تصعيدات عنصرية يتخذها سياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية تجاه القضية الفلسطينية والمؤيدين لها من العرب المغتربين واللاجئين بهذه الدول، هذه التصعيدات تشمل تحريضات لوقف منح الجامعات للطلاب، ومنع دخول العرب اللاجئين من جنسيات محددة والتي أيدت حماس في حركتها الأخيرة للمقاومة في فلسطين وعلى رأسها سوريا واليمن والعراق وإيران وليبيا، علاوة على تصريحات بمنع الطلاب والمواطنين المُهَجّرين من فلسطين ذاتها.
مزاعم حرية التعبير والتنقل والانسانية التي تنشر لها الولايات المتحدة الأمريكية تتحطم أمام القضايا العربية والإسلامية والإنسانية أيضًا في فلسطين، وأبرزت التصريحات الأخيرة والدعايا المضللة التي بثها خطاب بايدن صورة السياسة الأمريكية والسياسيون نظرية الكيل بمكيالين.
حظر التظاهرات المؤيدة لـ " فلسطين "
في فرنسا صرحت إليزابيت بورن رئيسة الوزراء الفرنسية، إن فرنسا لن تتسامح مع أي عمل أو أي تصريح معاد للسامية على أراضيها، مهددة باتخاذ اجراءات ضد كل من يخالف ذلك.
كما تم منع التظاهر المؤيد لفلسطين مع تصريحات الشرطة الفرنسية أن المنع جاء للحفاظ على النظام العام وعدم الاخلال به، وعلى الرغم من ذلك شهدت العاصمة الفرنسية باريس تظاهرات وفعاليا أخرى مؤيدة لـ " أسرائيل ".
تكبيل الهجرة والمِنَح والحريات
في تصريحاته الأخيرة صعد المحتمل الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب من هجماته نحو المهاجرين واللاجئين العرب، وعلى الرغم إن هجوم ترامب لم يكن الأول من نوعه إلا أن التصريحات الخيرة تأتي في ظل الدعاية الانتخابية المناهضة لبايدن.
ومنذ ترشحه وتوليه رئاسة أمريكا عام 2017 اعتاد ترامب على شن هجوم على المسلمين مطالبًا الإغلاق التام والكامل أمام دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وعلى أثر ما يحدث في غزة وفي إحدى محطات حملته الانتخابية في ولاية أيوا الأمريكية، أكد ترامب مساء الاثنين الماضي أنه سيمنع المهاجرين الذين يدعمون حماس من دخول الولايات المتحدة إذا انتخب رئيسا مرة أخرى، وسيقوم بإرسال قوات أمنية تدحض أي مظاهرات أو احتجاجات مؤيدة لـ " حماس " واعتقال وترحيل المهاجرين الذين يدعمون الحركة الفلسطينية علنا.
لم تكن تهديدات ترامب الأولى من نوعها، ففي عام 2017 قام ترامب بتعلق برنامج الولايات المتحدة للاجئين لمدة 120 يوما على الأقل، وإلى أجل غير مسمى للمواطنين السوريين، كما قام بحظر دخول الولايات المتحدة على المواطنين من إيران، العراق، ليبيا، الصومال، السودان، سوريا، واليمن لمدة 90 يوما على الأقل.
وعاد مجددًا عام 2018 يهدد بقطع المعونات المالية للفلسطينيين واتهمهم بأنهم لم يقدروا هذه المساعدات، وتسائل ترامب عن دواعي استمرار "دفع الولايات المتحدة هذه المبالغ الهائلة للفلسطينيين إذا لم يعودوا مستعدين للمشاركة في المباحثات مع إسرائيل بشأن السلام.
ديسانتيس على خطى ترامب
وعلى خطى ترامب لحق المرشح الرئاسي الجمهوري رون ديسانتيس، حيث قال إن الولايات المتحدة يجب ألا تستقبل أي لاجئين فلسطينيين، إذا فروا من قطاع غزة لأن "جميعهم معادون للسامية" ورفض المناشدات الدولية لإسرائيل لتوفير المياه الجارية النظيفة والمرافق العامة إلى 2.3 مليون مدني في الإقليم.
يأتي موقف ديسانتيس لمثل هذه التكتيكات في إتجاه أن عدم توفير المياه أو غيرها من الخدمات من شأنه أن يقنع حماس بالإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم أثناء توغلها، إلا أن تصريحاته اعتبرها محللون أمريكيون خروجًا صارخًا عن الموقف العام الذي اتخذه المسؤولون الأميركيون من ضمنهم الجمهوريين، الذين ميزوا بين أهداف الشعب الفلسطيني وأهداف حماس.
السياسة الأمريكية الكيل بمكيالين
وفي إطار التحليل السياسي للوضع الراهن أكد د.سمير راغب المحلل السياسي في تصريحات لـ "البوابة نيوز" أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية منحازة طوال الوقت للجانب الإسرائيلي، ولكنها كانت تجمل الأداء والتصريحات السياسية، وما يحدث أثر العمليات الأخيرة تعبير صريح عن انحيازها.
وأوضح "راغب" أنه على الرغم من اختلاف الحزبين الجمهوري والديموقراطي في بعض القضايا إلا أن كلاهما لديه نفس التوجه نحو الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، حيث يؤيد كل ماهو مؤيد للإسرائيلين ويرفض أي تعبير عن الحريات الفلسطينية.
وأشار إلى أن تصريحات بايدن وديسانتيس وغيرهم ماهي إلا تصور واقعي للانحياز الأمريكي وسياسة الكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، وأن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تتعهد صراحةً بالتزام واشنطن بأمن إسرائيل وتقديم كافة سبل الدعم لها.