الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى وفاته.. أسرار من حياة الشيخ عبد الحليم محمود

الشيخ عبدالحليم محمود
الشيخ عبدالحليم محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسدا جسورا شجاعا، لا يخشى في الحق لومة لائم، أنه الشيخ عبد الحليم محمود ، كيف انتفض لحماية حقوق أعطاها رب العزة لكل مسلم ؟ لنعرف الاجابات و لنتعرف على شيخنا الجليل عن كثب.

ولد الشيخ عبد الحليم محمود في ١٢ مايو ١٩١٠م، في قرية أبو احمد التابعة لمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، ونشأ في أسرة طيبة عرف عنها الصلاح والتقوى، التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية عام ١٩٣٢م ، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في سنة ١٩٤٠م.

تدرج الشيخ عبد الحليم في عدة مناصب فقد عمل مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر و ذلك بعد عودته من فرنسا ثم عميدًا لكلية أصول الدين عام ۱٩٦٤م،  وعضوًا ثم أمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فأعاد تنظيمه و نهض به ، عام ١٩٧٠م تم تعيينه وكيلًا للأزهر الشريف ، ثم وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.

خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات :

ما كاد الشيخ عبد الحليم محمود يتولى مهام منصبه كشيخ للأزهر، حتى بوغت بصدور قرارٍ مفاجئ من الرئيس السادات في ٧ يوليو ۱٩٧٤م، يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فقدم الشيخ استقالته على الفور، معتبرًا أن هذا القرار يقلص قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي والإسلامي .

 وأحدثت هذه الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، و إزاء التهاب الموقف ، اضطر الرئيس أنور السادات إلى إعادة النظر في قراره، وأستصدر قرارًا أعاد فيه الأمر إلى نصابه الصحيح، وانتهت الأزمة وعاد الإمام الأكبر إلى منصبه ليواصل جهاده.

الشيخ وزيرا للأوقاف :
وأثناء تولي الشيخ الجليل لوزارة الأوقاف اعتني كثيرا بالمساجد و أنشأ عددًا منها، وضم عددًا كبيرًا من المساجد الأهلية، وجدد المساجد التاريخية الكبرى، إسترد وأصلح جميع الأوقاف المغتصبة من وزارة الإصلاح الزراعي وغيرها من الأوقاف.

موقف الشيخ الجليل من الوجودية :
حارب الشيخ عبد الحليم محمود الوجودية، وهاجمها بشدة و ذلك عندما دعى البعض لها  كمذهب حر، فتوجه الشيخ لهم بتساؤل عن مكمن الحرية في المذهب الوجودي؟ أهي حرية مطلقة فتكون بمثابة أداه للإعتداء علي حقوق الآخرين.
وإذا كانت هذه الحرية في عقيدة الوجوديين تدعو إلي قضاء كل رغبة يتعشقها المرء ، فماذا يصنع هذا الوجودي إذا اصطدم بوجودي آخر يريد أن يقطف الثمرة من يده، إذن فهي حرية فرد تنال بظلم فرد آخر.

موقف الشيخ الشجاع من قانون الأحوال الشخصية :
الذي أراد له بعض المسئولين بأن يفعل بحيث يقيَّد الطلاق، ويُمنَع تعدد الزوجات ، بما في ذلك مخالفة صريحة لشرع الله عز و جل و النصوص الشرعية ، فكان رد الشيخ قاطعا حازما و قال: "لا قيودَ على الطلاق إلا من ضمير المسلم، ولا قيودَ على التعدد إلا من ضمير المسلم ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. (آل عمران: من الآية ١٠١) ولم يهدأ الشيخ حتى أُلغي القرار.

وفاته:
وهكذا  كانت حياة الإمام جهادًا متواصلاً ، مدافعا عن الاسلام و ثوابته، لا يخشى في الحق لومة لائم، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان والصدق فكان لقبه العارف بالله، وهو جدير بهذا اللقب و في ١٧ أكتوبر ١٩٧٨م، لقى الشيخ الجليل ربه ليظل خالدا في قلوبنا بمآثره و مواقفه الشجاعة.