أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، اليوم /الاثنين/، أن الحكومة تريد تسريع إجراءات ترحيل 193 أجنبيًا متطرفًا، في وضع غير نظامي في البلاد.
ووفقًا لما أوردته مصادر مقربة من وزير الداخلية، فإن من بين هؤلاء الـ193 المسجل أسماؤهم في ملف الأشخاص المتطرفين - ملف الإنذارات لمنع التطرف الإرهابي (FSPRT) - لم يعد 85 شخصًا منهم متواجدون داخل الأراضي الفرنسية.
وأضافت المصادر أنه تم طلب التحقق من هؤلاء الأشخاص على أساس كل حالة على حدة، كما سيتم إعادة النظر في وضع 2.852 شخصًا أجنبيًا، في وضع نظامي، ومسجلين لدى ملف الإنذارات لمنع التطرف الإرهابي (FSPRT).
وأشار دارمانين، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع أمني عُقد في الإليزيه ودعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى تواجد 489 شخصًا أجنبيًا خطيرًا وضعهم غير نظامي في البلاد، وذلك من ضمن 20 ألفًا و120 ملفًا من ملفات القائمة "إس" والتي تضم الأشخاص الذين يمثلون خطرًا محتملًا على الأمن الوطني، كما أن هناك نحو 300 شخص في السجون أو تحت الإقامة الجبرية، مضيفًا في هذا الصدد أن السلطات الفرنسية ستعمل على ترحيلهم المنهجي في نهاية فترة حبسهم.
وفيما يتعلق بمشروع قانون الهجرة، قال وزير الداخلية: "بحثنا التدابير التي يمكن أن تزيد من صرامة مشروع قانون الهجرة وندرس الامكانيات التكنولوجية لأجهزة استخباراتنا"، مشيرًا أيضًا إلى مدى تأمين المؤسسات التعليمية وخاصة خلال الخمس سنوات الماضية.
وأضاف وزير الداخلية أن الشرطة ألقت القبض على 102 شخص في فرنسا، من بينهم 27 أجنبيًا، على صلة مباشرة بأعمال معادية للسامية أو أعمال تبرر "الإرهاب" على حد قوله منذ الهجمات التي استهدفت إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري، قائلًا "أحد عشر من هؤلاء الأجانب الذين ألقي القبض عليهم، متواجدون حاليًا في مراكز الاعتقال الإداري أو في السجون".
وقد طالب صباح اليوم الرئيس الفرنسي، من مدراء الأمن مراجعة ملفات الأشخاص المتطرفين الذين يمكن ترحيلهم من البلاد، وطالب أيضًا بتجسيد "دولة لا تعرف الرحمة ضد الذين يحملون الكراهية والأفكار الإرهابية في البلاد".
وتأتي توجيهات الرئيس الفرنسي، بعد ثلاثة أيام من مقتل مُعلم في عملية طعن في مدرسة في "أراس" بإقليم "با دوكاليه" (شمال فرنسا) على يد شاب وهو في الأصل من القوقاز الروسي، مسجل في فرنسا على قائمة "إس" والتي تضم الأشخاص الذين يمثلون خطرا محتملا على الأمن الوطني.
وكما دعت وزارة التربية الوطنية الفرنسية إلى الوقوف دقيقة صمت في كل فصل بالمدارس الفرنسية، اليوم /الاثنين/، الساعة الثانية ظهرا (بتوقيت باريس)، وذلك تكريمًا للمعلم الذي قتل إثر عملية الطعن بالسكين التي وقعت الجمعة الماضية بمدرسة "جامبيتا" في "أراس" شمالي فرنسا.