هناك الكثير من الاكتشافات والاختراعات التي توصل اليها البشر بطرق غير مقصودة او بمحض الصدفة وتعبتر من الاكتشافات العظيمة للبشر والتي يستخدم بعضها بشكل يومي ومنها مثلا فرن الميكروويف، وتبرز “البوابة نيوز” أبرز الاكتشافات الغير مقصودة.
-فرن الميكروويف:
تم اختراع فرن الميكروويف بمحض الصدفة في عام 1945 من قبل مهندس يدعى (بيرسي ليبارون سبنسر)، كان يعمل مع المغنطرونات لدي شركة raytheon وكانت تعمل هذه الشركة في مجال صناعة الأجهزة التي تعمل بالموجات الدقيقة مثل المستخدمة في إشارات الراديو والموجات المستخدمة في أجهزة الرادار.
وذات يوم كان سبنسر يضع قطعة من الحلوى في جيبه أثناء عمله مع الموجات الدقيقة الصادرة من المغنطرون ليفاجىء أن قطعة الحلوة التي كانت في جيبه قد ذابت، وبعد مرور القليل من الوقت إكتشف أن السبب في ذوبان وطهي قطعة الحلوى الخاصة به هى الموجات الدقيقة الصادرة من المغنطرون أثناء العمل بها، ومن ثم تم اختراع الميكروويف وحصلت شركة raytheon على براءة الاختراع في نفس العام وتم طرحه بالسوق الأمريكي للإستعمال المنزلي لأول مرة عام 1967.
-رقائق البطاطس:
إن مخترع فكرة رقائق البطاطس هو (جورج كروم) وهو كان طباخ في إحدى المنتجعات في ساراتوجا سبرينجز في نيويورك، وبدأت القصة عندما طلب أحد النزلاء بطاطس مقلية ولكن عند تقديم جورج البطاطس للنزيل لم تنال إعجابه وعلق على أنها سميكة للغاية فقام جورج بدوره على تقطيع البطاطس إلى شرائح رقيقة جداً وقام بقليها فأصبحت مقرمشة جداً وغير قابلة للأكل بالشوكة، وهذا كان ضد آداب وسلوك الأكل حينها ومع ذلك نالت إعجاباً شديداً من قبل النزيل فهي لذيذة ومقرمشة للغاية ومن هنا تم تداول وصنع رقائق ساراتوجا وبدأ كل العالم في تناول رقائق البطاطس المقلية حتى يومنا هذا.
مطاط مفلكن:
تم اختراع المطاط المفلكن من قبل (تشارلز جوديير) وهو كيميائي ومهندس تصنيع أمريكي وقام باكتشاف طريقة لإصلاح عيوب المطاط عن غير قصد وكان هذا الاكتشاف عام 1839، حيث قام تشارلز بإلقاء بعض من المطاط والكبريت داخل الموقد ليتفاجأ أن بعد إحتراق المطاط والكبريت ظل المطاط مرن وقابل للاستخدام ومن هنا بدأ المطاط المفلكن يأخذ طريقاً أخر للاستخدام غير الاستخدامات السابقة له وحصل تشارلز على براءة اختراع لعملية الفلكنة عام 1844، ومن ثم بدأ استخدام المطاط المفلكن في تصنيع الإطارات في عام 1898 وأصبح المطاط المفلكن من أهم الإكتشافات عالمياً لأن في حال عدم وجوده لما تمكنا من صنع الإطارات.
البارود:
يعتبر اكتشاف البارود من أهم الإكتشافات الغير مقصودة، حيث كان الكيميائيون الصينيون من أسرة تانغ في غضون القرن التاسع عشر يحاولون إكتشاف إكسير الحياة الأبدية (وهو شيء يجعلهم خالدون ويظلون بعمر الشباب للأبد)، وأثناء بحثهم عن إكسير الحياة قاموا باكتشاف الملح الصخري وهو مكون البارود الرئيسي ومن ثم أقيمت العديد من التجارب على الملح الصخري الذي قام باكتشافه الكيميائيون الصينيون عن طريق دمجه مع الفحم والكبريت، ليقومون باكتشاف مادة لها مواصفات رائعة حيث أنها قابلة للاشتعال والانفجار وهي (البارود)، وعندما اكتشف البارود حينها كان يتم استخدامه في تصنيع الألعاب النارية وفي عام 904 ميلادياً بدأ استخدامه في الحروب.
