"على مدار 5 سنوات كنت أحلم ليل نهار بلحظة وصولي إلى أرض الكنانة والدراسة في الأزهر"؛ بهذه الجملة بدأ الشاب النيجيري إسماعيل عبدالمجيب أولاولى حديثه لـ "البوابة نيوز" عن رحلة وصوله لـ"قاهرة المعز" لبدء مسيرة الدراسة والتعلم في الأزهر الشريف أحد أعرق الجامعات العربية والإسلامية.
ويقول "أولاولي": بدأت دراستي في نيجيريا وتدرجت في مراحل التعليم إلى أن تخرجت في مدرسة الثانوية الإسلامية في العاصمة النيجيرية " أبوجا" والتي يوجد بينها وبين جامعة الأزهر تعاون مُشترك. وبعد 3 سنوات من التعلم الثانوي التحقت للدراسة بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون النيجيرية لمدة سنتين؛ درست فيها العلوم الشرعية والإسلامية؛ إلا أن حبي لتعلم الدين الإسلامي والتفقه فيه؛ جعلني أبذل كل جهدي للحصول على منحة جامعة الأزهر الشريف في القاهرة.
يُؤكد الشاب النيجيري الذي لم يتخطى الـ 23 عامًا؛ أن حُلم الحصول على منحة الأزهر الشريف إحدى أكبر الأمنيات لدى طلاب العلم في نيجيريا؛ والحصول عليها لم يكن بالسهل أبدًا فالأمر يتطلب التفوق والتميز في المواد كافة؛ بالإضافة إلى الحصول على سنتين كاملتين من الدراسة التمهيدية في كلية الإمام مالك وتعرف بـ "الدبلومة".
ويضيف قائلًا: منذ أن كنت في مرحلة الإعدادية والثانوية كنت أشتاق إلى مصر حلمًا في مواصلة الدراسة الجامعية؛ لأكون عالما كبيرًا ومفقهًا في علوم الدين الإسلامي؛ ووفقني الله لهذه المنحة التي يقدمها الأزهر الشريف لطلاب أفريقيا، وهي منحة كبيرة تشمل الدراسة والتعلم ويحصل الطلاب على هذه المنحة بشروط وضوابط مُشددة لضمان جدية الطالب؛ ومنها الدراسة في مركز تأهيلي لأشهر قليلة شرط القبول في الكُلية ومباشرة الدراسة.
انتهى الشاب "أولاولي" من الدراسة التمهيدية، والتي بدء فيها فور وصوله إلى مصر ليتمكن من تقديم أوراقه إلى كلية الشريعة الإسلامية؛ والتي بدورها أدرجت إسمه ضمن الطلاب المقبولين للدراسة فيها.
يؤكد الطالب النيجيري الأزهري؛ أن إعلان قبوله للدراسة في جامعة الأزهر كانت بمثابة "الفرحة الكبرى" في الفرحة المنتظرة منذ سنوات، من أجلها سهر وكد وعمد على تحقيق أمنيته التي لم تتوقف عند الالتحاق بجامعة الأزهر"أم العلوم"؛ بل يأمل في أن يكون له شأن كبير في الفقه والدين الإسلامي بعد الانتهاء من دراسته في الكلية؛ وأن يعود إلى بلاده لأسرته مرفوع الرأس يُحدثهم عن روعة مصر وطيبة شعبها منتصرًا لأمنياته وأحلامه.
عادات وتقاليد
وحول عادات وتقاليد الشعب النيجيري في الحياة اليومية العادية؛ يقول "أولاولي": إن الإسلام ليس الدين الرسمي في الدول النيجيرية فهناك تعددية كثيرة في الأفكار والمعتقدات؛ لافتًا إلى أن القانون النيجيري ينص على حرية الديانة وليس للدولة دينًا رسميًا مثل دوا أخرى؛ لكن تعداد المسلمون أكثر في نيجيريا ويرجع ذلك لظهور كبير في الأزهر وعلمائه في كافة أنحاء نيجيريا؛ ويحظى الإسلام بمكانة طيبة وجيدة بين الناس؛ وللمعتقدات الأخرى حُريتهم الكاملة ولا يوجد أي تضارب بين الأفكار والمعتقادت؛ وفي الأخير كلٍ يسعى على اهتماماته وحياته العادية سواءً في العمل أو التجارة أو الدراسة.
وعن أشهر المأكولات للشعب النيجيري، أوضح الشاب أن المأكولات في نيجيريا تختلف تمامًا عن مصر والكثير لا يعرفون عنها شيئًا؛ مستشهدًا بقصة لـ معلمين بالأزهر وفدوا إلى نيجريا، قائلًا: يوفد الأزهر بعض المشايخ والعلماء للتدريس في نيجيريا وكان من بينهم مدرسان التقيت بهم في بلادي قبل قدومي لـ مصر؛ وكان الغريب أن الشيخين الموفودين لا يأكلان طوال السنة سوى "الأرز والخبز فقط"؛ رغم أن نيجيريا لديها أطعمة ومأكولات مُختلفة وكثيرة؛ وحاولت أن أطعمهما بعض الأكلات النيجيرية إلا أن الشيخين كانا يتناولان طول السنة الأرز والخبز فقط.
وسرد لنا الشاب بعض العادات في نيجيريا عن الزواج قائلًا: الزواج ليس أمرًا صعبًا لحد كبير؛ إلا أن زواج المسلمين في نيجيريا يرتبط النظام الشرعي ولا بد أن يتوفر بداية من القبول بين الطرفين وموافقة الولي والمهر المقدم ويكون على مقدار ما تريده المرأة؛ وفي الأغلب لا تكلف المرأة زوجها مهرًا كثيرًا. مُشيرًا إلى أن تعدد الزوجات يحظى بقبول كبير لدى المرأة النيجرية من المسلمين.
وعن الاحتفال بالعيدين "الفطر والأضحى"، يقول الشاب: إن الاحتفال بالعيدين لهم أهمية كبيرة لدى المسلمين في نيجيريا وأبرزها صلاة العيدين والتي تقام في مساجد كبيرة والساحات الخارجية؛ إلى جانب تجمع العشرات لتناول لأطعمة سويًا وهو نوع من تبادل المحبة والفرحة بقدوم العيد؛ ويلتزم الرجال بضرروة زيارة أقاربهم مهما بلغ بُعد المسافات بين العائلات والأقارب؛ فهو أمر ضروري مُكمل لفرحة العيد.
أما عن احتفالات المولد النبوي الشريف، فيكون عبر إقامة العديد من المحاضرات وحلقات الذكر والإنشاد؛ وهو أمرًا يفعله البعض وليس الكل؛ أما عن حلوى المولد النبوي فهي طابع مصري خالص لا يوجد مثلها في نيجيريا.