قبل أيام، أعلن المجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف ضخم في منطقة الغريفة بمحافظة المنيا، والذي ضم مجموعة من المقابر الخاصة بالدولة الحديثة؛ من ضمن الاكتشافات بردية كاملة، تشير الدراسة المبدئية لها أن حالة البردية رائعة، وقد يصل طولها من 15 لـ 18 مترا، وتتحدث عن "كتاب الموتى".
وكانت البعثة الأثرية المصرية قد اكتشفت 4 برديات في أعمال الحفائر لها في مواسم الحفر، وجميعهم برديات كاملة لكتاب الموتى.
ووفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، هناك 3 برديات تم اكتشفهم في سقارة وأخر واحدة تم اكتشفاها في المنيا ضمن الكشف الأثري الجديد في الغريفة والتي وصل طولها إلى 15 مترا وألونها مميزة للغاية .
وقد آمن المصريون القدماء بحياة ما بعد الموت، وأن دليلهم إلى هذه الحياة الأخرى يكمن في "كتاب الموتى"، وهو مجموعة من اللفائف التي تحتوي على العديد من التعاويذ التي تُساعد في حياة الإنسان الجديدة، بينما يراه الآخرون كتاب سحر، لكنهم اتفقوا أنه في الوقت ذاته على أنه العامل الأساسي في معاونة الإنسان في حياة الخلود.
ويستعرض الفيلم الوثائقي "حقيقة كتاب الموتى ودوره في الحياة الأخرى"، والذي أنتجته قناة ناشيونال جيوجرافيك الوثائقية، ويجمع بين المشاهد التمثيلية والأحاديث مع خبراء الآثار، تاريخ كتاب الموتى منذ اكتشافه في الأقصر في القرن التاسع عشر على يد أحد مكتشفي الآثار الذي يعمل لحساب المتحف البريطاني.
ويوضح الكتاب محاولات علماء الآثار المختلفة لاستخلاص الكثير من نصوص الكتاب، والتي تتشابه بشكل كبير مع النصوص الدينية، ما يؤكد وجود عقيدة التوحيد، وكذلك يؤكد قول الله تعالى "ولقد أرسلنا رُسلًا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك"؛ حيث تحدث الكتاب عن البعث والحياة بعد الموت والحساب والعقاب، وما يقوله الميت دفاعًا عن نفسه من العقاب.
ويتضمن الكتاب 189 فصلًا، ولكنها ليست كاملة، ولكن الهدف منها أن يصل الميت للأبدية والخلود بعد الموت وحماية الميت من الشياطين، وكانوا يهتمون بالتحنيط كي يظل الميت مُحافظًا على جسده حتى تعود إليه روحه.
وفي كتاب "الخروج فى النهار.. كتاب الموتى" الذي ترجمه من المصرية القديمة وعلق عليه شريف الصيفى؛ تظهر جميع فصول كتاب الخروج فى النهار التي ظهرت ابتداء من عصر الدولة الحديثة وحتى سقوط الأسرة السادسة والعشرين، وقد وقع الاختيار على مختارات من برديات الدولة الحديثة والتي جمعها "نافيل" بالإضافة إلى بردية "نس با سفى" من عصر الأسرة 26 والتي تضم عددا كبيرا من الفصول لم تظهر في برديات عصر الدولة الحديثة.
وقد استخدم المترجم الأسماء الحالية للمدن والقرى بجانب الاسم المصري مع ملحق بأسماء المدن وتطور هذه الأسماء في العصور المختلفة، كما حافظ على النطق اليوناني للآلهة المصرية المتعارف عليها مع ملحق بأهم أسماء الآلهة التي وردت في الكتاب مع بيان الأصل المصري لها.