ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تداولات اليوم الأربعاء، بعد تذبذب استمر لثلاثة جلسات تقريبًا، في ظل تصاعد التوترات بسبب الحرب في قطاع غزة بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأونصة العالمية لأعلى مستوى في شهر.
وافتتح عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم عند المستوى 2365 جنيها للجرام قبل أن يرتفع ويسجل أعلى مستوى عند 2370 جنيها للجرام ليعود ويتداول عند المستوى 2360 جنيها للجرام.
ويوم أمس ارتفع سعر الذهب بمقدار 10 جنيهات؛ حيث أغلق عند المستوى 2345 جنيها للجرام وكان قد افتتح التداولات عند المستوى 2335 جنيها للجرام، وكان قد سجل أعلى مستوى خلال جلسة الأمس عند 2360 جنيها للجرام.
ويرجع السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعر الذهب المحلي ومحاولة اختراق منطقة 2330 – 2360 جنيها للجرام، هو تصاعد الأحداث في قطاع غزة ومخاوف من اتساع رقعة الحرب وتدخل أطراف جديدة في الصراع الأمر الذي دفع سعر الأونصة العالمية إلى الارتفاع اليوم بنسبة 0.8%.
ويعد الذهب الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية في أوقات الحروب وبالتالي جزء كبير من المستثمرين سيتجه إلى توسيع مشترياته من الذهب في حالة توسع دائرة الحرب خاصة مع تعنت الجانب الإسرائيلي في قبول أي مفاوضات أو اقتراحات تقدمها مصر.
من جهة أخرى تتزايد التوقعات باقتراب موعد تعويم سعر الصرف بعد أن صرح وزير المالية المصري إن صندوق النقد الدولي سيعلن موعد المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري نهاية شهر أكتوبر الجاري.
وبالنسبة للأسواق فموعد مراجعة الصندوق سيتزامن مع موعد تعويم سعر الصرف كونه أحد أبرز متطلبات الصندوق لنجاح المراجعة وصرف شريحة جديدة من القرض لمصر.
وأيضاً البنك المركزي المصري، وجه البنوك العاملة في مصر اليوم بخفض حدود استخدام بطاقات الائتمان في المعاملات بالنقد الأجنبي إلى 250 دولارا شهرياً للعملاء داخل مصر، بالإضافة إلى تقديم العملات لمستندات السفر لتفعيل استخدام البطاقات خارج مصر.
ويأتي هذا بعد أن أوقف المركزي المصري التعامل على بطاقات الخصم المباشر خارج مصر ليقتصر الاستخدام بالجنيه المصري فقط للمعاملات داخل مصر وذلك دون تحديد فترة زمنية لانتهاء هذا القرار.
وقرار خفض حد استخدام بطاقات الائتماني سيزيد من الطلب على الدولار في السوق الموازية مع بحث الشركات والأفراد عن الدولار لإيداعه في البنوك لسداد التزاماتهم. وقد ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية بالفعل منذ الأسبوع الماضي وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع سعر الذهب المحلي بنسبة 7.9% بمقدار 170 جنيها للجرام خلال الأسبوع الماضي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
واستطاع الذهب اختراق منطقة حرجة بين 1910 – 1930 دولارا للأونصة التي أشرنا إليها من قبل، وتزامن هذا مع اختراق الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة، ولكنه اصطدم بمستوى المقاومة الثانوي عند 1942 دولارا للأونصة قبل الوصول إلى المستهدف الأول عند 1950 دولارا للأونصة ومن بعده المستهدف الثاني عند منطقة 1975 – 1980 دولارا للأونصة حيث تظل الرؤية الإيجابية قائمة مع بعض التصحيحات المتوقعة قبل تحقيق المستهدفات المذكورة.
وتظهر مؤشرات الزخم، تشبع في الشراء الأمر الذي قد يدفع السعر إلى التذبذب حول هذه المستويات لتعديل قراءة المؤشرات قبل استكمال الصعود.
أيضاً قد نشهد تراجع محدود بهدف إعادة اختبار الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة التي تم اختراقها اليوم.
أما عن السعر المحلي استطاع اليوم اختراق مستوى 2330 جنيها للجرام عيار 21 التي احتوت التداولات خلال الأيام القليلة الماضية، مما قد يسهل عملية الوصول إلى مستويات 2400 جنيه للجرام.
ومع استمرار الدعم سواء من أوضاع السوق المحلي أو من ارتفاع سعر الأونصة العالمية قد ينجح الذهب في تجميع زخم قوي لاختراق منطقة 2400 – 2420 جنيها للجرام، وهو ما يفتح الباب لمستويات 2500 جنيه للجرام.