ما يحدث في غزة الآن يمكن أن يوصف بكونه واحدة من جرائم الإبادة الجماعية ضد مدنيين عزل أمام قوة غاشمة محتلة مدعومة من عالم مزدوج المعايير وسيئ السمعة، عالم لا يرحم الضعيف ولا ينصف المظلوم، لكن ما يحدث الآن ليس بالأمر الجديد، فجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني هي مأساة إنسانية تتجاوز حدود الكلمات وتدمي القلوب. لقد شهد الشعب الفلسطيني تجاوزات مروعة تشمل القمع، والتهجير، والاعتداء على حقوق الإنسان الأساسية.
منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم، عاش الفلسطينيون تحت ظروف صعبة وظلم لا يمكن تجاوزه. يتعرضون للمضايقات والاعتقال التعسفي والهجمات العسكرية المتكررة. المأساة المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية تكشف عن مدى الظلم والصمت الدولي.
العالم يشهد هذه الجرائم ويشعر بالقلق والغضب، ولكن الجهود لإيقافها وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني تبقى محدودة. الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات فعالة يجعل الشعب الفلسطيني يعاني أكثر.
في هذا التقرير تعرض البوابة نيوز عشرة مجازر إنسانية تعرض لها الشعب الفلسطيني
مذبحة بلدة الشيخ 31 /12 /1947
في 31 ديسمبر عام 1947، نفذت العصابة الصهيونية الهاغاناه هجومًا وحشيًا على بلدة الشيخ، والتي يُعرف عليها اليوم باسم "تل حنان"، وسط فلسطين.
هذه الجريمة أدت إلى مقتل العديد من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال. وقد أظهرت التقديرات أن عدد الضحايا بلغ حوالي 60 شهيدًا، وكانت جثث معظمهم موجودة داخل منازل البلدة.
مذبحة دير ياسين 10 /4 /1948
مذبحة دير ياسين كانت عملية إبادة جماعية وطرد نُفذت في إبريل 1948 على يد مجموعتي الإرغون وشتيرن الصهيونيتين في قرية دير ياسين الفلسطينية الموجودة غربي مدينة القدس. ضحايا هذه المجزرة كانوا في معظمهم من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.
تتفاوت التقديرات بشأن عدد القتلى بين 250 و 360 حسب المصادر العربية والفلسطينية، بينما تقدره المصادر الغربية بحوالي 109 ضحايا.
مذبحة قرية أبو شوشة 14 /5 /1948
في فجر يوم 14 مايو 1948، وقعت مجزرة وحشية حينما شنت وحدات من الجيش الإسرائيلي هجومًا نهائيًا على قرية أبو شوشة، والتي تقع شرقي مدينة الرملة في فلسطين. هذا الهجوم العنيف كان جزءًا من الحملة الإسرائيلية لاحتلال الأراضي الفلسطينية وطرد سكانها.
راح ضحية هذه المجزرة حوالي 60 فلسطينيًا بينهم نساء ورجال وشيوخ وأطفال، حيث تعرضوا لأعمال عنف وقتل بدم بارد.
مذبحة الطنطورة 22 /8 /1948
بعد شهر تقريبا من مذبحة دير ياسين، واستكمالًا للهدف الصهيوني الرئيسي المتمثّل بعملية التطهير العرقي للبلاد، بقوة السلاح والترهيب للسكان تمهيدًا لتهجير أكبر عدد من المواطنين الفلسطنيين، جاءت مذبحة الطنطورة. وقد تركت أثرًا بالغًا على الفلسطينيين في القرى المجاورة ومهّدت لتهجيرهم بالفعل.
تختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة في فلسطين، ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة ارتُكبت على يد جيش إسرائيل، بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية. وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، وسهولة مهاجمتها ومتذرعين أن القرية تمثل تهديدًا لهم، واتّهموا أهلها بتحويلها لمرفأ يصل منه السلاح للفلسطينيين.
مذبحة قبية 14 /10 /1953
حدثت في ليلة ما بين 14 أكتوبر و15 أكتوبر من عام 1953 عندما قام جنود إسرائيليون تحت قيادة أرئيل شارون بمهاجمة قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية، قتل فيها 69 فلسطينيا، العديد منهم أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها. تم هدم 45 منزلا ومدرسةً واحدة ومسجدا.
مذبحة قلقيلية 10 /10 /1956
مجزرة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين في 10 أكتوبر عام 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، حيث شارك في الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية وعشرة طائرات مقاتلة. وقد عمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية المجزرة أكثر من 70 شهيداً
مذبحة خان يونس 3 /11 /1956
مذبحة نفذها الجيش الإسرائيلي بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى 12 نوفمبر 1956 نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم. وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا.
مذبحة المسجد الأقصى 8 /10 /1990
في يوم الاثنين الموافق 8 /10 /1990 وقبيل صلاة الظهر حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة الحرم القدسي الشريف وقد هب أهالي القدس لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه، وتدخل جنود حرس الحدود الإسرائيليون الموجودون بكثافة داخل الحرم القدسي، وأخذوا يطلقون النار على المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيدا وجرح أكثر من 150 منهم، كما اعتقل 270 شخصا داخل وخارج الحرم القدسي الشريف.
مذبحة الحرم الإبراهيمي 25 /2 /1994
نفذها باروخ جولدشتاين أو باروخ جولدستين، وهو طبيب يهودي والمنفذ لمذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية فجر يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ / الموافقة لـ 25 فبراير 1994 التي قام بها مع تواطؤ عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
مذبحة مخيم جنين 29\3- 9\4\2002
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز، لم يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود. ولا يعلم أحد حتى الآن حقيقة ما جرى أثناء الهجوم الإسرائيلي المكثف على مخيم جنين، أو عدد الشهداء الفلسطينيين.