البنسلين:
وهو من أهم الإكتشافات الغير مقصودة في مجال الطب الحديث، وقام بإكتشاف البنسلين عام 1928 عالم اسكتلندي يدعى (ألكسندر فليمنج) حيث كان يعمل داخل مختبر في مستشفى لندن وكان يبحث ويستكشف في المكورات العنقودية وهي نوع من أنواع البكتيريا التي تسبب عدوى المكورات العنقودية وفي ذات يوم قرر ألكسندر أخذ إجازة من البحث في المكورات العنقودية ولكن قام بتجربة ما قبل الإجازة وهي إضافة بعض البكتيريا إلى العديد من أطباق بتري، وكان يتنبأ بنمو هذه البكتيريا أثناء غيابه ولكن عند عودته إنتبه لشيءً غريب وهو وجود عفن ينمو في بعض أطباق بتري، ولكن الأهم أنه إنتبه أن نمو المكورات العنقودية طفيف جداً أو يكاد أن يكون معدوم، ومن هنا بدأ في التحليل والأبحاث ليكتشف أن العفن يقوم بإفراز منتجاً ثانوياً يعرقل نمو البكتيريا العنقودية وهذا المنتج سمي بإسم (البنسلين) ليصبح لدينا أهم مضاد حيوي تم اكتشافه بالصدفة كي يجعلنا نسيطر على الأسباب الرئيسية التي تسبب أعداد كبيرة من الوفيات مثل ( تعفن الدم، السيلان، الزهري، الالتهاب الرئوي، الحمى القزمية، الحمى الروماتيزمية، التهاب السحايا، الدفتيريا، التهاب اللوزتين)، وكان هذا المضاد الحيوي (البنسيلين) له القدرة على ردع أي بكتيريا دون المساس بأي ضرر لجسم الإنسان.
لقاح الجدري:
تم إكتشاف وتطوير أول لقاح لمرض الجدري عام 1796 بواسطة العالم والجراح البريطاني (إدوارد جينر) بعد أن قامت بائعة اللبن وتدعى (سارة نيلمز) بإخباره بأن الأشخاص الذين تم إصابتهم بجدري البقر (وهو مرض ينتقل للإنسان عن طريق البقر ولكنه غير خطر على صحة الإنسان) لم يصابون أبداً بوباء الجدري القاتل، وحينها قام عقل جينر بالتفكير والتحفيز الإبداعي كي يتوصل لحل مشكلة مهمة للغاية وهي إحتمالية إكتشاف لقاح لمرض الجدري القاتل، حيث قرر جينر أخذ عينات من الصديد الناتج عن قرح جدري البقر المتواجدة على أيدي خادمة اللبن سارة، ومن ثم حقن هذا الصديد لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ويدعى (جيمس فيبس)، وقام بمراقبة الأعراض التي طرأت على الطفل فبدأ يلاحظ إصابة الطفل بحمى طفيفة وبعض العلل البسيطة ولكنه ظل بخير وتعافى بعد فترة.
وبعد مرور عدة شهور قام جينر بحقن الطفل مرة أخرى ولكن هذه المرة قام بحقنه بالجدري القاتل، ليكتشف عدم إصابة جيمس بأي أعراض لمرض الجدري القاتل وأن جسم جيمس لم يستجيب لهذا الحقن لينشأ فكرة لقاح الجدري.
تشارك طبيب كندي يدعى (فريدريك بانتينج) والبروفيسور (جون جي آر ماكليود) من جامعة تورنتو جائزة نوبل في عام 1923 حيث أنهم قاموا بتجربة الاستخدام الطبي للأنسولين ضد مرض السكري، وأثناء قيامهم بالتجربة إكتشفوا بطريقة غير مقصودة علاقة البنكرياس وتأثيره على مستوى السكر في الدم عن طريق طبيبين آخرين من المحيط الأطلسي، حيث قام هذان الطبيبان الألمانيان وأسمائهم (جوزيف فون ميرينغ، أوسكار مينكوفسكي) بعمل دراسة على البنكرياس لمعرفة دوره في الهضم.
عن طريق عمل جراحة لكلب بصحة جيدة وإزالة البنكرياس له لعمل هذه الدراسة، وبعد مرور أيام إكتشف الأطباء أن البول الخاص بذلك الكلب ينجذب له أعداد هائلة من الذباب مما أثار فضول الطبيبان لمعرفة ما هو سبب تجمع الذباب على بول الكلب، وعندما قاموا بتحليل بول الكلب إكتشفوا أن البول يحتوي على السكر وهذا يدل على إصابة الكلب بمرض السكري، وإعتباراً بأن الكلب كان سليم وبصحة جيدة قبل استئصال البنكرياس أدرك الطبيبان أنه أصيب بمرض السكري نتيجة استئصال البنكرياس ومن هنا تم ربط علاقة البنكرياس بمرض السكري.
وبعد عملهم العديد من الأبحاث والدراسات توصل فون ميرينغ ومينكوفسكي إلى أن كي نتحكم ونسيطر على إعتدال مستوى السكر في الدم يجب أن يكون لدينا بنكرياس سليم قادر على إفراز مادة هي المسؤولة عن عن هذا الاعتدال، كما أن حاول الكثير من العلماء إستخراج هذه المادة من البنكرياس ولكن دون جدوى، حتى إستطاع الألمان (بانتينج، ماكلويد) عن غير قصد إكتشاف هذه المادة المجهولة والتي تسمى (الأنسولين) وبدأو باستخدامها كأول لعلاج لمرض السكري.