركية ضد التكنولوجيا الصينية فيما ترصد واشنطن 280 مليار دولار لتسريع البحث وتصنيع أشباه الموصلات.
ومنعت واشنطن الشركات الأميركية من بيع الرقائق والذكاء الاصطناعي للشركات الصينية وحظر المبيعات من الشركات الأجنبية التي تستخدم معدات وتكنولوجيا أمريكية للصين.
ومنع الشركات الأجنبية من بيع أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين أو تزويدها بالأدوات اللازمة لصنع رقائق متقدمة.
وفرضت أمريكا أيضا عقوبات على شركات التكنولوجيا الصينية العاملة في الولايات المتحدة ومنعها من بيع منتجات الجيل الخامس من الشبكات 5G إلى أي دولة تعتبرها الولايات المتحدة حليفا وخصوصا في المجالات العسكرية.
وبسبب الأهمية الشديدة للرقائق الإلكترونية تحاول أمريكا والصين الهيمنة علي تكنولوجيا وأسرار هذه الصناعة ما حول الأمر إلى صراع بين الاقتصادين الأكبر في العالم وتسبب تطوير الصين وتايوان للصناعة في انخفاض حصة الرقائق المصنوعة في الولايات المتحدة من 37٪ في عام 1990 إلى 12٪ فقط في عام 2020.
وتتصدر الصين العالم أيضا في بناء البنية التحتية الحديثة، بما في ذلك خطوط نقل الأحمال الكهربائية العالية، والسكك الحديدية السريعة، وشبكات الإنترنت من الجيل الخامس وفي عام 2019، أصبحت الصين أول بلد يرسل مركبة جوالة إلى الجانب الآخر من القمر، وبعد عام واحد حقق علماء الصين طفرة أخرى بتطوير اتصالات مشفرة كميا عبر الأقمار الصناعية، ما جعل بلادهم تقترب من تدشين مجال للاتصالات عصي على الاختراق. كل هذه الإنجازات تكشف جهود الصين الحثيثة للتمكّن من المهمات الصناعية والعلمية الأصعب يوما بعد يوم.
وخلال السنوات الماضية، استثمرت الصين كثيرا في العلوم والتكنولوجيا من خلال التمويل والإصلاح وحققت تقدما كبيرا في مجالات التعليم، والبنية التحتية، والتصنيع فائق التقنية، وبراءات الاختراع، والتطبيقات التجارية، والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطيران فائق السرعة.
وتسيطر بكين حاليا على أكثر من نصف شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، وتسعى إلى التفوق في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ضمن برنامجها "الثورة الصناعية" للحاق بواشنطن في هذا المجال وفي مجال الرقائق الإلكترونية ورغم تربع الولايات المتحدة على عرش الذكاء الاصطناعي باستثمارات أضعاف مثيلتها في الصين، بلغت 26.6 مليار دولار، مقارنة باستثمار 4 مليارات دولار فقط في الصين، فإن بكين مصممة على احتلال مكانة متقدّمة، يساعدها في ذلك امتلاكها قطاع إنترنت قوي، وسوقا استهلاكية هي الأكبر في العالم، وسلسلة من الابتكارات في مجالات مثل رحلات الفضاء المأهولة، واستكشاف القمر والمريخ، ومجسات أعماق البحار وأعماق الأرض، والحواسيب العملاقة، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، والمعلومات الكمية، وتكنولوجيا الطاقة النووية، وتصنيع الطائرات والذكاء الاصطناعي، وبلغ إنفاق الصين على البحث والتطوير 3.087 تريليون يوان "حوالي 445 مليار دولار أمريكي" في عام 2022، بزيادة قدرها 10.4 % عن عام 2021، وفقا للهيئة الوطنية للإحصاء... وتقدمت إلى المركز الـ 11 في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022 وتمثل الاقتصاد الوحيد متوسط الدخل ضمن أعلى 30 مركزا بالمؤشر، وفقا لأحدث تصنيف نشرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية.