يتداول الذهب اليوم الخميس بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين ونصف، وذلك بعد تزايد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في الأسواق المالية مجددًا في ظل استمرار تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط وسجل الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون 1948 دولار للأونصة بعد أن سجل أعلى مستوى اليوم عند 1954 دولار للأونصة، بالقرب من أعلى مستوى سجله يوم أمس عند 1962 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين ونصف.
المخاوف الجيوسياسية مع استمرار الإضرابات في منطقة الشرق الأوسط أعادت الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى الارتفاع من جديد، لتتزايد فرص الذهب في تسجيل المزيد من الارتفاعات خلال الفترة القادمة.
من جهة أخرى بدأت الأسواق تشهد احتمالات بتباطؤ النمو العالمي وظهور الآثار السلبية لعمليات رفع أسعار الفائدة التي استمرت منذ العام الماضي من قبل البنوك المركزية العالمية لمحاربة التضخم، وهو الأمر الذي يعد إيجابي بشكل كبير لأسعار الذهب الذي يعد الملاذ الآمن في أوقات الأزمات والركود الاقتصادي.
وارتفعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل قياسي خلال هذا الأسبوع لتسجل ارتفاع بنسبة 7.9% مسجلة أعلى مستوى جديد منذ 2007 عند 4.983%، وهو الأمر الذي عمل على الحد من مكاسب الذهب مع بداية جلسة اليوم، وفق رصد تحليلي من جولد بيليون.
انتعاش العائد على السندات الحكومية ساهم أيضًا في ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية يوم أمس بنسبة 0.3% ويعد هذا عائق أيضًا أمام ارتفاع الذهب منذ كون المعدن النفيس سلعة يتم تسعيرها بالدولار مما يخلق علاقة عكسية بينهما.
الأسواق في انتظار خطاب باول
الحدث الرئيسي في الأسواق العالمية اليوم هو خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام النادي الاقتصادي في نيويورك من أجل الحصول على مزيد من الإشارات حول مسار أسعار الفائدة بعد التعليقات الحذرة الأخيرة من العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي.
عضو البنك الفيدرالي جون ويليامز أشار في تصريحات له أن التضخم قد تراجع في الولايات المتحدة قليلًا ولكن لا يزال أمام الفيدرالي الأمريكي مشوار طويل لإعادة التضخم إلى المستهدف 2%، ولكن في مرحلة ما سيكون من المنطقي البدء في خفض أسعار الفائدة، بينما صرحت عضوة الفيدرالي ميشيل بومان أن معدل التضخم انخفض ولكنه لا يزال مرتفعًا للغاية مقارنة مع مستهدف البنك، وذلك مع استمرار الإنفاق على السلع بدلًا من التباطؤ بفعل مستويات الفائدة المرتفعة.
الأسواق تنتظر تحديث لنظرة البنك للسياسة النقدية من خلال حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول المنتظر اليوم، والذي من شأنه أن يوضح الصورة للأسواق وهل تغيرت نظرة البنك بالفعل للسياسة النقدية.