وسط الدمار والدماء، يجلس الفلسطيني “حسن كلوب”، بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة أمام "فرن النار" ليصنع الخبز بيده، وذلك بما تبقى لديهم من الموارد والتي أوشكت على الانتهاء بل إنها نفدت لدى الآخرين كليُا، وحتى يتثنى له إطعام الأطفال الذين يتضورون جوعًا بسبب نفاد الموارد الغذائية، وذلك حسبما ذكر الصحفي الفلسطيني مثنى النجار .
تلك النار التي يجلس أمامها لفترات طويلة لا تقارن باللهيب الذي يتأجج بداخله، فقلبه ينفطر حزنًا وقهرًا على غزة، متمنيًا أن تعود الديار لأهلها.
ويقول الصحفي الفلسطيني مثنى النجار في حديث لـ"البوابة" أن "كلوب" يقوم بتوزيع الخبز على أصدقائه وجيرانه أيضًا، بسبب صعوبة التنقل والحركة ومحدودية وجود مخابز في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي .
وكانت قد ذكرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة، الخميس الماضي، أن "مخزون قطاع غزة من المواد الغذائية بدأ يقل وقارب على النفاد في كثير من المحال التجارية، ولن يكفي لأكثر من أسبوع".
وجبات غذائية على نار الحطب بسبب عدم وجود غاز
وفي مشهد آخر ترى الشعب الفلسطيني يحتضن بعضه البعض رغم الوجع والألم والمصاب الجلل والكارثة، فيقوم أهالي غزة بعمل مباردات فردية وجماعية لتحضير وجبات غذاء لكل من تقطعت بهم السبل للحصول على الماء والطعام، أو من نفدت لديهم الموارد الغذائية إثر عدوان الغارات الجوية العنيفة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى تدمير أحياء بأكملها في قطاع غزة.
تحت القصف الاسرائيلي يقف شباب غزة لطهي الطعام على “نار الحطب” وذلك لعدم توافر الغاز ويقوم بمساعدتهم الأطفال بشجاعة غير عبائين بالقصف الذي يلتهم كل شئ أمامه من الأخضر واليابس، فتخلتط في نفوسهم مشاعر ما بين الأمل والألم فحزنهم على الشهداء وحبهم لأرضهم هو ما يجعلهم يقفون في ثبات أمام العدوان الغاشم.
وبالرغم من أن القانون الدولي يحظر الحصار الكامل، حيث ذكر مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان سابق: "إنّ فرض حصار يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة محظور بموجب القانون الدولي الإنساني" إلا أنه لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره الكامل على غزة.
هتافات تحت القصف رغم الحصار
واستطرد "مثني النجار" أنه بموازة المشاهد المؤلمة والدمار هناك مشاهد أخرى من الإصرار تخرج من أهالي غزة، فمن وسط الموت والنار والدمار يهتفون بالثبات والصمود، معلنين عن تمسكهم بأرضهم وعدم الخروج منها مهما كلفهم الأمر.
ونددت الهتافات بالأفعال الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي والتي وصلت إلى الإبادة الكلية بالقصف إلى جانب الحصار، ويأبى أهالي غزة أن يصيبهم حالة يأس، معربين عن صمودهم أمام الاحتلال، حتى لا تذهب دماء شهدائهم وأطفالهم هباء منثورا.